فلسطينيو أوروبا على أبواب الأمم المتحدة للضغط على المجتمع الدولي
سلّمت مؤسسات فلسطينية في أوروبا عرائض ورسائل للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وأرسل مؤتمر فلسطينيي أوروبا، بالشراكة مع مؤسسات فلسطينية في أوروبا، هذه العرائض في توقيت واحد من عدة عواصم أوروبية.
وقال رئيس مؤتمر فلسطينيي أوربا أمين أبو راشد في حديثه لـ”قدس برس”: “نحن في القارة الأوروبية، معنيون بشكل كبير وفي كل مناسبة، أن نشكل وسائل ضغط لتشكيل توجه مشترك في المؤسسات الفلسطينية والأوروبية المتضامنة مع القضية الفلسطينية.
وأشار أبو راشد إلى أن القارة الأوروبية اليوم تستضيف أكثر من نصف مليون فلسطيني، إضافة إلى آلاف المتضامنين الأوروبيين، والجالية العربية والمسلمة الكبيرة الموجودة في أوروبا، ما يهيئ وجود آليات كبيرة في صف القضية الفلسطينية.
وأضاف “نحاول باسم هؤلاء جميعاً، أن نوجه رسائل للأمم المتحدة، آثرنا ألا نرسل رسالتنا باسم المؤتمر، لأنها ستكون في هذه الحال رسالة واحدة، لذلك نسعى دائماً أن يكون هناك مجامع من الجاليات العربية، بالإضافة للأوروبيين في هذه البلدان تشارك جميعها في إرسال هذه العرائض في يوم واحد وتوقيت واحد للأمم المتحدة، عبر مكاتبها وممثلياتها في خمس عشرة عاصمة أوروبية.
وتابع “نسعى من خلال وسائل الضغط هذه، إبراز التعاطف الأوروبي مع القضية الفلسطينية، والتأكيد على استمرارية مطالبنا الوطنية وحقوقنا العادلة، لأننا نؤمن أنه لن يضيع حق وراءه مطالب”.
وأردف قائلاً “هذه هي الوسائل التي يمكن أن نعمل من خلالها في كافة المناسبات، حيث نضغط مثلاً في مناسبة “وعد بلفور” على السفارات البريطانية ومكاتب الأمم المتحدة، وغير ذلك من المناسبات”.
مضمون الرسالة
وتشير الرسالة الموجهة للأمين العام للأمم المتحدة أن تاريخ 29 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، يشكل بداية لمأساة حقيقية للشعب الفلسطيني الذي تجرع مرارة التشريد والتهجير على امتداد أكثر من سبعة عقود نتيجة الظلم والاضطهاد الذي عاناه الفلسطينيون على يد الاحتلال الإسرائيلي.
وطالبت الرسالة الأمم المتحدة بأن تقف بقوة أمام الممارسات اللاقانونية للاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني، باعتبار أن هذا الاحتلال قد أخذ شرعيته من خلال قرار التقسيم في هذا التاريخ، والذي اعتبرته الأمم المتحدة يوماً للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
كما دعت إلى إعادة الحقوق كاملة لنا كشعب الفلسطيني دونما انتقاص أو تحوير، وذلك من خلال إصدار قرارات تنصف حقوقنا، يتبعها خطوات عملية ضاغطة وحقيقية تضمن تنفيذ هذه القرارات.
أوروبا تتضامن
ويوم أمس الأحد، نظم حزب اليسار السويدي في مدينة مالمو السويدية مهرجاناً في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث أقامت المجموعة العربية في الحزب مهرجاناً تضامنياً حضره ناشطون فلسطينيون وأنصار الشعب الفلسطيني من السويديين.
وأوضح الباحث والمؤرخ الفلسطيني أحمد الباش، أن عدة شخصيات من حزب اليسار وكافة الجمعيات وحتى من الأحزاب الأخرى من أنصار القضية الفلسطينية، كانوا من ضمن الحضور، وشهد المهرجان فقرات متنوعة، وكلمات سياسية لحزب اليسار ومجموعة العمل الفلسطيني في جنوب السويد، التي تضم أربع عشرة جمعية.
وتضمن المهرجان أيضاً فقرات فنية غنائية، كلها تعبر عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، كما شاركت فرق فنية سويدية وفرق فنية عربية، بالإضافة إلى معرض للتراث الفلسطيني والمطرزات الفلسطينية.
وأشار “الباش” إلى أن حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني في الشارع الأوروبي ازدات خلال العشر سنوات الأخيرة، نتيجة الحراك الفلسطيني المتشعب في كافة دول أوروبا، وشهد الشارع الأوروبي عدة فعاليات وحراكات مناصرة للقضية الفلسطينية.
وأضاف “ربما ساهم الانقسام الفلسطيني في تفاوت نسبة التضامن بين دولة أوروبية وأخرى، إلا أن محطات المواجهة الفاصلة بين الفلسطينيين والاحتلال، سرعان ما تعيد حالة التضامن إلى زخمها”.
وعن مدى تأثير القرار البريطاني الأخير بحظر حركة حماس ومحاسبة المتعاطفين معها، أكد الباش أن “هذا القرار سياسي بالمقام الأول، ولن يجد له صدى في الشارع الأوروبي، لأن الشعوب تنحاز إلى بعضها وحقوقها بالحرية والكرامة ومقاومة المحتلين”.
حوار تفاعلي في هولندا
في السياق، نظمت الجالية الفلسطينية في هولندا، لقاء حوارياً، يوم أمس الأحد، استضافت فيه عدداً من المتضامنين الهولنديين مع الحق الفلسطيني.
وتحدث فيه المتضامنون عن أهمية هذا التاريخ، واستعرضوا خلاله السياق التاريخي لهذا اليوم، وأهم الخطوات والخطط الواجب العمل عليها.
وفي ختام اللقاء، كرّمت الهيئة الإدارية للجالية الفلسطينية في هولندا، المتضامنين الهولنديين المشاركين، وعبّرت عن شكرها وامتنانها لتضامنهم ودعمهم لقضيتنا العادلة.