يساهم مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني في قطاع غزة، في التخفيف من شدّة جائحة “كورونا”، من خلال استقبال آلاف الإصابات بالفيروس.
ويقول مروان الهمص، مدير المستشفى، في حديث خاص لوكالة الأناضول “منذ أبريل/ نيسان لعام 2020، تم استقبال حوالي 3500 مصاب بفيروس كورونا”.
وأوضح أن هذا “المستشفى التركي المتكامل” ساهم في “التخفيف عن أبناء الشعب الذي يعاني من الحصار الإسرائيلي للعام الـ15 على التوالي”.
واستكمل قائلا “كما كان له الفضل الأكبر، في استقبال حالات كورونا بغزة”.
وثمّن الهمص “دور الحكومة والشعب التركي في دعم الشعب الفلسطيني”.
ومع زيادة أعداد الإصابات بكورونا في قطاع غزة، قال الهمص إن الغرفة الواحدة من المستشفى باتت تضم نحو 9 إلى 10 حالات.
ودعا تركيا إلى “المزيد من العطاء والمساعدة لغزة، خاصة في ظل احتياجها للتجهيزات والمعدّات الطبية، لمساعدة المصابين بالفيروس، والحالات الحرجة منهم”.
وموّلت الحكومة التركية، بناء مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، (2011-2017)، والذي يعد أكبر المشافي في فلسطين، حيث تبلغ مساحته 34 ألفا و800 متر مربع، ومؤلف من 6 طوابق، ويحوي 180 سريرا.
وضربت قطاع غزة، بداية شهر/ مارس آذار الماضي، موجة ثانية من كورونا، ترافقت مع اكتشاف الطفرة البريطانية سريعة الانتشار.
وسجّلت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، خلال الـ24 ساعة الأخيرة، ارتفاعا كبيرا بأعداد الإصابات فاقت عتبة الـ 1900 إصابة يوميا (يبلغ عدد سكان القطاع نحو مليوني نسمة)، بعدما كانت أعدادهم لا تتجاوز المئة يوميا-ما قبل مارس- ليرتفع بذلك إجمالي أعداد المصابين إلى ما يزيد عن 77 ألف إصابة.
أما بخصوص حالات الوفاة، فيبلغ الإجمالي نحو 650 حالة.
وتقول مصادر طبية إن الموجة الجديدة “سريعة الانتشار، أكثّر حدّة (من حيث الأعراض)، عن الموجة الأولى”.
**موجة أشد
يقول أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة، في حديث لـ”الأناضول”، إن “الموجة الجديدة تضرب غزة بعنفوان أكبر، وبشكل أشدّ من سابقتها”.
وتابع إن “وزارته سجّلت تزايدا متسارعا في دخول إصابات كورونا للمستشفيات، خاصة الحالات الخطيرة والحرجة منها، التي تحتاج إلى رعاية طبية فائقة”.
وخلال الـ24 ساعة الأخيرة، قال القدرة إن مستشفيات العزل استقبلت نحو “226 حالة مصابة بكورونا، بين الخطيرة والحرجة”.
واستكمل “بداية مارس/ آذار كانت الحالات التي تحتاج لرعاية سريرية (ما بين خطيرة وحرجة) لا تتجاوز 24 حالة، اليوم نتحدث عن 226 حالة، المضاعفات المتلاحقة تؤثر بشكل مباشر على الحالة الوبائية لدى المجتمع”.
وأرجع القدرة زيادة أعداد الإصابات إلى “الطفرة البريطانية، وحالة التراخي بالالتزام بإجراءات الوقاية من الفيروس لدى المجتمع”.
وتوقّع القدرة أن ترتفع أعداد الإصابات بالفيروس بشكل أكبر خلال الفترة القادمة، خاصة الحالات “الخطيرة”.
وأشار إلى أن وزارته لديها “خطة للتمدد في السعة السريرية، لاستقبال المزيد من الحالات داخل المستشفى وأقسام العزل”.
وفي إطار مواجهة الفيروس وإكساب المواطنين مناعة أكبر، بيّن أو وزاته أتاحت المجال لمن هم فوق سن الـ(50 عاما)، في الحصول على اللقاح، من خلال التوجّه مباشرة لمراكز التطعيم.
من جانب آخر، قال إن استمرار الحصار الإسرائيلي أدى إلى وجود “حاجة مستمرة في كافة المقوّمات الصحية والإنسانية”.
وتابع “يغيب اليوم عن القائمة الأساسية من الأدوية نحو 45 بالمئة، ومن المستهلكات الطبية نحو 33 بالمئة، فيما بلغت نسبة العجز في لوازم المختبرات وبنوك الدم حوالي 56 بالمئة”.
بدوره، يقول الطبيب شادي عوض، من مركز “فحص كورونا”، بمستشفى الشفاء، إن “المختبر المركزي، التابع للوزارة، لا يستوعب أعداد كبيرة من فحوصات كورونا، تزيد عن 3 آلاف فحص”.
وتابع “لذلك تتراوح أعداد الفحوصات اليومية بين ألفين، إلى 3500 فحص”.
وتوقّع أن ترتفع أعداد الإصابات بشكل أكبر خلال الفترة القادمة، لافتا إلى إن “أعباء القطاع الصحي ستزداد صعوبة”.
**تخوفات
ويتخوف مواطنون في قطاع غزة من تداعيات هذه الموجة التي تترافق مع “الطفرة البريطانية”، في ظل الانتشار السريع للفيروس.
المواطن محمد مشتهى، قال لـ”الأناضول”، إن هذه الموجة “ونظرا للإصابات الموجودة، تشكّل خطرا على الجميع، سواء الكبار في السن أو الأطفال”.
وأعرب عن أمنياته في انتهاء الموجة الحالية، دون الدخول بأُخرى جديدة، قائلا إن ذلك يمكن أن يتحقق من خلال “الالتزام بإجراءات الوقاية”.
بدورها، تقول الفلسطينية “أم علاء جحا”، المُصابة بأمراض مزمنة، لـ”الأناضول”، إن الوضع الوبائي بالقطاع “مُخيف جدا”.
وتضيف “أنا أعاني من أزمة صدرية، الإصابة بالفيروس ستكون لها تداعيات سلبية على صحتي”.