شرع عشرات الأسرى الإداريين بتصعيد خطواتهم الاحتجاجية، ضد إدارة سجون الاحتلال، في وقت يهدد عشرات الأسرى بالدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، احتجاجا على نكث الإدارة بوعدها بإطلاق سراح الأسير رائد ريان، الذي خاص سابقا إضرابا عن الطعام لمدة 113 يوما، أوقفه بوعد إطلاق سراحه عند انتهاء مدة الحكم الحالية، قبل أن يفاجئ بتمديد اعتقاله الإداري من جديد.
وقال نادي الأسير، إن أكثر من 70 أسيرا إداريًا، يواصلون مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال، رفضا لجريمة الاعتقال الإداري، وذلك امتدادًا للبرنامج النضالي الذي شرع به 30 معتقلا إداريا خلال شهر سبتمبر المنصرم، والذي تمثل بإضرابهم لنحو ثلاثة أسابيع عن الطعام.
ورفع كل أسيرا من هؤلاء رسالة مشتركة جاء فيها “أنا أقاطع محكمتكم الصورية، التي تتلقى أوامرها من جهاز الشاباك، وأُعلن أن أي محامٍ لا يُمثلني في هذه المحكمة اللاشرعية”.
وتتنصل إدارة سجون الاحتلال من الاتفاقات بالإفراج عن الأسرى الإداريين، لا سيما من خاضوا إضرابات فردية لإنهاء معاناتهم، كحال الأسيرين خليل عواودة ورائد ريان، حيث كان من المفترض إطلاق سراحهما خلال الفترة الماضية، لكن سلطات الاحتلال لم تفِ بتعهداتها، وأبقت عليهما داخل السجون.
وفي السياق، يواصل فيه الأسير سبع الطيطي، لليوم الـ18 على التوالي الإضراب، احتجاجا على عزله الانفرادي وحرمانه من الزيارة و”الكانتينا”.
وقال حسن عبد ربه المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن هذا الأسير يتعرض للعزل الانفرادي في معتقل “ريمون” منذ أكثر من شهر، ويحرم أيضا من زيارة ذويه ومن “الكانتينا”، ولفت إلى أن الطيطي المعتقل منذ العاشر من أبريل الماضي، يعاني من دوار، وهزال عام، وآلام في المفاصل، وصداع، ونقص في الوزن.
وصدر حكم بالسجن الإداري لمدة 6 أشهر بحق الطيطي، وقبل أن ينتهي حكمه بثلاثة أيام، جدّد له الحكم لستة أشهر إضافية.
جاء ذلك في وقت كررت إدارة سجون الاحتلال، الدفع بالقوات الخاصة للاعتداء على الأسرى، وكان آخرها دخول قوات من وحدات “درور” لغرفتين في قسم الأسرى بسجن “عسقلان”، حيث تعمدت تخريب مقتنيات الأسرى.
يذكر أن غالبية الأسرى الذين يقبعون في سجن “عسقلان” هم من المرضى الذين يُعانون مشاكل صحية مزمنة.
وكانت وحدات “المتسادا” الخاصة، قامت باقتحام “قسم 14” في سجن “عوفر”، ونكلت بالأسرى، وذكر نادي الأسير إلى أن هذا القسم مخصص للأسرى الموقوفين، والمعتقلين حديثا، ويبلغ عدد القابعين فيه 85 أسيرا.
يشار إلى أن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أكدت وجود اكتظاظ وتكدس بأعداد الأسرى والمعتقلين المحتجزين حالياً داخل مركز توقيف “عتصيون”، حيث بلغ عددهم 35 أسيراً.
ولفتت الهيئة بأن غالبية الأسرى الذين يجري اعتقالهم من منازلهم يتعرضون للتنكيل والضرب المبرح، وتمارس مراكز التحقيق والتوقيف التابعة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، أشد وأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي بحق الأسرى الفلسطينيين.