أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس على أن الاعتذار العملي للشعب الفلسطيني عن وعد بلفور المشؤوم، يكون بعودة اللاجئين الذين هُجروا من أرض فلسطين التاريخية موطنهم الأصلي، وتعويضهم عما لحق بهم، ودعم حقهم في الحرية والاستقلال.
وقالت الحركة في بيان لها اليوم الثلاثاء (2-11)، بمناسبة الذكرى الـ 104 لوعد بلفور المشؤوم، إن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأوطانهم التي هجروا منها هو حق شرعي وقانوني ثابت، ومكفول بالقوانين الدولية والأممية، “ولا تراجع عنه ولا تفريط فيه أو المساومة عليه”.
وشددت على أن المقاومة بكل أشكالها، من الشعبية وحتى المسلحة، “ستظل خيارًا مشروعًا أثبت جدواه، ولا تراجع عنه لاسترداد حق شعبنا المسلوب وكنس الاحتلال”.
وقالت: “104 من الأعوام تمر على الجريمة التي ارتكبها المدعو بلفور يوم أن تعهد للصهاينة بوطن على فلسطين الأرض التي لا حق لهم فيها ولا مكان، ومنذ ذلك اليوم ومأساة الشعب الفلسطيني مستمرة بين نهب للأرض، وتشريدٍ منها، وقتلٍ لشعبها واعتقال”.
وأضافت: “تتكرر الذكرى وما زال شعبنا الفلسطيني في معاناة متواصلة من قمع وقتل وتهجير، والمجتمع الدولي يواصل صمته، وأمريكا تمارس الدور ذاته الذي مارسته حليفتها بريطانيا في سعيها إلى استنساخ وعود جديدة مغلفة بمسميات حديثة، وهي ليست بأقل شؤمًا ولا أهون خطرًا من مؤامرة بلفور”.
وتابعت: “إلا أن شعبنا الفلسطيني وقف سدًّا منيعًا أمام هذا الوعد المشؤوم، وقدم نموذجًا فريدًا في مقاومته والتصدي له، لكن المؤامرة كانت أكبر منه ومن مقدراته، واستمرت بريطانيا في تقديم الدعم السياسي واللوجستي للمشروع الصهيوني حتى احتلال فلسطين عام 1948، وهي بالتالي تتحمل وزر هذا الوعد من حيث إصداره وتبنيه”.
وأكملت: “شعبنا الفلسطيني أكد على مر التاريخ، ورغم الكثير من المحطات الدموية والمؤلمة، والكثير من القرارات الباطلة والمؤامرات الدولية، تمسكه بوطنه فلسطين، وأنها لا تزال تسكن قلبه وروحه، وأن لديه الاستعداد للتضحية من أجل حريته واستقلاله، وأنه لا يمكن بحال من الأحوال أن يتخلى عن ذرة تراب منها”.
وشددت على سعيها الدؤوب لتحقيق الوحدة الوطنية “كضرورة استراتيجية تستلزم العمل من أجلها من كل مكونات الشعب الفلسطيني، لبناء استراتيجية صمود ومقاومة للاحتلال الذي نتج عن هذا الوعد المشؤوم”.
وأرسلت التحية لشعبنا المرابط في القدس، وغزة، والضفة، والـ 48، والشتات والمنافي، على صموده وثباته وتصديه لكل المؤامرات والمخططات التي تهدف إلى تصفية حقوقنا الوطنية.
وختمت بالتحية لأهلنا في القدس المحتلة، “وهم يقفون سدًّا منيعًا في وجه المخططات الصهيونية الشرهة لقضم الهوية والتاريخ في القدس، وهم بذلك إنما يؤكدون أن المستقبل لهذا الشعب الصامد الذي لم يتنازل عن حقه، كما ندعو الأمة العربية والإسلامية إلى نصرة القدس وقضاياها في هذه المرحلة الحساسة”.