حمدان: الإدارة الأمريكية تعطل جهود إنهاء الحرب

أكدّ القيادي في حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) أسامة حمدان، مساء الأربعاء، أنّ الإدارة الأمريكية تتحمّل المسؤولية السياسية والقانونّية والأخلاقية والإنسانية للعدوان على غزة، داعيها مجدداً إلى التوقف عن سياساتها التي تعطِّل جهود إنهاء حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال في غزة، والعمل فوراً على وقف العدوان.

وقال حمدان، خلال مؤتمر عقدته حماس في بيروت: “لا تزال الإدارة الأمريكية عبر مسؤوليها تواصل تبنّي رواية الاحتلال المضلِّلة ودعايته الكاذبة، في محاولاتها تبرير الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإرهابي ضد المدنيين، بالقول إنَّ المقاومة الفلسطينية تتمركّز بين المدنيين؛ في سياسة مكشوفة لغسل أيدي الاحتلال من دماء أطفال ونساء وشيوخ غزة، الذين تجاوَز عددهم الثلاثين ألفاً بين شهيد ومفقود تحت الأنقاض”.

وأضاف “إنَّ المواقف التي عبّر عنها الوزير بلينكن من الدعوى القضائية في محكمة العدل الدولية، وقوله إنَّ هذه الخطوة تشتت جهود احتواء التصعيد، وأن دعوى الإبادة الجماعية بلا أساس؛ هي محاولة أمريكية للتعمية عن حقيقة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في غزة، وهي محاولة لتعطيل أدوات العدالة الدولية عن القيام بدورها”.

وتابع يتساءل “هل قتل الاحتلال لنحو 30 ألفا من المدنيين، ومعظمهم من الأطفال والنساء بلا أساس؟!! وهل سياسية التجويع والتعطيش وقطع مصادر المياه لسكان قطاع غزَّة بلا أساس؟!! وهل تدمير 70% من قطاع غزة بلا أساس؟!! وهل تدمير 30 مشفى وقتل الأطباء والصحفيين بلا أساس؟”.

وبيّن أنّ إفشال الإدارة الامريكية لصدور قرارات من مجلس الأمن الدولي بوقف العدوان ، وتحدي إرادة ومواقف 153 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة تطالب بوقف العدوان، يجعل هذه الإدارة منبوذة وراعية لجرائم الاحتلال.

ودعا محكمة العدل الدولية إلى عدم الرضوخ لإملاءات وضغوط الإدارة الأمريكية، التي تعدّ شريكة وتتحمّل المسؤولية عن استمرار حرب الإبادة الجماعية التي لا تزال ترتكب ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة.

وحول جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم أمس الثلاثاء، بخصوص مناقشة استخدام (الفيتو) من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن ضد قرار وقف العدوان غزَّة، أوضح حمدان أنَّ الإدارة الأمريكية تواصل ممارسة كل أشكال الدعم لدولة الاحتلال من أجل استمرارها وإطالة أمدها.

وفيما يتعلق بحديث بلينكن حول استعداد العديد من دول المنطقة للاستثمار في مستقبل غزة ، أكد حمدان أنّ “الشعب الفلسطيني هو سيد قراره، وهو المعني بتقرير مصيره وفق رؤيته الوطنية، للوصول إلى أهدافه الكبرى بالحرية والانعتاق من الاحتلال، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس”.

وأضاف “مع كل جولة من جولاته الخمس للمنطقة يأتي بلينكن ليبيع الوهم لكل الدول التي يلتقي بها، وهو ينظر بعين واحدة، تتبنّى رواية الاحتلال، وتدعم أجندته في تصفية القضية الفلسطينية وإبادة شعبها”.

أوضاع إنسانية كارثية في القطاع

وأوضح حمدان “أنَّ الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة ينذر بارتفاع أعداد الشهداء والجرحى والمرضى والنازحين بشكل كبير، فمن لم يمت بالقصف والحرق والقنص بالسلاح الصهيو أمريكي، يموت بالجوع والعطش والمرض”.

وعن تعيين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرتش السيدة غوتيرتيش ككبير منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة ، علّق حمدان “ننتظر من السيدة سيغريد كاغ تحرّكاً عاجلاً وعملاً جاداً ينهي معاناة المدنيين الفلسطينيين في كل مناطق قطاع غزَّة، وتجاوز كل ضغوط الاحتلال وإملاءاته”.

وشدّد على أنّ المطلوب بشكل عاجل هو تدفق وصول المساعدات الكافية إلى جميع مناطق قطاع غزة ، خاصة مناطق الشمال التي وصلت “حدّ المجاعة الفعلية”.

وطالب حمدان بدخول الوقود إلى المستشفيات والمخابز ومحطات ضخ المياه ومحطات الصرف الصحي، وتشغيل مرافق العمل المدني التي دمّرها الاحتلال وصولًا لوقف العدوان الهمجي على الشعب الفلسطيني.

وحذّر حمدان من خطر ارتفاع عدد الشهداء في ظل ارتفاع أعداد النازحين وعدم توفر أماكن إيواء صالحة للحياة ، وقلة وشحّ المساعدات التي تصل لقطاع غزة.

وثمن القيادي في حماس “مواقف كل الدول التي أيّدت موقف جمهورية جنوب إفريقيا الشجاع والتاريخي والمشرّف في رفع هذه الدعوى ضد الاحتلال النازي”.

وجدّد تأكيده على “موقف شعبنا المرحّب بأيّ جهد عربي وإسلامي مساند لقضية شعبنا، وداعم للمقاومة، ولإنهاء العدوان وإزالة الاحتلال وآثار عدوانه الهمجي على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية”.

وحيّا حمدان “الصمود الأسطوري التي يسطّرها أهلنا في قطاع غزَّة وهم يتحملون الجرائم والمجازر التي ترتكب بحقهم يومياً”.

وبعث برسالة فخر واعتزاز إلى “رجال كتائب القسّام وسرايا القدس وكل أبطال المقاومة الفلسطينية الذين يواصلون تمريغ أنوف ضباط وجنود جيش الاحتلال وإساءة وجههم، وتدفيع قادتهم ثمن احتلالهم أرضنا، وثمن جرائمهم بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا”.

Exit mobile version