شبكة شباب فلسطين في الخارج تنظم ندوة حول الأسرى الشباب في سجون الاحتلال

نظّمت شبكة شباب فلسطين في الخارج، الإثنين، ندوة إلكترونية بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني استضافت فيها الأسير المحرّر، معاذ أبو شرخ، للحديث عن “الأسرى الشباب: استهداف ممنهج وصمود يأبى الانكسار” حاوره الإعلامي صهيب محمد.

وعرض في بداية الندوة برومو من إنتاج شبكة شباب فلسطين عن عدد الأسرى في سجون الاحتلال وأنّ الفئة الأكثر استهدافًا من الاحتلال هي الشباب، إضافة إلى انتهاكه للقوانين والأعراف الدوليّة والإنسانيّة بسلب حقوق الأسرى ليزيد من معاناتهم…

الأسير المحرّر، معاذ أبو شرخ، تحدّث في البداية عن أهميّة الوقفات التضامنيّة والبرامج الإسناديّة لقضيّة الأسرى وحاجة الأسرى لها لدعم صمودهم ورفع معنويّاتهم داخل السجون ولزيادة عزيمتهم في وجه السجّان.

وفي الحديث عن تجربته الشخصيّة باعتقاله 3 مرّات في سجون الاحتلال ومعاناته فيها؛ ذكر أبو شرخ أسباب سجنه، وأنه اعتقل في المرّة الأولى في العام 2000 بتهمة نشاطه السياسي والجامعي، ليتحرّر بعد 10 أشهر من الأسر بعد أن فشل المحتل بإثبات التّهم عليه.

ثمّ بعد ذلك اعتقل إداريًا في العام 2001 لعمله الجهادي ثم تحرّر بعد أن فشل الاحتلال مجدّدًا بإثبات التّهم عليه. وليدخل الأسر في المرّة الثالثة في العام 2003 بعد 5 أيام من نشاطه الثوري في حيفا، فحوكم بالسجن 19 مؤبدًا وبقي في الأسر إلى أن تمّت صفقة وفاء الأحرار وتحرّر آنذاك.

وثمّن أبو شرخ دور الشباب في النضال واندفاعهم القوي في الانتفاضة على العدو، مستشهدًا بالأسير نائل البرغوثي، أقدم أسير في العالم، والذي أسر في عمر ال22 سنة. الأمر الذي جعل الاحتلال يستهدف هذه الفئة بالإضافة إلى الأطفال محاولة منه للنيل منهم وزجّهم في مستنقع العمالة والخيانة لشعبهم.

في الإحصائية الأخيرة لأوضاع الأسرى يبيّن لنا معاذ أبو شرخ وجود أكثر من 4400 أسيرًا فلسطينيّا داخل 23 معتقلًا وسجنًا ومراكز توقيف وتحقيق داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، 2520 أسيرًا منهم صدرت بحقّهم أحكامًا مختلفة، و440 أسيرًا يخضعون للاعتقال الإداري دون محاكمة أو عرضهم على المحكمة. وهناك أسرى إداريون أمضوا أكثر من 15 سنة في الاعتقال الإداري، منهم من بقوا ل5 سنوات متواصلة في الاعتقال دون محاكمتهم أو علمهم لماذا اعتقلوا بحجّة أنه هناك بلاغ سريّ لا يمكن اطّلاعهم عليه. والجدير بالذكر أن القوانين الدولية والمنظّمات الحقوقيّة تسكت على هذه الجريمة بحق الأسرى.

ويعرّفنا أبو شرخ عن “البوسطة” بأنها حافلة تنقل الأسرى ومنهم المرضى من سجن لآخر أو من محكمة لأخرى، يوهم للناظر إليها من الخارج بأن من بداخلها يعيش رفاهية مطلقة، لكنّها في الحقيقة هي زنازين جدرانها ومقاعدها من فولاذ، في الشتاء تكون زمهريرًا على الأسرى وفي الصيف تكون جحيمًا عليهم، يكون الأسير داخلها مقيّد اليدين والقدمين يمكث محروم من الماء والطعام أو الذهاب للمرحاض في مدّة أدناها 5 ساعات وتمتدّ إلى 15 ساعة. وكذلك يتعمّد السائق التهوّر في قيادته للحافلة ليعذّب الأسرى أثناء نقلهم ومنهم من كسر أعضاء جسده داخلها.

ويؤكّد لنا الأسير المحرّر أنّ إيمان الأسرى بالله وثقتهم به وإيمانهم وبعدالة القضيّة الفلسطينية وبضرورة تحرير أرضهم التي لن تتحقّق إلّا بالتضحية هو زادهم في الأسر الذي يبقيهم شامخين ثابتين أمام جبروت السجان للنيل من عزيمتهم وإذلالهم متحدّين إيّاه وهم مرفوعي الرأس.

ويشدّد أبو شرخ على أنّ مقاومة الأسرى للسجان وتحدّي قراراته الظالمة لم تنتهِ، وخير شاهد على ذلك نجاح الأسرى بتهريب النطف من داخل الزنازين ووصولها إلى عائلاتهم لينجبوا أطفالًا وهم داخل الأسر، وكذلك التعليم في الجامعات داخل السجون وتميّز الأسرى في الدراسة وتفوّقهم رغم الأسر زاد من عزيمتهم وثباتهم.

واختتمت الندوة برسالة الأسير جمال الهو إلى العالم أجمع، وهي “كنت أتمنى أن أقبّل يدي أمي قبل أن تموت، ولكنّها ماتت العام ٢٠١٢، والآن أتمنى أن تقبّل يديَ حفيدتي قبل أن أموت أنا” وبرسالة الأسرى بأنه “آن الأوان لإطلاق سراح الأسرى والعمل على تحريرهم ووضع برنامج وطني فلسطيني مسقوف بسقف زمني لتحرير الأسرى”.

Exit mobile version