نظمت رابطة المرأة الفلسطينية في الخارج، السبت، ندوة رقمية تحت عنوان ” التطبيع وخطره على هوية الأمة”، وذلك ضمن الأنشطة التمهيدية للمؤتمر الدولي لمقاومة التطبيع للمؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج.
وتحدث خلال حلقة النقاش، التي أدارتها الإعلامية مجدولين حسونة، كل من الدكتورة ساجدة أبو فارس، الدكتورة إنعام الشايب، والأستاذة هنادي الشيخ .
دور المرأة في مواجهة التطبيع
قالت ساجدة أبو فارس إن المرأة الجبهة الاولى التي تستقبل الإعلام وتفنده وبالتالي دور المرأة في مقاومة التطبيع دور كبير ومهم وغير مقتصر على جانب معاداة اليهود.
وأضافت بأن عملية نشر الفكر لا تقف على أن تسمع أو تقرأ فالمناهج اليوم أصبحت تغيب فلسطين وقضيتها ولا تجرم الاحتلال ودور المرأة ان تكمل الصورة المخفية لحقيقة الاحتلال.
وتابعت بأنه إذا أدركت المرأة أن دورها مهما كان سواء بنشر رأي أو مشاركة في حراك أو مقاطعة لمنتجات الاحتلال سيكون التغيير أقوى والتأثير أكبر، مشيرة إلى أن المرأة حول العالم نجحت من خلال المؤسسات النسوية محاربة التطبيع وقيادة حملات لمقاومة التطبيع حتى في الدول المطبعة مثل المؤسسات البحرينية.
مجتمعاتنا دورها في التصدي للتطبيع
بدورها، ترى إنعام الشايب بأن الشعوب العربية والإسلامية مؤمنة بالقضية الفلسطينية لمعاشرتها وملامستها العقلية والحضارة الفلسطينية، لذا يجب علينا أن ندرك أن ما يحصل ما هو إلا ضغط من أصحاب القرار لقبول فكرة التطبيع وتغيير أفكارهم والتأثير عليهم.
وقالت إن النسيج العام للشعوب أصبح ضعيف في ظل مواجهة التطبيع خاصة وأن الشعوب في الدول المطبعة لا زالت تحب فلسطين ويجب فصل الخطاب بحيث لا نؤذي هذه الشريحة المحبة لنا.
وذكرت بأن رقي الشعوب العربية كان ملازما لرقي فلسطين وأهلها، مضيفة بأنه “علينا أن ندرك كيف نحصن مجتمعاتنا الداخلية والمهم أن نتكلم عن الحالة النفسية للشعوب المقهورة في الدول التي قامت بالتطبيع”.
كما طالبت بتقوية الجبهات الداخلية للمجتمعات خصوصا تلك التي لها تعاطف خاص تجاه فلطسين ودراية ومعرفة بحقيقة التطبيع وخطره.
ودعت لنزع الخوف ومواجهة ما يحدث بشجاعة لمقاومة التطبيع وتحفيز الجميع لحشد كل الطاقات لمقاومة التطبيع.
وأكدت على لزوم تطوير الوسائل في مواجهة خطر التطبيع والتعريف بالقضية الفلسطينية خاصة حيال طريقة عرض القضية.
مسؤولية الإعلام التربوي في مناهضة التطبيع
فيما قالت هنادي الشيخ نجيب، إن الإختراق لكل الحصون الثقافية والتاريخية سبقه تطبيع سياسي والاعلام هو تطبيع التطبيع والتمهيد لجعل عملية التطبيع عملية مقبولة من خلال زرع بذور التطبيع ليتم تتويجه بالتوقيع على الاتفاق.
ولفتت إلى أن الإعلام المضاد أصبح يروج لفكرة التطبيع بمفهوم التطبيع الثقافي وأنسنة المحتل وهذا من أخطر انواع التطبيع وخاصة التطبيع الاعلامي.
وأوضحت بأن هناك اتجاهين في التطبيع الاعلامي الاتجاه الاول مع اتجاه الاحتلال من خلال التطبيع والصلح واتجاه آخر يرفض ما يتداوله بعض قنوات الاعلامية من خلال استضافة المحتل وخرائط تعترف بالاحتلال.
ولفتت إلى أن بعض القنوات تعتمد على السردية الصهيونية ولا يفندها كنوع من التطبيع الاعلامي والأسوء استضافة الناطق باسم جيش الاحتلال واتاحة المجال دون تفنيد وحجب مساحة الاعلام لعرض كذب الاحتلال.
وأشارت إلى أن التطبيع الاعلامي اليوم أصبح متعدد الأوجه منها ما ينتج من مسلسلات لإظهار المحتل والإسرائيلي بصورة غير صورة المحتل والغاصب لحق الشعب الفلسطيني وهذا دور خطير في تغيير ثقافات المجتمعات.
وطرحت الشيخ سبلا وحلول في مجابهة التطبيع الإعلامي أبرزها التوقف عن استضافة الشخصيات الاعلامية وتفنيد الاخبار المنقولة من الاعلام الصهيوني وزيادة المحتوى المتحدث عن القضية الفلسطينية ، ومواجهة الذباب الالكتروني وفضح خطر التطبيع الإعلامي.
كما اقترحت اعداد لائحة سوداء لكن من تسول له نفسه بالتطبيع سواء شركات أو أشخاص واطلاق مصطلح العميل الخائن على المطبع.
وحول دور الإعلام قالت الشيخ “يجب على الاعلام الحفاظ على ثلاث أهداف وعدم بث رسائل سلبية والحفاظ على الامل من خلال التوازن والتماسك الروحي والمصداقية وانتاج الاخبار الصادقة”.
وأضافت: “واجب الاعلام في التوعية الجماهيرية ضد التطبيع من خلال انتزاع الحق بحكم الأكثرية من خلال تكثير المناصرين والحملات المضادة للتطبيع والمطبعين وفضح الحجم المطبيعين ورفض تضليلهم”.
من جانبها ، اختتمت الإعلامية مجدولين حسونة قائلة :” بعض العرب يقولون إن الفلسطيني يطبع ولكنهم يغيب عنهم أن الفلسطيني يقاوم حتى وإن كان مضطر للعيش تحت حكم الاحتلال داخل الأراضي الفلسطيني المحتلة عام 1948 ليبقى ثابتاً على أرضه”.