نظم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، الثلاثاء 2-3-2021، ندوة بعنوان حصاد التطبيع، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر الدولي لمقاومة التطبيع وبمشاركة مختصين وإدارة الأكاديمي والسياسي الفلسطيني الدكتور سعيد الحاج.
وأشاد الدكتور فؤاد بسيسو محافظ سلطة النقد الفلسطينية السابق بأهمية المؤتمر الدولي لمقاومة التطبيع وتكامل دوره مع التحركات في العالم العربي والإسلامي والدولي لمواجهة التطبيع مع الاحتلال “الإسرائيلي”.
وأشار إلى أن التطبيع هو جزء من الصراع مع الاحتلال، كما دعا إلى وجود استراتيجية متكاملة وموحدة لمواجهة الاحتلال، وهذا يستدعي إجراء تغييرات أساسية في الأطر الاقتصادية والسياسية الحاكمة في فلسطين.
وقدم بسيسو شرحاً حول آثار التطبيع على الجانب الاقتصادي للدول العربية الموقعة على الاتفاق، واصفاً إياه بالكارثي والذي سينعكس بشكل سلبي على اقتصاد هذه الدول.
ودعا إلى المقاطعة العربية للاحتلال “الإسرائيلي”، وأهمية هذه المقاطعة في زيادة التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية وإنهاء اتفاقيات السلام المزعومة والتركيز على المقاطعة الشعبية للاحتلال.
من جانبه المهندس صبحي أبو زغلان رئيس لجنة مقاومة التطبيع والقضايا القومية في نقابة المهندسين الأردنيين، أكد على أن التطبيع في الدول العربية هو تطبيع رسمي من الأنظمة وليس من الشعوب.
كما تحدث أبو زغلان عن جهود لجنتهم والفعاليات الأردنية المختلفة في مواجهة التطبيع ومنع إقامة الأنشطة التطبيعية مع الاحتلال الصهيوني، وتقديم مشروع إلغاء اتفاقية السلام بين الأردن والاحتلال.
وأشار إلى أن العرب هم الخاسر الأكبر من اتفاقيات التطبيع، وأن الاحتلال يسعى إلى جعل الموانئ الخليجية منطلقاً لترويج البضائع “الإسرائيلية”، وأنه يهدف إلى إضعاف حركات المقاطعة BDS.
كما اعتبر أن اتفاقيات التطبيع تصب في صالح صفقة القرن، وأن الشعب الفلسطيني هو الخاسر من هذه الاتفاقيات تماماً كما حدث مع اتفاقية أوسلو، وأن نضال الشعب الفلسطيني ومن خلفه الشعوب العربية مهم في قلب هذه المعادلة لصالح القضية الفلسطينية.
ودعا إلى تشكيل فريق قانوني عربي دولي لمواجهة خطة الضم وتقديم مجرمي الحرب الصهاينة للمحكمة الدولية على ما قاموا به من مجازر بحق الفلسطينيين، وتفعيل دور الجاليات الفلسطينية في الدول الأوروبية لمواجهة صفقة القرن.
واعتبرت النائب السابق حنين الزعبي أن أثر التطبيع على الفلسطينيين في الداخل المحتل مختلف عن بقية الشعب الفلسطيني، وأن بقاء الفلسطينيين في الداخل هو شكل من الصمود والوطنية.
وقالت إن اتفاقية أوسلو واتفاقية التطبيع الإماراتي “الإسرائيلي” هي الأكثر خطورة على الفلسطينيين، وأن اتفاقية الإمارات تتوج لمرحلة هزيمة عربية وتروج للمشروع الصهيوني في المنطقة العربية.
وأشارت الزعبي إلى تحديات المواطنة لفلسطينيي الداخل، وانعكاس اتفاقيات التطبيع عليهم، التي تجبرهم على الحفاظ على المواطنة “الإسرائيلية” وغياب الهوية الوطنية لهم والمشروع الفلسطيني الرافض للصهيونية.
وأكدت الزعبي على أن الشعب “الإسرائيلي” لا يريد تطبيعاً مع الدول العربية، وأن “إسرائيل” تنظر إلى الواقع العربي أنه متخلف ولا يقبل الديمقراطية، وأنهم يفهمون أن اتفاقيات التطبيع تستقبل “إسرائيل” كمشروع استعماري.
من جانبها أكدت رزان زعيتر رئيسة الشبكة العربية للسيادة على الغذاء حول أهمية توحيد الجهود العاملة ضد التطبيع، حيث دعت إلى تشكيل جبهة موحدة ضد اتفاقيات السلام والتطبيع.
كما أشارت زعيتر إلى ضرورة توثيق فشل اتفاقيات التطبيع العربية مع الاحتلال مما يكشف كذب الاحتلال في ادعاءات التطوير في المجالات الاقتصادية والسياحية والزراعية في الدول المطبعة.
وتحدثت زعيتر في مداخلتها حول تراجع قطاعات الاقتصاد والسياحة والأمن الغذائي في العديد من الدول العربية التي وقعت اتفاقيات تطبيع مع الاحتلال، وانعكاس هذه الاتفاقيات على شعوب هذه الدول بشكل سلبي.
وأضافت:” أدعو إلى مواجهة الحرب النفسية التي تشنّ على الشعوب العربية، والتي تسعى إلى تبديد ثقة شعوبنا بذاتها وقدرتنا الكبيرة على دفع الظلم وعلى المقاومة، ومحاولة العدو الدؤوبة غسيل أدمغتنا وبث اليأس والإحباط والهزيمة النفسية”.
وقال الدكتور باسم نعيم رئيس حملة المقاطعة في فلسطين إن اتفاقيات التطبيع الأخيرة ليست الشكل التقليدي السابق للتطبيع مع الاحتلال، وحالة جديدة تسمى تطبيعاً من باب التدليس، وهي موجة اختراق “إسرائيلية” جديدة للمنطقة العربية.
واعتبر هذه الاتفاقيات افتتاحاً لمرحلة جديدة من التطبيع، وأن الاحتلال يحاول اختراق المنطقة وصولاً إلى الشعوب العربية لتغيير المفاهيم وجعل الاحتلال طبيعياً، وهذا أكثر خطورة على القضية الفلسطينية.
وأشار نعيم إلى أن اتفاقيات التطبيع جاءت لإزاحة القضية الفلسطينية عن المشهد، وتشكل خطراً حقيقياً على فلسطين في حال استمرار موجة التطبيع، وقلب الحقائق واستهداف للمقاومة الفلسطينية.
ودعا إلى ضغط مؤسساتي وسياسي فلسطيني في الداخل والخارج لمواجهة التطبيع، وإيجاد برامج عمل توضح خطر هذا الاختراق الصهيوني على المنطقة العربية والإسلامية.
وأكد على أهمية محاصرة التيار المطبع مع الاحتلال سياسياً وإعلامياً واعتباره خارجاً عن السياق، ومأسسة العمل الشعبي ضد التطبيع وتحصين الشعوب العربية في مواجهة التطبيع.