خبراء بالشأن الفلسطيني .. حكومة نتنياهو ستزيد من عوامل “المواجهة” و“عمليات المقاومة”

توقعت حلقة نقاش عقدها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، تصاعد “عناصر التفجير والمواجهة” خلال سنة 2023، خصوصاً في القدس، وذلك يسبب تزايد احتمالات انتشار العمل المقاوم في الضفة الغربية.

ولم يستبعد المشاركون في الندوة من خبراء ومختصين بالشأن الفلسطيني، دخول قطاع غزة في مواجهة عسكرية عنيفة ضد الاحتلال، كما تتزايد فرص تصاعد العمل المقاوم في الضفة الغربية، في الوقت الذي ستزداد فيه شراسة الاحتلال في محاولة قمع إرادة الشعب الفلسطيني، خصوصاً في ضوء تشكيل الحكومة الأكثر تطرفاً دينياً وقومياً في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي، واحتمالات تصعيد عدوانها على الأرض والمقدسات والشعب الفلسطيني، وتفعيل برامج التهويد والاستيطان.

وفي الحلقة الأولى من الندوة التي أدارها الدكتور محسن محمد صالح، ناقشت أربع أوراق عمل، بحثت التوقعات المستقبلية خلال سنة 2023، وكانت أولاها لساري عرابي حول الوضع الداخلي الفلسطيني، أما الثانية فكانت لزياد ابحيص حول القدس والمقدسات، وقدّم الورقة الثالثة وائل المبحوح حول المقاومة الفلسطينية، بينما قدم الدكتور مهند مصطفى الورقة الرابعة حول الكيان الإسرائيلي، بمشاركة مجموعة من الخبراء والمتخصصين في مناقشة أوراق العمل.

وقد خلصت هذه الحلقة إلى أنه في الإطار الداخلي الفلسطيني، فإنه بالرغم من اتفاق المصالحة الذي تمّ التوقيع عليه في الجزائر في 13 أكتوبر الماضي، فإن قيادة منظمة التحرير وقيادة السلطة “ليست في وارد إنفاذ الاتفاق وإجراء انتخابات حرة نزيهة طالما لم تضمن إعادة تجديد نفسها”.

كما خلصت إلى أنه بالرغم من كثرة الأفكار والاقتراحات، فإن جوهر المشكلة الداخلية تكمن في “الإرادات” وليس في الأفكار، ونبهت إلى أنه لم يعد للسلطة الفلسطينية مشروع سياسي حقيقي بعد انسداد مسار التسوية، وبعد فشلها في التعبير عن الإرادة الحقيقية للشعب الفلسطيني، كما أن السلطة لم تعد تمثل “ضمانة عدلية قانونية ولا اجتماعية” في المناطق التي تحكمها في الضفة، فستتابع مسارها في الارتكاز على القوة الأمنية، وعلى أداء دورها الوظيفي.

أما في ملف القدس فقد توقّعت حلقة النقاش أن يكون ملف القدس “ملفاً مركزياً ساخناً” خلال سنة 2023، وقد يكون “عنصر تفجير وتصعيد”، بسبب تشكيل الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفاً في تاريخ الكيان الإسرائيلي، وما يقابله من اتساع دائرة التحدي والمقاومة لدى الشعب الفلسطيني.

وقد أشارت المداخلات إلى منحنى متعرج في التدافع بين الاحتلال وبين المدافعين عن القدس، وأن الاحتلال حقق بعض المنجزات والحقائق على الأرض من خلال سعيه لإنهاء معركة القدس وحسم هويتها لصالحه، حيث قام بضرب رموز الوجود السياسي الفلسطيني، وتبنى مشاريع تهويد كبرى، وسعى لفرض “الطقوس التوراتية”، بالإضافة إلى توسيع حملات هدم منازل المقدسيين والسيطرة على أملاكهم.

لكن المداخلات أشارت إلى أن المقاومة بكافة أشكالها وصمود المقدسيين “أفشلت العدوان وعطّلت مساره على جبهات باب الرحمة وباب العمود والشيخ جراح والخان الأحمر”.

Exit mobile version