رئيس التحرير يكتب.. ماذا أنجز رئيس أركان الاحتلال بمستشفى الشفاء؟

أ. إبراهيم المدهون

ما حدث في مستشفى الشفاء وحشيٌّ فاقَتْ أفعالَ المغول والنازية والفاشية وكل المجرمين عبر العصور. الواقع صادم، نحن أمام عدو غير بشري لا يحمل أي قيمة من قيم الإنسانية، وتجاوز الأعراف والقوانين والمواثيق الأخلاقية والإنسانية. فقتل ودمر وذبح وتوحش كمصاص دم، ووحش شاذ لا يبتغي إلا القتل والدمار وسفك الدماء والخراب.

ومع ذلك، هناك تضخيم من قبل الاحتلال حول استهدافه للمقاومة. ما قام به الاحتلال هو استهداف للجان الشعبية وبعض المصابين من المقاومين، ولم يعثر على أي من قيادات الصف الأول كما أشيع ونشر من روايات كاذبة. في مستشفى الشفاء وحول المجمع، وقعت مئات القتلى من الشباب والنساء والأطفال، مذابح تندى لها الجبين وإعدامات ميدانية بعد تقييدهم وتعذيبهم.

أسبوعان من الوحشية والقتل والدمار، قصص تندى لها الجبين، لدرجة أن يُقتل طفل في حضن أمه، لتضطر إلى حمله ميتًا، من غزة إلى الوسطى، تحمله مسافة طويلة بمشهد فانتازيا جنوني لا يتصوره عقل ولا ضمير.

دمار واسع ومجازر في كل شارع، هدم كلي للمستشفى ومبانيها والمنازل والأبراج المحيطة بها، أحياء كاملة دُمرت. ثم يأتي رئيس الأركان ورئيس الشاباك المتهوران ليستعرضا إنجازهما المزعوم في المستشفى بعد ستة أشهر من الفشل والوحشية والسقوط المدوي لكيان انهارت فرقته الجنوبية بساعات قليلة في السابع من أكتوبر.

يسعى الجيش الإسرائيلي إلى تسويق إنجازا وصورة حتى وإن كانت كاذبة لنصر على ركام المستشفيات وجثامين الأطفال والنساء والمرضى الشباب. ورغم ما يفعل، ورغم إحباط البعض، والثمن الجنوني الذي دفعه أهل غزة، إلا أن العدو في نفق نهايته مظلمة. وكل ما يقوم به لن ينجيه من حتمية زواله القريب، وبشاعة مجازره دليل عجزه في حسم سريع متكامل، ومبرر لاقتلاعه بنفس طريقته دون رأفة أو رحمة. فلم يصمد كيان أسرف بالقتل والتوحش لهذه الدرجة، فالدماء تغرق سافكيها، والجبروت عمره قصير.

Exit mobile version