صبرا.. هوية عصرنا حتى الأبد
عبير الرنتيسي – باحثة في الشأن الفلسطيني
“صبرا وشاتيلا” الأسى الذي لا يُنتسى ,ها هي 40 عاما مرت على أبشع وأفظع مجزرة ضد اللاجئين الفلسطينيين بالمنفى..
لا ولم ولن ننسى ذكريات الحزن والوجع الدائم ، والآلام التي لايمكنها الارتحال بعيدا عن الذاكرة فبقيت المجزرة حية في وجداننا ووعينا وذاكرتنا..
لا ولم ولن ننسى مشهد الدم الفلسطيني النازف كما جداول الأنهار يجري ساخناً في حواري وأزقة المخيميين البائسين ..وهذا المشهد بفظاعته وبشاعته ، مازال حيا متقدا متوهجا مشتعلا ، كما لوكان اللحظة .بقيت الذكرى الحزينة المفجعة محفورة بعمق في عقولنا ووجداننا الفلسطيني والعربي..
أترانا ننساك يا صبرا ويا شاتيلا؟؟ أترانا ننسى جثث الشهداء المدفونة في مدافن جماعية؟؟ أترانا ننسى صوت الرضيع الذي خبأته أمه في “وعاء الطبخ” حتى لا تطاله بنادق الأعداء والخونة؟؟ أترانا ننسى دموع تلك الفتاة الناجية وهي تروي كيف قتل أبوها وأمها وإخوتها السبعة أمام عينيها؟؟.. أترانا ننسى شوارع المخيم وأزقته وبيوته الصغيرة جدا؟؟
لا ولم ولن ننسى، ولن نسامح. قتلونا لأننا فلسطينيون، وتركوا القتلة يفلتون من العقاب. ما زلت يا صبرا وشاتيلا في وجداننا أنشودة الحرية وضمير الفلسطيني الثائر. ما زلت فينا كما وصفك محمود درويش في قصيدة “مديح الظل العالي”: “صبرا.. تقاطع شارعين على جـسد، صبرا.. نزول الروح في حجر، وصبرا لا أحد، صبرا هوية عصرنا حتى الأبد“.