يرى الخبير التركي المتخصص بوسائل التواصل الاجتماعي نيز أوناي، أن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا لا يؤدي فقط إلى فصل الشخص عن العالم من حوله، بل قد يسرع أيضا من إصابته بالشيخوخة.
وقال أوناي، خلال تصريح للأناضول، إن “الساعات الطويلة التي يقضيها الشخص أمام الهاتف، والضوء المنبعث من شاشته قد تسبب الإصابة بالشيخوخة”.
وبيّن أن “الأشخاص المستخدمين للتكنولوجيا بشكل مفرط، يميلون إلى تناول الوجبات السريعة، ما يؤدي بدوره إلى اضطراب أنماط أكلهم، وبالتالي الإصابة بالسمنة”.
ونظرا إلى أن جسم الإنسان جهاز هائل يعمل بشكل متناغم، أوضح أوناي أن “المشاكل التي تحدث في جزء من هذا النظام تنتشر إلى النظام بأكمله، وتضر ببنية الأعضاء الحيوية وتجعلها تتقدم في العمر”.
وبشأن الأضواء المختلفة المنبعثة من الهواتف والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر، ذكر الخبير التقني أن “الأبحاث أظهرت أن الضوء الأزرق على الأقل ليس خاليا من الأضرار على الإطلاق”.
وأضاف أن تأثير الضوء على الإنسان “لا يقتصر فقط على مساعدته على الرؤية، بل يزامن الساعة البيولوجية البشرية أيضا، خلال دورة الـ24 ساعة”.
وأوضح أن “الضوء الأزرق عامل (في الدورة)، لأن الموجات القصيرة التي تأتي مع الضوء تتلاعب بنظام الساعة البيولوجية، التي تحافظ على تزامن الإيقاعات البيولوجية والنفسية للشخص”.
وأكد أوناي أن إيقاع الساعة البيولوجية مهم للغاية لعمل الكائنات الحية، مضيفا أن التأثير على هذا النظام يتسبب في كل من اضطرابات النوم والاستيقاظ، وبالتالي أيضا الاضطرابات النفسية والعصبية.
الضوء الأزرق يسبب الكآبة
ونقلا عن مقال نشره يورج ليبمان وماتياس بورن، في مجلة “الأمراض الجلدية الاستقصائية”، قال أوناي: “تظهر الأبحاث أن الضوء الأزرق، وخاصة المنبعث من الأجهزة الإلكترونية، يسبب تغيرات في خلايا الجلد، بما في ذلك انكماش الخلايا وموتها”.
وأضاف أوناي: “نعتقد أن الضوء الأزرق لا يؤثر فقط على حالتنا أثناء اليوم، بل يؤدي أيضا إلى الشيخوخة مع تأثيره على الجلد”.
وأشار إلى أن “الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة التكنولوجية له آثار ضارة ومفيدة على حد سواء، حسب شدة ودرجة التعرض له”.
وأوضح الخبير بوسائل التواصل، أن الضوء الأزرق يمكن أن يستخدم كعنصر في علاج “التقران السفعي”، وهو ورم يظهر على الوجه وحول اليدين، ويمكن أن يتحول إلى سرطان.
وأضاف أن الضوء الأزرق “لوحظ أنه يساعد في تقليل عدد البقع محتملة التسرطن”.
حد الاستخدام
وشدد الخبير التركي على أن الاستخدام المفرط للأدوات التقنية يؤثر على الحالة النفسية والفسيولوجية للأشخاص.
ومن أجل تقليل المخاطر الناجمة عن إدمان التكنولوجيا، اقترح أوناي إزالة التطبيقات التي لا يستخدمها الأشخاص من الهواتف، وإيقاف تشغيل الإشعارات من الألعاب والتطبيقات.
ويرى أنه عندما يقوم الأشخاص بإزالة التطبيقات، يقل استخدامهم اليومي للهاتف بشكل كبير.
واختتم أوناي حديثه بالقول: “إذا واجهنا صعوبة في التحكم في أنفسنا، فيمكننا أيضا تنزيل التطبيقات التي تحد من وقت استخدام التطبيقات على هواتفنا”.