نظمت جمعية فيدار محاضرة بعنوان: “الوعود البلفورية “، بمناسبة الذكرى 105 لوعد بلفور المشؤوم، حاضر فيها الدكتور “خالد العويسي”رئيس قسم التاريخ الاسلامي بجامعة أنقرة و بحضور ثلة من أبناء الجالية الفلسطينية وذلك في مقر جمعية فيدار في أنقرة.
أدار اللقاء “نضال برهوم”ممثل فيدار في أنقرة الذي رحب بالحضور مؤكداً على دور جمعيته في توعية أبناء فلسطين في تركيا لمثل هذه المناسبات التي كان لها أثر كبير على تاريخ قضيتنا الفلسطينية.
وتحدث د العويسي عن الذكرى الـ 105 لهذا الوعد المشؤوم، مستعرضاً الوعود البلفورية التي سبقت وعد بلفور ابتداء ب نابليون بونابرت عام 1799م، حيث دعا يهود الشرق إلى العودة مروراً بوعد فرنسي بتاريخ 4 حزيران عام 1917 من خلال جول كامبون الكاتب العام الوكيل لوزارة الخارجية الفرنسية آنذاك انتهاء بوعد آرثر بلفور .
وأشار الى أن هذه الذكرى التي ما زالت تغص في حلق الفلسطينيين، وآلامها ما زالت تنبئ بالكثير من أسرار حياة ضحاياها، جيل بكامله رحل وهو على العهد، وجيل آخر ما زال يورث الذاكرة لمن يأتي بعده، مكذباً ” الحلم الصهيوني ” القديم الذي يأمل أن ” يموت الكبار وينسى الصغار “، حيث لم تنجح الأيام والسنوات بمسح الذاكرة الفلسطينية، ولا سيما ذاكرة جيل الشباب منهم الذي ما زال يعي جيداً حجم المؤامرة التي أحكيت ضد الشعب الفلسطيني من قبل آرثر جيمس بلفور، ومن خلفه الحكومة البريطانية التي وقفت بكل ثقلها من أجل إقامة دولة للاحتلال وإعطاء “ما لا تملك لمن لا يستحق”.
كما تحدث العويسي عن الواجهة التاريخية لهذا الوعد المشؤوم والأسباب التي دفعت بلفور إلى إعطاء هذا الوعد قائلاً:” لا زال الشعب الفلسطيني ينزف دماً منذ ذلك الوعد، الذي استصدره وزير الخارجية البريطاني، والذي منح اليهود دولة على أرض فلسطين دونما وجه حق، فهو لا يملك أن يعطي مثل هذا الوعد، والذي ترتب عليه كل ما يحدث على مدى الأعوام الماضية، وما يحدث الآن من قتل وتدمير، هذا الوعد الباطل تسبب في تشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين، وتسبب لهم بالعذابات والآلام والعيش في الشتات بعيداً عن أرضهم ووطنهم ومقدساتهم، كل ذلك من أجل التخلص من هذا العبء الذي اسمه اليهود والذي كان يؤرق بريطانيا وأوروبا، والتي أرادت أن تتخلص من هذا العبء حتى لو كان على حساب شعب آخر”.