حماس تتعهد بإنجاز “علامة فارقة” في مسيرة المقاومة بصفقة التبادل القادمة

تعهدت حركة حماس بإبرام صفقة تبادل أسرى جديدة مع الاحتلال، تكون “علامة فارقة” في مسيرة المقاومة، وذلك في الذكرى العاشرة لإبرام صفقة تبادل الأسرى التي جرت عام 2011.

وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم في تصريح صحافي “إن الإعلان عن صفقة وفاء الأحرار الثانية سيشكل علامة فارقةً في مسيرة المقاومة الباسلة”.

وأشار إلى أن هذه الصفقة “ستكون محل فخر واعتزاز شعبنا والأمة كافة بمقاومة فلسطينية حكيمة ومبدعة وقادرة على فرض شروطها”.

وأطلقت حماس على الصفقة الأولى التي أخلت بموجبها سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته خلال هجوم على ثكنة عسكرية على حدود غزة عام 2006، اسم “وفاء الأحرار”.

وصادف الاثنين مرور عشر سنوات على الإعلان عن تلك الصفقة التي توسطت فيها مصر، وأطلقت بموجبها إسرائيل سراح 1027 أسيرا فلسطينيا، على دفعتين، الأولى اشتملت على الأسرى من ذوي المحكوميات العالية.

وجرى تنفيذ عملية التبادل في 18 من الشهر ذاته، بترتيبات أمنية من قبل جهاز المخابرات المصرية.

وقال برهوم إن هذه الصفقة “مثلّت بوابة العبور” لمئات الأسرى والأسيرات، من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وصادف يوم الاثنين أيضا، مرور 27 عاما، على العملية التي نفذها الجناح العسكري لحركة حماس كتائب القسام، وأسر خلالها الجندي الإسرائيلي ناحشون فاكسمان بهدف تحرير الأسرى، وقد قتل الجندي واستشهد خاطفوه خلال قيام جيش الاحتلال بمهاجمة المكان الذي يتواجد فيه، بعد أن وزع الجناح المسلح شريط فيديو يظهر ذلك الجندي وحوله الخاطفون، الذين طالبوا بتحرير الأسرى من سجون الاحتلال.

وقال الناطق باسم حماس في القدس محمد حمادة، إن حركته “تجدد في هذه الذكرى عهدنا للأحرار الأسرى جميعاً أن هدف تحريرهم هو غاية وقيمة عليا تبذل فيها قيادة الحركة كل الوسع وزيادة، ولن تدخر جهدا في سبيل الإفراج عن كل الأسرى”.

وترافقت هذه الذكرى، مع شروع مصر من جديد بتحريك ملف صفقة التبادل الجديدة، خلال زيارة وفد حماس القيادي للقاهرة قبل أيام، حيث تردد أن جهاز المخابرات المصرية، أجرى مفاوضات “غير مباشرة”.

وقد وعد الوسيط المصري، خلال المحادثات بمضاعفة الاتصالات لإنجاز الصفقة، رغم استمرار اعتراض الاحتلال على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من ذوي المحكوميات العالية، على خلاف الصفقة الماضية.

في المقابل تتشبث حماس بموقفها بطلب إطلاق هؤلاء الأسرى، وقالت إن الصفقة لم تتم دون تلبية الاحتلال لشروط ومطالب المقاومة.

ودفع ذلك صحيفة “هآرتس” العبرية، للقول في تقرير نشرته إن نفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، مثل سلفه بنيامين نتنياهو، “غير مستعد لإتمام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس”، يقدم من خلالها تنازلات كبيرة.

وقالت إن ذلك يأتي في ظل مطالب الحركة التي وصفها أنها “غير واقعية” وتتضمن الإفراج عن أصحاب المحكوميات العالية وقيادات الفصائل والأسرى الذين أعيد اعتقالهم بعد الفرار من سجن “جلبوع”.

وتأسر حركة حماس أربعة إسرائيليين، اثنان منهم جنديان وقعا في قبضة كتائب القسام خلال الحرب التي شنتها إسرائيل ضد القطاع صيف العام 2014، واثنان آخران دخلا غزة بطريقة غير رسمية.

وتزعم سلطات الاحتلال بأن الجنديين قُتلا قبل الأسر، لكن حركة حماس ترفض تقديم أي معلومات حول مصير الأسرى الأربعة، دون أن تحصل على أي ثمن مقابل ذلك.

وعلى صعيد آخر، حذر عضو المكتب السياسي لحركة حماس زاهر جبارين الاحتلال الإسرائيلي من عواقب موقفه المتعنت بخصوص قضية الأسرى المضربين عن الطعام.

وأكد مسؤول ملف الأسرى والشهداء والجرحى في حماس في تصريحات متلفزة الليلة الماضية أن شعبنا وفصائل المقاومة مجتمعة لن تترك الأسرى وخاصة المضربين لقمة سائغة للاحتلال.

ويواصل الأسرى كايد الفسفوس ومقداد القواسمة وعلاء الأعرج وهشام أبو هواش ورايق بشارات وشادي أبو عكر الإضراب المفتوح عن الطعام، احتجاجا على اعتقالهم الإداري.

ولفت جبارين إلى تراجع الاحتلال عن بعض تعهداته والتزاماته للحركة الأسيرة، وبناءً على ذلك، تسعى حماس بشكل حثيث ومتواصل لمنع الاحتلال من الاستفراد بالأسرى داخل السجون والحفاظ على حقوقهم ومنجزاتهم.

وأشار جبارين إلى أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس تواصل مع عائلة الأسير القواسمي، وثم تواصلت قيادة الحركة مع عدد من الجهات الدولية والوسطاء من أجل الحفاظ على أبطالنا الأسرى.

وأوضح القيادي جبارين أن قضية الأسرى هي قضية جامعة، وأن المقاومة بكافة أطيافها تراقب عن كثب تطورات الأوضاع في السجون، وجاهزة للدفاع عن أسرانا.

وأضاف أن سياسة الاعتقال الاداري المتواصلة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، جريمة منظمة تضاف إلى سجل جرائم الاحتلال، بشكل مخالف للقرارات والأعراف الدولية.

Exit mobile version