بوصفها جزءًا لا يتجزأ من السياحة العالمية، بدأت صناعة سياحة المعارض والفعاليات تنتعش في تركيا من جديد بعد انتظارها الذي طال بسبب جائحة الفيروس المستجد، ومن المقرر أن يضيف هذا النوع من الأنشطة وتيرة أعلى لقطاعي الإقامة والسياحة في البلاد.
والواقع أن الوباء تسبب في إلغاء أو تأجيل المعارض والمؤتمرات والفعاليات والاجتماعات منذ مارس/آذار من العام الماضي، بسبب قيود السفر وعمليات الإغلاق ذات الصلة.
ومؤخرا أتاح رفع حظر التجول وتسارع حملات التطعيم فرصةً للشركات والمؤسسات بالبدء في الإعلان عن معارض واجتماعات ونشاطات دون التوجس من انتشار العدوى، بالرغم من أن الأنشطة والفعاليات لم تبدأ بعد على المستوى الدولي.
وتشتهر ولاية أنطاليا الجنوبية المعروفة بفنادقها وشوارعها الواسعة، بأنها نقطة جذب هامة لهذا النوع من الفعاليات حيث بدأت الحجوزات تتدفق إلى العديد من المنظمات المعنية بتنظيم الأنشطة وتدريب الشركات.
وبحسب ممثلي قطاع السياحة في تركيا فإن الفعاليات والأنشطة المزمع عقدها في أنطاليا سترفع نسبة الإشغال في الفنادق 10% على الأقل في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول، زيادةً عما هي عليه في مواسم السياحة الاعتيادية.
أما في إسطنبول فإلى جانب أمور أخرى، قدمت بعض المعارض الهامة مثل معرض إسطنبول للمفروشات الذي أقيم بين 3 و8 أغسطس/آب والمعرض الدولي للصناعات الدفاعية، زخماً في الحجوزات الفندقية لا يستهان به.
هذا ومن المقرر أن تتوالى المعارض والفعاليات في العاصمة الاقتصادية في البلاد، طوال شهر أكتوبر/تشرين الأول بما في ذلك معرض أوراسيا للصناعات المعدنية ومعرض المنسوجات الدولية والآلات الجاهزة ومعرض الصناعات الفرعية ومعرض الإكسسوارات والندوة العالمية للشحن ومعرض إسطنبول للأجهزة التقنية، باستثناء معرض إسطنبول للنفط والغاز الذي يقام في سبتمبر/أيلول.
وأشار “حسين كورت” رئيس الرابطة الدولية لصناعة المؤتمرات إلى أن عقد الندوات والمعارض قد استأنف مجددا بعد فترة توقف طويلة.
وأضاف: “عقد قبل الوباء ما بين 70.000- 80.000 حدث سنويا في هذا القطاع. وانخفض هذا الرقم إلى الصفر مع اندلاع المرض. ومع تأثير التطعيم هذا العام، عادت الحيوية مرة أخرى”.
وأشار إلى أنهم تلقوا طلبات لشهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول، وقال: “نتوقع أن نعقد ما بين 7000 و8000 فعالية، محققين بذلك حوالي 10% من أنشطة عام 2019”. مضيفا أن عدم اليقين بشأن عمليات الإغلاق الجديدة لا يزال يسبب قلقا لدى مسؤولي القطاع ينعكس تأثيره سلباً على التخطيط وبلوغ الأهداف.
وأوضح بالقول: “لهذا السبب، نتوقع إعلانا من كبار المسؤولين أنه لن يكون هناك إغلاق في الفترة المقبلة. وبهذه الطريقة نضع حدا للقلق وعدم اليقين”.
من جانبه قال “أحمد أصلان” المدير العام لمجموعة إسطنبول كوريو من هيلتون، إن استئناف المعارض والفعاليات قد أمدّ فنادق إسطنبول بشريان الحياة.
وأشار إلى أن الفنادق القريبة من مراكز الأنشطة الكبرى تمتلئ خلال فترة المعارض، مما يضيف حوالي 10% إلى إجمالي الإشغال في إسطنبول.
ونوه إلى أن السكان المحليين والأجانب الذين يصلون لحضور الفعاليات يمددون إقامتهم لمدة 2 إلى 3 أيام، قائلا: “لا يفوت الناس عادةً زيارة إسطنبول، فبعد انقضاء المعرض يذهبون للتجول والتسوق”.
وشدد أصلان على أن الأجانب ينفقون ما متوسطه 1500 إلى 2000 دولار عند وصولهم إلى المعرض، مشيراً إلى أن مجموعات صغيرة بدأت في الوصول بهدف حضور المعارض.