فلسطينيو تركيا وإعلان الجزائر

إبراهيم المدهون

تشرّفتُ قبل أيام بالمشاركة في الندوة الوطنية التي أقامها مؤتمر فلسطينيي تركيا، والتي ناقشتْ دور إعلان الجزائر في النهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني، فجمعت الندوة نخبة من الفاعلين وقادة الفصائل والنخب والكُتّاب الفلسطينيين وبعض ممثلي الدول الإقليمية والداعمين لقضيتنا.

وما ميّز الندوة التنوع الفلسطيني الجذاب بدءاً بالسفير الفلسطيني د. فائد مصطفى، وقيادات الفصائل ممثلة ب حماس وفتح والجهاد، بالإضافة للنّخب والمؤسّسات والجالية الفلسطينية، واتحاد رجال الأعمال الفلسطيني بتركيا ممثلاً برئيسه أ. مازن الحساسنة، بالإضافة لمؤتمر فلسطينيي تركيا الذي نظم هذا اللقاء وعمل على جمع التنوع الفلسطيني الفريد.

ثمنت الندوة على لسان القادة الفلسطينيين دور الجزائر واستضافتها للحوار الوطني ودعمها ومساندتها لشعبنا ومقاومته، وحضر اللقاء الوزير الجزائري المكلف عمي سعيد عيسى، الذي أكد على حرص الجزائر على وحدة الموقف الفلسطيني واستمرار دعمه سياسيا وماديا، وناقشت الندوة الأفق الوطني وضرورة تجاوز أوسلو والتّمسك بحق شعبنا، ودعت لضرورة الوحدة وبناء النظام الفلسطيني بمشاركة الجميع.

وتحدث في الجلسة الأولى علي بركة القيادي في حماس، وأسامة القواسمي عضو المجلس الثوري لفتح ومحمد الهندي القيادي بحركة الجهاد الاسلامي،

في هذه الندوة نستشعر ضرورة تحرك الكل الفلسطيني وأهمية دور فلسطينيي الخارج في أماكن تواجدهم، وتفاعلهم مع تفاصيل العمل الوطني، وظهر جليا مدى تقارب الرؤية اليوم بعد فشل أوسلو واشتعال الضفة وصمود غزة، فكان خطاب فتح وحماس متقارباً من جهة ضرورة توحيد الجهود ودعم المقاومة، وقُدمت رؤى سياسية مهمة، وأنصح بالاستماع لهذه الندوة عبر متابعتها عبر حساب مؤسسة فيميد بتويتر ويوتيوب، وساقوم بتزويدكم برابطها الكامل.

وتركزت مشاركتي تحديداً في التّعقيب على الجلسة الثانية وشملت ورقة محمد مشينش رئيس مؤتمر فلسطيني تركيا، وورقة قدمها الصادق الزريقي رئيس الفدرالية الإفريقية للصحفيين، وأكدت خلال التعقيب على أن منحنى الشعب الفلسطيني بكل قواه في تصاعد. والكيان الصهيوني في تراجع، لذالك علينا التقاط هذه الفرصة، ودعم الشعب الفلسطيني بشكل واسع ويجب على جميع الدول العربية والمجتمع الدولي ترك مشروع التسوية، بعد أن أثبت فشله وانتهى.

وأكدت على أنّ القضية الفلسطينية هي الشيء الوحيد الذي يوحّد الدول العربية والإسلامية، كما نحتاج جهود ودعم الهيئات والمؤسسات العامة والرسمية للأمة للقضية الفلسطينية، مع ضرورة الاهتمام بالشعوب ودور الاتحادات غير الرسمية في ظل تراجع الدور الرسمي، وأهمية استثمار الإعلام الجديد ومنصات التّواصل الاجتماعي من خلال التعبئة والتحشيد، وأكدت على أن شعبنا بخير، وأن المنحنى الفلسطيني بتصاعد داخل فلسطين وخارجها، عكس المنحنى التنازلي للاحتلال المتآكل.

كما كان لتركيا حضوراً قوياً ومميزاً عبر مستشار حزب العدالة والتنمية السابق د. ياسين اقطاي، مثل هذه اللقاءات الوطنية تمنح الأمل بعمل مشترك وتوحيد الجهود، ودفع عجلة الوحدة للأمام، فأقوى سلاح بيدنا اليوم هو توحيد صفنا وإشراك قوانا، واجتماعنا على هدف واحد، مع دعم أمتنا العربية والاسلامية.

Exit mobile version