سلطت صحيفة إسرائيلية الضوء على مخطط إسرائيلي لبناء حي استيطاني جديد في مدينة القدس المحتلة، مؤكدة أنه يعمل على قطع التواصل بين المناطق الفلسطينية.
تقطيع القدس
ونشرت ما يسمى “سلطة الأراضي” التابعة للاحتلال الإسرائيلي، صباح الأحد، عطاء بناء لحي استيطاني جديد في مستوطنة “جفعات همتوس” في القدس.
وأوضحت “هآرتس” في تقرير لها أعده نير حسون، أن “المخطط لإقامة الحي سيفصل القرية الفلسطينية “بيت صفافا” عن القرى الأخرى، وهو مخطط جرى استكماله في السنوات الأخيرة، لكن البناء جمد بعد ضغوط دولية”، منوهة إلى أن “عطاء بناء الحي سيغلق قبل بضعة أيام من أداء الرئيس جو بايدن للقسم رئيسا للولايات المتحدة”.
ونوهت إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أظهروا المخاوف من إقامته، لأنه يضر بالتواصل الجغرافي المستقبلي في الفضاء الفلسطيني في القدس”، موضحة أنه “تم زيادة عدد الوحدات السكنية في العطاء في المرحلة الأولى بواقع 180 وحدة استيطانية، والآن ستبنى 1257 وحدة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الموعد الأخير لتقديم عروض العطاء هو 18 كانون الثاني/ يناير 2021، أي قبل يومين من انتهاء ولاية دونالد ترامب”.
وأضافت: “في فترة التجميد في عهد ولاية باراك أوباما، طلب من جهات التخطيط الحصول على مصادقة مكتب رئيس الحكومة قبل إجراء النقاشات والمصادقة على المخططات، وفي الغالب تم تجميد مخططات بناء حساسة من ناحية سياسية قبل مناقشتها في اللجنة اللوائية، حيث يوجد هناك لوزارات الحكومة أغلبية”.
ولفتت إلى أنه “في جهاز التخطيط (الإسرائيلي) في القدس، يفترضون أنه بعد أن نشر العطاء، خاصة بعد أن يتم اختيار الفائز به، من الصعب على الحكومة وقف البناء في المكان حتى لو أرادت ذلك، لأن إسرائيل ستكون ملزمة بعقد مع المقاول الفائز”
وزعم مصدر كبير في بلدية القدس التابع للاحتلال، أن “التأخير في حالة “جفعات همتوس” نبع من نزاع مالي بين البلدية ووزارة الإسكان فيما يتعلق بميزانية وضع البنى التحتية في الحي وليس نتيجة توجيه من الأعلى”.
منع الكارثة
وسبق أن نشرت “هآرتس” أنه “طُلب من موظفين في سلطة الأراضي وفي بلدية القدس، تسريع معالجة مخططات بناء تقع وراء الخط الأخضر قبل تبديل الإدارة في واشنطن، خوفا من أن الرئيس المنتخب (جو بايدن) سيعيد سياسة تجميد البناء (الاستيطاني) في “جفعات همتوس”، حيث يخطط لبناء آلاف الوحدات السكنية”.
وأفادت بأنه “في عهد أوباما، أظهرت إدارته معارضة شديدة لبناء الحي، وبعد دخول ترامب للبيت الأبيض في 2017 توقفت الضغوط من جانب واشنطن، وتم استئناف الدفع قدما ببناء الحي، وفي شباط/ فبراير الماضي أعلنت سلطة الأراضي أن العطاء جاهز، لكن منذ ذلك الحين تم تأجيل نشره بضع مرات دون أن يقدم لذلك سبب رسمي، وفي اليمين اتهموا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بتأخير العطاء خوفا من الضغوط الدولية”.
وذكرت الصحيفة، أنه “في 2010، وقعت حادثة دبلوماسية شديدة أمام بايدن الذي كان في حينه نائب أوباما، وأثناء زيارته لتل أبيب، حيث نشر أن اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في القدس صادقت على بناء 1800 وحدة سكنية في حي “رمات شلومو” الذي يقع خلف الخط الأخضر، حينها ردت واشنطن بغضب، ونتيجة لذلك جمد البناء في شرقي القدس”.
كما أكدت حركة “السلام الآن” الإسرائيلية، أن “البناء في “جفعات همتوس” سيمنع التواصل الجغرافي لدولة فلسطينية مستقبلية، وهي ضربة شديدة لإمكانية أن يكون في أي يوم من الأيام هنا حل دولتين”.
ونبهت الحركة أن “حكومة نتنياهو التي شكلت لمعالجة كورونا تستغل أيام الشفق لإدارة ترامب لوضع حقائق على الأرض”، مطالبة رئيس الحكومة البديل ووزير الحرب بيني غانتس وأعضاء الحكومة بـ”منع هذه الكارثة، ووقف العطاء قبل أن يتم تقديم العروض”.