الصحفي والباحث السياسي محمد أبو طاقية يكتب:
من صمّم وفكر في طوفان الأقصى، عمل أولاً بما أمر به الله تعالى عباده المستضعفين: “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم..”، وثانياً، استند إلى أصول معادلات الحرية والتحرر الإنساني عبر التاريخ، بل وتجاوزها ليشمل المستقبل.
يريد المنافقون وأتباع الصهيونية الوظيفية “وفيكم سماعون لهم” أن يطمسوا هويتنا وعقيدتنا، ويطمحون إلى نسف تجارب ومعادلات الحرية والتحرر. يسعون إلى تزيين الذل والعبودية، وكأننا لسنا شعباً محتلاً يسعى لتحرير أرضه ومقدساته التي تعتبر مباركة لأمة بأكملها.
طوفان الأقصى هو قرار كل فلسطيني وعربي ومسلم وحر يتطلع إلى العيش بكرامة وحرية، وليس في ذل وعبودية كما يبتغي العملاء والأدوات. الطوفان هو امتداد لانتفاضة البراق، وشقيق لثورة القسام، ووجه آخر لثورة عام 1936، وهو استمرار للحروب ما قبل النكبة ولمسيرة المناضلين والمجاهدين الذين أتوا إلى فلسطين وخذلهم الحكام وأدواتهم. الطوفان هو ثأر النكبة والنكسة، وهو الانتفاضة التي قادها ياسر عرفات عندما عاد إلى الطريق الصحيح بعد خزعبلات أوسلو، تلك الانتفاضة التي طلب فيها السلاح من إيران، وقد لبت النداء. ثورة عرفات كانت تتمنى أن تجد خلفاءً يكملون المسيرة كمقاتلين، وليس أن تنتهي بيد خائنة.
من خطط وفكر في الطوفان يتقدمون الصفوف مضحين بدمائهم ودماء عائلاتهم، وكل ذلك يهون في سبيل هذه الغاية النبيلة: الحرية وتحرير القدس. من خطط للطوفان يشارك في إرادة كانت تؤمن بأن الحجر قادر على ردع الأعداء واسترجاع الحقوق. الطوفان هو التعبير الطبيعي عن عقيدة وعروبة وإنسانية شعب فلسطين العظيم.
ختاماً، نحن واثقون بأن نصر الله قريب، وبأن الطوفان سيجرف هذا الكيان من أرضنا. واثقون كما كانت فيتنام واثقة، وكما كانت الجزائر معطاءة، وكما كانت أفغانستان مؤخراً. واثقون بأن جهودنا وجهادنا لن يضيعوا هباءً، فالله ثم التاريخ سيحفظ لنا نضالنا.