استنكر حراك “الصحافيات ضد العنف” داخل أراضي 48 اعتقال الزميلة الصحافية الفلسطينية لمى غوشة، والتعامل معها في تحقيقات متواصلة بصورة مهينة خلال عشر ساعات، كما أفادت عائلتها.
وكانت محكمة الصلح في القدس المحتلة قد عقدت، صباح الإثنين، محاكمة إضافية للصحافية المقدسية لمى غوشة، تمهيدا لتقديم لائحة اتهام ضدها. وتنسب النيابة العامة التابعة للاحتلال للزميلة غوشة اتهامات تتعلق بـ”التحريض” على وسائل التواصل الاجتماعي، علمًا أنّ مراجعة للكتابات تؤكد أنّ ما تكتبه غوشة يصب في خانة حرية التعبير والعمل الصحافيّ.
وكان قد جرى حتى الآن تمديد اعتقال الزميلة غوشة أربع مرات، وهي متزوجة وأم لطفلين (كرمل، 5 سنوات، وقيس 3 سنوات)، كما أنها طالبة دراسات عليا في جامعة بيرزيت.
ويرى “الحراك” أنّ هذا الاعتقال جزء من محاولات تكميم الأفواه وتغليب الرواية الإسرائيلية التي تقوم بها المؤسسة تجاه الصحافيين والصحافيات، خاصة في القدس المحتلة، ويعد مسّاً سافراً بالعمل الصحافي. ويذّكر “الحراك”، في السياق، أنه وفق بحث أجراه “المركز الإصلاحي للدين والدولة” الإسرائيلي يتضح أنه بين عامي 2014-2021 قدمت النيابة العامة التابعة للاحتلال 106 لائحة اتهام بالتحريض، منها 77% لمواطنين عرب. كما أنه ووفق المعطيات في 58% من لوائح الاتهام التي قدمت ضد يهود لم يتضمن الحكم عليهم سجنًا فعليًا، الأمر الذي يشير إلى ازدواجية المعايير في التعامل مع ملفات تعتبرها المؤسسة “تحريضية”.
ويطالب “حراك صحافيات ضد العنف” بالإفراج عن كافة الأسرى الصحفيين في السجون الإسرائيلية عامةً، وخاصة ثلاث إعلاميات وهن بشرى الطويل، ودينا جرادات، ولمى غوشة.
ولاحقاً قدمت النيابة العامّة للاحتلال لائحة اتهام ضدّ الصحافية المقدسية لمى غوشة مُطالبة بإبقائها رهن الاعتقال، حتى انتهاء الإجراءات القانونية ضدّها.
وزعمت النيابة العامّة أن غوشة نشرت عبر حسابها في “فيسبوك” عبارات تدعم وتتماهى مع منظمات “إرهابية”، وعبارات تدعم حركة “الجهاد الإسلامي”، وتحرّض على العنف وتشيد بالشهداء. وضمن مزاعم لائحة الاتهام الإسرائيلية أن غوشة نشرت عبر فيسبوك نصوصاً لاقت رواجا، ومنحت منصة للآخرين للتعبير عن دعمهم لما نشرته. كما ذكرت لائحة الاتهام أنه بعد يوم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، نشرت غوشة صورة لعدد من أفراد “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، وهم ملثمون ويحملون أسلحة، فيما كُتب على الصورة: “مع المقاومين دائمًا وإلى الأبد”. وقالت لائحة اتهام الاحتلال أيضا إن “غوشة قامت بنشر صور منشورات بعد استشهاد إبراهيم النابلسي، وقد وصفته بالقدوة والرمز.
وفي محاولة لتبرير موقفها، قالت النيابة العامة للاحتلال طلبها تمديد الاعتقال باستكمال التحقيق مع غوشة بشأن اتهامات تتعلق بـ “التحريض” على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما تنفيه نفيا قاطعا. وذكر نادي الأسير أن سلطات الاحتلال عقدت جلسة محكمة للأسيرة الصحافية غوشة، التي اعتقلت من منزل عائلتها في الرابع من أيلول/ سبتمبر الحالي، بعد مصادرة حاسوبها وهاتفها.