أحيا اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، يوم الإثنين، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بسلسلة وقفات تضامنية ومحاضرات وندوات حوارية وفعاليات وأنشطة.
ففي مخيمَيْ البداوي ونهر البارد في طرابلس شمال لبنان، رُفعت الأعلام الفلسطينية على الأبنية، ونفذت وقفات تضامنية، بدعوة من الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية، تأكيدًا على وحدة الشعب الفلسطيني.
وعلى هامش وقفة نظّمها النادي الثقافي الفلسطيني العربي، في مخيم البداوي، أكّد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية – القيادة العامة، أبو عدنان عودة، في مقابلة مع “قدس برس”، أن “هذه الذكرى تمر على الشعب الفلسطيني هذا العام بمراحل صعبة وظروف استثنائية في الداخل والشتات، وتتطلّب من الجميع التكاتُف والتعاون المشترك للوصول إلى بر الأمان، وتجاوز كل التحدّيات التي تعصف بالقضية الفلسطينية”.
ولفت عودة إلى أن “ما يجري في المنطقة العربية من مؤامرات وتفتيت هذه الدول، وزرع الفتن الداخلية، وفرض التطبيع المجاني مع الاحتلال الإسرائيلي، ما هو إلا صراع تاريخي ما بين الحق والباطل، وما هو إلا استمرار لمشاريع الاستعمار منذ اتفاق سايكس – بيكو حتى يومنا هذا”.
وفي جنوب لبنان، نظّم “الائتلاف اللبناني الفلسطيني لحملة حق العمل للاجئين الفلسطينيين في لبنان” بالتعاون مع “جمعية الحولة الثقافية” ورشة حوارية حول “حقوق اللاجئين الفلسطينيين ومخاطر المرحلة”، بحضور ممثلين عن الفصائل واللجان الشعبيّة والفعاليات الوطنية في مخيم برج الشمالي.
حماس: المقاومة أقصر الطرق لإزالة الاحتلال
بدوره أكد نائب المسؤول السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في لبنان، جهاد طه، “ضرورة استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والعمل على رفع الظلم عن أبناء الشعب الفلسطيني، الذين يتعرضون لأبشع الجرائم الصهيونية، عبر سياسة ممنهجة من القتل والتشريد والتعذيب والتنكيل بحق الأسرى وتدنيس المقدسات”.
وخلال حديث مع “قدس برس” في هذه المناسبة، قال طه إن “الطريق الوحيد والأصوب لإزالة الاحتلال، هو طريق المقاومة بكافة أشكالها ووسائلها، لأن هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة، والاستمرار في مواجهة مشاريعه الاستعمارية”.
“شاهد”: ندعو إلى التضامن العملي مع شعبنا
من جانبه، قال مدير المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان “شاهد”، محمود حنفي، “إن تضامن الشعوب العربية والإسلامية والأجنبية مع القضية الفلسطينية حتى على المستوى الاحتفالي، يؤكد نضال الشعب الفلسطيني وتضحياته خلال أكثر من سبعين عاماً”.
ودعا حنفي في هذه المناسبة عبر “قدس برس”، المجتمع الدولي، لا سيما الأمم المتحدة، إلى التضامن العملي مع الشعب الفلسطيني، وتقديم المساهمات الضرورية لتمكين الفلسطينيين من العيش بكرامة.
مدير منظمة “ثابت لحق العودة”، سامي حمود، من جهته، شدّد على “ضرورة دعم “الأونروا”، وتمويل ميزانيتها السنوية بشكل دائم ومستقر، دون إخضاعها للابتزاز السياسي والتمويل المشروط استجابة للمطالب الصهونية”.
ودعا حمود العالمين العربي والإسلامي وأحرار العالم، إلى دعم قضايا اللاجئين الفلسطينيين ومقاومة مشاريع التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ورفض كافة أشكالها ومقاطعتها.
ناشطات لبنانيّات: ستبقى فلسطين البوصلة الحقيقية
وفي مقابلات منفصلة مع عدد من الناشطات اللبنانيات، أكدن لـ”قدس برس” دعم الشعب اللبناني الثابت للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وأن “طريق استرجاع الحقوق المغتصبة، هو الجهاد والمقاومة”.
الناشطة في هيئة “نصرة الأقصى” في لبنان، ضياء سراج، قالت: “في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أؤكد دعمي المستمر للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية المحقة من الواجب الديني والإنساني، وسأستمر في العمل والدفاع عن الشعب الذي سلبت أرضه ووطنه بلا حق، حتى عودة الحق لأصحابه وتحرير كامل التراب الفلسطيني”.
بدورها الناشطة الاجتماعية، سعاد عبيد، قالت: “أتّخذ من اليوم العالمي للشعب الفلسطيني فرصةً للتأكيد على أبسط حقوقه في الحرية واستقلال أراضيه، ورفض مؤامرات التطبيع التي تُحاك ضده من قبل المجتمع العربي والدولي. وتبقى قصص الشعب الفلسطيني شاهدةً على معاناته التي تسطّر دروسًا تاريخية في الإيمان والصبر والصمود للبقاء”.
من جانبها، المتطوّعة في فريق “مرابِطات عن بُعد”، سارية سياج، قالت: “إن فلسطين ستبقى هي البوصلة الحقيقية والوحيدة أمامنا، ولا بديل عن حق العودة وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأرض الفلسطينية وعاصتمها القدس، فالشعب الفلسطيني له الحق الطبيعي والمشروع من أجل تحرير أرضه، وتقرير مصيره بنفسه بعيداً عن سطوة الاحتلال الغاصب”.
ويوافق، اليوم الإثنين، التاسع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر، يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، والذي تحيي الأمم المتحدة فاعليته كل عام، تزامناً مع اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة قرار التقسيم رقم (181).
وتقام في اليوم العالمي للتضامن مع شعبنا، فعاليات ثقافية ومهرجانات سياسية وجماهيرية تضامنية، من قبل حركات تضامن ولجان سياسية، إضافة إلى سفارات فلسطين، والمؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية.