سلّمت عائلة فلسطينية في نابلس بالضفة المحتلة الخميس، الحكومة التركية “أمانة” تركها ضابط عثماني خلال الحرب العالمية الأولى.
وفي التفاصيل، جرى في مقر محافظة نابلس تسليم “نقود ورقية”، للقنصل التركي العام في القدس أحمد رضا ديمير، كان ضابط عثماني تركها كـ”أمانة” لدى عائلة العالول الفلسطينية خلال الحرب العالمية الأولى.
وفي كلمته خلال حفل التسليم، شكر السفير التركي، عائلة العالول الفلسطينية على حفظها للأمانة، وعبّر عن سعادته لزيارة مدينة نابلس ومشاركته في حدث تسلم الأمانة.
وأضاف: “الشعبان التركي والفلسطيني لديهما الكثير من الأمور المشتركة، انفصلنا قبل 100 عام، كان انفصالا إداريا، لكن قلوبنا دائما معا”.
وتابع: “جئت اليوم لأستلم الأمانة، التي تم الحفاظ عليها من قبل عائلة العالول منذ مائة عام”.
وأعرب القنصل التركي عن أمله في أن تنتهي معاناة الشعب الفلسطيني “الذي يعاني من الاحتلال منذ مائة عام”، وأن يتحقق “السلام في المستقبل القريب”.
من جهته، قال راغب حلمي العالول، الذي احتفظ بالأمانة، بعد وفاة والده وجده، إن “الأمانة التركية” هي وديعة وضعها عند جده “عمر العالول” أحد ضباط الجيش العثماني في حينه، دون أن يعرف اسمه.
وأضاف العالول في كلمة ألقاها خلال الحفل، أن ذلك الضابط كان على معرفة شخصية بشقيق جده (مُطيع العالول) الذي كان يخدم أيضا في الجيش العثماني، عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى.
وذكر أن مطيع العالول، وضع الوديعة عند شقيقه عمر (جد راغب)، دون أن يكتب اسم الضابط العثماني عليها، وذهبا (الضابط العثماني ومطيع العالول) إلى الحرب، “وبقيت الأمانة في الخزْنة حتى اليوم”.
وأوضح أن مصير شقيق جده “مطيع العالول”، والضابط العثماني، غير معلوم حتى الآن.
وأشار إلى اتصالات رسمية فلسطينية استبقت التسليم “لنصل إلى الفصل الأخير للأمانة اليوم”.
وأعرب عن أمله في وضع الأمانة، في “متحف تركي”، وأن يشار “للرواية الفلسطينية في الموضوع”. وتبلغ الأمانة 152 ليرة عثمانية موضوعة في صُرّة (قطعة قماش).
وبحسب مؤرخين أتراك، فإن قيمة هذه النقود، تعادل في ذلك الوقت، نحو 30 ألف دولار أمريكي. وخضعت فلسطين للحكم العثماني عام 1516م، بعد معركة مرج دابق، التي هزم العثمانيون فيها المماليك.
وانتهى الحكم العثماني لفلسطين عام 1917، حيث احتلتها بريطانيا، عقب هزيمة الجيش العثماني، إبان الحرب العالمية الأولى.