دعا رئيس حركة حماس” في الخارج، خالد مشعل، الأحد، السعودية إلى فتح “أبواب العلاقة” مع حركته، والإفراج عن الموقوفين الفلسطينيين لديها.
جاء ذلك في لقاء متلفز لمشعل عبر قناة “العربية” السعودية، بحسب ما نشرته حماس عبر موقعها الإلكتروني.
وقال مشعل: “ندعو السعودية لإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في سجونها، وفتح أبواب العلاقة مع حماس”.
ووفق تقارير فلسطينية، وصلت العلاقات بين السعودية وحماس لأسوأ مراحلها، بعد إعلان الأخيرة أن الرياض تحتجز أحد قادتها، إلى جانب العديد من الفلسطينيين.
وفي سبتمبر/ أيلول 2019، أعلنت حركة حماس أن السلطات السعودية أوقفت القيادي فيها محمد الخضري ونجله “هاني”، ضمن حملة طالت العشرات من الفلسطينيين، يحمل بعضهم الجنسية الأردنية، دون مزيد من الإيضاحات.
ولم تصدر الرياض أي تعليق منذ بدء الحديث عن القضية قبل أكثر من عامين، وحتى اليوم، لكنها عادة ما تقول إن الموقوفين لديها تتعامل معهم المحاكم المختصة، وإنهم “يتمتعون بكل حقوقهم التي كفلها لهم النظام”.
تبادل الأسرى
وعن قضية تبادل الأسرى مع الاحتلال، لفت مشعل إلى أن “الاحتلال (الإسرائيلي) يتهرب من دفع استحقاق صفقة التبادل”.
وأكد أن “المقاومة (الفلسطينية) مصرة على الإفراج عن الأسرى، وهي تعرف طريقها لتحقيق ذلك”.
وتحتفظ “حماس” بأربعة إسرائيليين، هم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف 2014 (دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما الصحي)، وآخران دخلا غزة في ظروف غامضة خلال السنوات الماضية.
“التطبيع رهان خاسر”
في حين حذر مشعل من خطر موجة التطبيع مع دولة الاحتلال، منوها إلى أن “كل الدول التي راهنت على مشروع (الرئيس الأمريكي السابق دونالد) ترامب خسرت الرهان، نتيجة عدم تقديرها الصحيح لصلابة الموقف الفلسطيني”، متابعا: “الكيان الصهيوني دولة مارقة لن تعطي الدول العربية شيئاً، ولن تجد منها سوى العدوان والإضرار بمصالح أمتنا الحيوية”.
مشعل شدّد على أن “الاحتلال خطر على الأمة، ومن يعتقد أنها جزء من الحل وحليف لنا كأمة في أزماتنا الإقليمية فهو مخطئ، والحرب الأخيرة على غزة أثبتت أن إسرائيل هي العدو الحقيقي لأمتنا”، واصفاً محاولات البعض تكوين ثقافة عند الشعوب العربية بأنه يمكن التعايش مع إسرائيل بأنها “محاولات فاشلة لن يكتب لها النجاح، لأننا نراهن على وعي شعوبنا”.
المتحدث ذاته نوّه إلى أن “حل مشاكل بعض الدول العربية مع إيران وتركيا ليس بالذهاب إلى الحضن الإسرائيلي، وإنما بتقوية وحدة أمتنا”، موضحاً أن “الاحتلال الإسرائيلي يشكل خطراً على مصالح الأمة العربية والإسلامية، وعلى الأمة أن تعي أن دولة الاحتلال هي الخطر الحقيقي عليها، بينما المقاومة ستبقى في قلب الأمة وحافظة لها”.
العدوان على غزة
وبشأن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، أكد مشعل أن “حماس لا تهوى الحروب والدمار، وإنما تقوم بواجبها بالدفاع عن الشعب الفلسطيني ومقدساته”.
وقال “إن الاحتلال الإسرائيلي هو من بدأ العدوان على شعبنا الفلسطيني في الحرب الأخيرة على غزة، عندما اعتدى على أهلنا في القدس، وتجاهل تحذيرات المقاومة”.
وشدد على أن “غزة أكدت في معركتها الأخيرة أن بوصلتها القدس، وأثبتت كذب مزاعم البعض في نية حماس إقامة دويلة تنفصل فيها عن فلسطين وقضيتها”.
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على قطاع غزة، استمر 11 يوما، في الفترة ما بين 10 و21 مايو/ أيار الماضي، ما أسفر عن استشهاد وجرح الآلاف من الفلسطينيين، فيما ردت الفصائل الفلسطينية على العدوان بإطلاق آلاف الصواريخ تجاه الداخل المحتل.