طالبت حركة حماس الـ”أونروا” الاعتذار بشكل رسمي للشعب الفلسطيني ولكل ضحايا العدوان، ذلك على خلفية تصريحات مديرها في غزة على وسائل الإعلام.
جاء ذلك في بيان صادر عن الحركة تعقيبا على حديث مدير الأونروا في قطاع غزة والذي أدلى به الاثنين الماضي، للقناة (12) الإسرائيلية قائلا: “أنا لست خبيرا عسكريا، ولكن من وجهة نظري، هناك دقة عالية في قصف الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الـ11 الماضية (العدوان الإسرائيلي ضد غزة)”، مضيفا أن إسرائيل “لم تقصف أهدافا مدنية إلا في بعض الاستثناءات”.
و لم تخفي حركة حماس صدمتها من تصرف مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في القطاع، حيث سارعت لإبداء استنكارها وشجبها من الخطاب الذي عمد إليه ماتياس المنافي لدوره في حماية وتشغيل وغوث اللاجئين، موضحة أنه تبرير استهداف المدنيين ومنازلهم، وتقليل من حجم الخسائر، ومدح قدرة جيش الاحتلال ودقته في إصابة أهدافه يضعه في موضع متحدثي جيش الاحتلال.
فيما اعتبرت حديث ماتياس شمالي تحريضا مباشر على المدنيين ومنازلهم وممتلكاتهم الخاصة، ودعت مسؤولي “أونروا” إلى الالتزام بالتفويض الممنوح لهم من الأمم المتحدة في أداء وظيفتهم، في حماية وإغاثة وتشغيل اللاجئين، واتخاذ كل ما يلزم لعدم تكرار ذلك.
اقرأ أيضا: حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة
وحثت على اتخاذ كل ما يلزم لاتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية بحق من ارتكب هذا الخطأ الجسيم، مؤكدة أنها تعتز بدور “أونروا” التاريخي في خدمة الشعب الفلسطيني، إلى جانب حرصها على استمرار العلاقات الطيبة مع المؤسسة في خدمة شعبنا وتثبيت حقوقه التاريخية.
اعتذار
وبعد موجة الغضب التي سادت الشارع الفلسطيني اثر تصريحاته خرج ماتياس، وأعرب عن أسفه قائلا: “تسبب بألم وأذى لأهالي شهداء ارتقوا خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة”.
وأضاف: “الملاحظات الأخيرة التي أدليت بها عبر التلفزيون الإسرائيلي أساءت وألحقت الأذى بأولئك الذين قتل وجرح أحد أفراد عائلاتهم خلال الحرب التي انتهت للتو”، مشيرا إلى “الأسبوعين الماضيين كانا مروعين بالنسبة لغزة وكل من يعيش فيها”.
وتابع: “أكرر تعازي الصادقة للعائلات التي فقدت أحباءها بشكل مأساوي، كما أنني أعبر عن فائق الاحترام والتضامن مع زملائي في الأونروا وعائلاتهم الذين عانوا من آلام وخسائر جسيمة”.
وأكد أنه “لا يوجد أي مبرر على الإطلاق لقتل المدنيين، فأي مدني قضى نحبه يعني الكثير، حيث أن دفع الكثير من الأبرياء حياتهم ثمنا لهذه الحرب، ببساطة، أمر لا يمكن تحمله”، مشدد على أن “الدقة والحنكة العسكرية لا يمكن أبداً أن تكونا مبرراً للحرب”.
والجدير بالذكر أن العدوان الأخير على قطاع غزة تسبب بفقدان أكثر 250 شهيدا، من بينهم 66 طفلا، و39 امرأة، إضافة إلى حوالي 2000 جريح معظمهم من الأطفال والنساء، غضافة لقصف وتدمير آلاف البيوت على رؤوس ساكنيها، وتم استهداف المئات من المؤسسات الصحية والتعليمية والاجتماعية.