قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، سامي أبو زهري، إنَّ الوسطاء بدأوا عملية جس النبض للطرفين للبدء في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وأكد أبو زهري في تصريح صحفي أنَّه لا خيار أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلا المضي في هذا الاتفاق حتى النهاية. وأشار إلى أن كلام نتنياهو بشأن العودة إلى القتال هو مجرد كلام فارغ للاستهلاك المحلي، موضحًا أنَّ مفهوم “اليوم التالي للحرب” وخروج حماس من المعادلة لم يعد له وجود، وأن مستقبل غزة شأنٌ فلسطيني بحت. وأوضح أبو زهري أنَّ غزة لا تعاني فراغًا إدارياً، مرحبًا بتشكيل حكومة يتوافق عليها الفلسطينيون.
عودة النازحين: مشاهد الصمود
منذ يوم الإثنين الماضي، توافد آلاف النازحين من مناطق وسط وجنوب قطاع غزة، عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين، للعودة إلى شمال القطاع بعد أكثر من عام وثلاثة أشهر من النزوح القسري، وذلك في أعقاب حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال الصهيوني على القطاع. وأكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنَّ مشاهد عودة الحشود الجماهيرية لشعبنا إلى مناطقهم التي أجبروا على النزوح منها، رغم تدمير بيوتهم، تؤكد عظمة هذا الشعب ورسوخه في أرضه، رغم عمق الألم والمأساة.
وأوضحت حماس في تصريح صحفي أنَّ هذه المشاهد المُفعمة بفرح العودة وحب الأرض والتشبث بها هي رسالة لكل المراهنين على كسر إرادة شعبنا وتهجيره من أرضه. وجددت الحركة تأكيدها على أنَّ عودة النازحين إلى بيوتهم تُثبت مرة أخرى فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه العدوانية المتمثلة في تهجير الشعب الفلسطيني وكسر إرادة الصمود لديه.
تبادل الأسرى: تفاصيل المرحلة الأولى
في غضون ذلك، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن وفد الحركة سلَّم الوسطاء مساء الأحد المعلومات المطلوبة عن قائمة الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى، وذلك وفقًا لما نص عليه الاتفاق. وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان وقف إطلاق النار في غزة، ويستمر في مرحلته الأولى التي تشمل التفاوض للبدء في مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة من مصر وقطر والولايات المتحدة.
وشمل اليوم الأول من المرحلة الأولى من الاتفاق الإفراج عن 90 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 21 طفلاً وفتى، من بينهم 76 من الضفة الغربية و14 من شرقي القدس، وفقًا لأسماء نشرتها مؤسسات حقوقية فلسطينية. وفي المقابل، تم الإفراج عن ثلاث محتجزات إسرائيليات من غزة.
وفي 26 يناير الجاري، أفرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن 200 معتقل فلسطيني من ذوي الأحكام المؤبدة والعالية إلى الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة والخارج، تنفيذًا للمرحلة الثانية من صفقة التبادل في إطار وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال.
المرحلة الأولى: تفاصيل واستعدادات
وسلّمت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، يوم السبت الماضي أربع أسيرات إسرائيليات للصليب الأحمر الدولي في مدينة غزة، في إطار عملية تبادل الدفعة الثانية من الأسرى ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. وفي الوقت نفسه، تتواصل الاستعدادات لإطلاق سراح 200 أسير فلسطيني.
ومن المقرر أن تستمر المرحلة الأولى من الاتفاق، المكونة من ثلاث مراحل، لمدة 42 يومًا، يتم خلالها تبادل 33 أسيرًا إسرائيليًا مقابل 1900 أسير فلسطيني. وبحسب اتفاق وقف إطلاق النار، يفترض أن يؤدي تنفيذ عملية التبادل الثانية إلى انسحاب جزئي لقوات الاحتلال الإسرائيلي وعودة النازحين إلى مناطق شمال غزة، مع منح حرية تنقل السكان بين شمال القطاع وجنوبه.
تأتي هذه التطورات في إطار الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق استقرار نسبي في غزة بعد أشهر من الحرب الدامية التي خلفت دمارًا هائلاً ومعاناة إنسانية كبيرة. وتؤكد حركة حماس أنَّ عودة النازحين وتبادل الأسرى هما خطوتان مهمتان نحو تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وإفشال مخططات الاحتلال الرامية إلى تهجير الفلسطينيين أو كسر إرادتهم. وفي الوقت نفسه، تبقى المراحل القادمة من الاتفاق محط أنظار العالم، خاصة فيما يتعلق بتحقيق سلام دائم وعادل في المنطقة.