بتوقيت القدس

شاهد .. “السلطان عبد الحميد معلما في غزة” مشروع تنموي بدعم تركي

تحت عنوان “السلطان عبد الحميد معلما في غزة”، أطلقت جمعية “حجر الصدقة” الخيرية التركية حملة لبناء روضة أطفال في قطاع غزة، وذلك في خطوة إنسانية لدعم ثبات سكان غزة بوجه الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 10 سنوات على القطاع، وللتخفيف من تداعيات الحرب العدوانية الأخيرة، بعيدة المدى على الأوضاع النفسية والاجتماعية والتعليمية والصحية للأطفال.

وأطلقت الجمعية حملة متواصلة لبناء روضة أطفال “السلطان عبد الحميد خان” التي تم وضع حجر أساسها في غزة تحت قيادة “اللجان النسائية” التابعة لها.

وذكرت الجمعية في بيان، أن “مبررات المشروع هي: الأوضاع الاقتصادية الصعبة في غزة، والحاجة الماسة لتنشئة الأطفال وتعليمهم والعناية بهم، إضافة لعدم قدرة الروضات الموجودة في غزة على استيعاب المزيد من الأطفال”.

وحول أهداف المشروع، أوضحت الجمعية أنه يهدف إلى “تطوير شخصيات الأطفال، وتنميتهم أخلاقيا وتعليميا من أجل المساهمة في تطوير القطاع، وتحسين شخصياتهم نفسيا وجسميا، فضلا عن التنشئة الصحيحة والقويمة”.

وأشارت “حجر الصدقة” إلى أن الروضة “تضم معلمة رياضية، ومعلمة روضة الأطفال، وطبيبة، ومرشدة نفسية واجتماعية، و16 موظفة خدمات، ضمن 7 فصول”.

من جهته، تحدث رئيس الجمعية كمال أوزدال في مقابلة خاصة لـ“وكالة أنباء تركيا”، حول المشروع وأهمية في ظل الأوضاع التي يعاني منها الأطفال في غزة.

وأوضح أن “الروضة تعد ضرورة لأطفال قطاع غزة، بعد تدمير العديد من المدراس والمباني العامة بسبب القصف الوحشي الذي طال القطاع، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي”.

وحول الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها سكان القطاع، أشار أوزدال إلى أن “الأزمة الإنسانية في قطاع غزة الذي يخضع للحصار الإسرائيلي منذ أكثر من عشر سنوات تتفاقم يوما بعد يوم”.

ولفت إلى أنه “بسبب الحصار المستمر على المنطقة، هناك مشاكل بالوصول إلى أبسط الاحتياجات، تزامنا مع استمرار هجمات الاحتلال (الإسرائيلي) وتدميره الكبير للمنطقة”.

وتعليقا على الهجمات “الإسرائيلية” وتأثيرها على غزة، أكد أوزدال أن “الحرب على غزة في شهر رمضان الأخير، خلفت آثارا نفسية اجتماعية واقتصادية وإنسانية واقتصادية صعبة ستبقى تلقي بظلالها لفترة طويلة على مستقبل الأطفال”.

وأضاف أنه “تم خلال العدوان استهداف المناطق المدنية والمستشفيات وأماكن العبادة والمباني العامة، وغيرها من المرافق”.

وحول الهدف من إطلاق “حجر الصدقة” الحملة لبناء روضة للأطفال في غزة، قال أوزدال “نحن بحاجة لمشاريع طويلة الأمد، ودعم دولي ومحلي وإقليمي مكثف وخبرات متنوعة في التعامل مع آثار الحرب النفسية والاجتماعية، إضافة لتفعيل نظام الوقاية والتوعية المجتمعية للأطفال”.

وأكد أن “حجم المعاناة النفسية لدى الأطفال كبير جدا، فتجربة الحرب قاسية وليس من السهل تجاوز آثارها بسهولة كونها تحتاج لأعوام طويلة قادمة”.

وأشار إلى أن “قوات الاحتلال استهدفت أماكن التعليم والمدارس بشكل صريح وقامت بتدميرها، ما تسبب بمشكلة كبيرة في حرمان أطفال غزة من التعليم”.

وعن مواصفات مشروع روضة أطفال “السلطان عبد الحميد خان”، أوضح أوزدال أن “الروضة تتسع لـ 200 طالب تتراوح أعمارهم بين 4 و6 أعوام، بمساحة تزيد عن 550 مترا مربعا وسط غزة”.

وبيّن أن “الروضة تهدف إلى التخفيف من المشاكل النفسية التي يمر بها أطفال القطاع بسبب الحرب”، موضحا أن “الروضة ستضم غرفة حاسوب وفصول ومكتبة ومنطقة لعب”.

وأكد أوزدال أن “الأطفال الفلسطينيين في غزة يعانون من الاكتئاب والقلق واضطرابات ما بعد الصدمة والخوف”، مشددا أن “الهدف الرئيسي من الروضة هو مساعدتهم على التخلص من تلك المشاكل”.

وفي 21 أيار/مايو 2021، بدأ وقف لإطلاق نار بين الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، بوساطة مصرية قطرية، بعد عدوان عسكري إسرائيلي استمر 11 يوما على القطاع، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني.

وأسفر عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية والبلدات العربية بإسرائيل، عن 279 شهيدا، بينهم 69 طفلا، و40 امرأة، و17 مسنا، بينما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها “شديدة الخطورة”، مقابل مقتل 13 إسرائيليا وإصابة المئات، خلال رد الفصائل في غزة بإطلاق صواريخ على إسرائيل.

كما أسفر العدوان على غزة عن تضرر 1800 وحدة سكنية وتدمير 184 برجا ومنزلا، وعدد من المصانع والمرافق الاقتصادية، وفق بيانات رسمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى