أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أنه لولا الدعم العسكري والسياسي الأمريكي، لما أمكن “لإسرائيل” القيام بمثل هذه الممارسات التي ترتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية في غزة.
وأوضح فيدان في مقابلة مع إحدى القنوات التركية الخاصة، مساء الأربعاء، أن الولايات المتحدة تدعم “إسرائيل” دون قيد أو شرط فيما يتعلق بغزة، وأن تركيا تدعم فلسطين دون قيد أو شرط، وهذه هي نقطة الاختلاف بين البلدين.
وأضاف فيدان أن الولايات المتحدة وتركيا توصلتا إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار وأن هناك دراسة حول هذا الموضوع.
وتابع: “اليوم تحدثت مع بلينكن حول الموضوع واتفقنا على إيصال المساعدات الإنسانية وعدم كفاية هذه المساعدات”.
وأكد أن تركيا والولايات المتحدة متفقتان على أن الصراع الفلسطيني “الإسرائيلي” سيستمر في ظل غياب حل الدولتين.
وتابع الوزير التركي متحدثا عن العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة مشيرا إلى أهمية أن تكون الدولة قادرة على الفصل بين القضايا التي تحاربها وتتعاون معها في علاقاتها مع الدول الأخرى.
وقال في هذا الصدد “هناك قضايا لا نتفق فيها مع واشنطن، حيث يصعب علينا التوصل إلى اتفاق ونحاول حلها عن طريق الحوار، لكننا نتعاون معا في الناتو، هناك قضايا أخرى مثل حجم التجارة المتزايد، وفيما يتعلق بقضية غزة وفلسطين”.
وأكمل “من غير الممكن لإسرائيل أن ترتكب مثل هذه الجرأة والإبادة الجماعية دون الدعم العسكري والدعم السياسي، وقال الرئيس الأمريكي (جو بايدن) بنفسه ما كنا نقوله بأول أسبوعين من الصراع وهو أن الغرب وأميركا على وجه الخصوص تفقد تفوقها الأخلاقي، وأن هذه القسوة والمذبحة ممكنة بفضل مساعدتها، وهذه هي النقاط التي نختلف عليها”.
وأردف “وصلنا إلى هذه التوافقات لكننا الآن نترك أمريكا وحدها مع هذا السؤال: حسنا نحن نتفق، ولكن ما نوع الضغط الذي ستمارسه على إسرائيل لجعل ذلك ممكنا؟ هناك مثل هذه المشكلة”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة اتخذت بعض الخطوات البسيطة وأنهم قالوا في فترات معينة إنهم سيوقفون إرسال الأسلحة إذا كانت هناك “عملية” ضد رفح.
وتابع “أعتقد أن البيروقراطية الأمريكية والشؤون الخارجية تفتقد القوة الناعمة على الأرض .. هناك أيضا السياسة الداخلية التي تنعكس على السياسة الخارجية، هناك نشاط احتجاجي هائل في الجامعات الأمريكية، وهذا يبعث برسائل معينة للسياسيين”.
الوزير التركي تطرق إلى أن الولايات المتحدة خالفت تقاليدها وامتنعت عن التصويت على قرار مواصلة المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار في مجلس الأمن لأول مرة في تاريخها ضد رغبة “إسرائيل”، مبينا أن هذا مهم وأن الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت على الاعتراف بفلسطين كدولة بأغلبية 143 صوتا.
وأشار إلى أن هذا القرار سيذهب إلى مجلس الأمن الدولي وأن الولايات المتحدة من المحتمل أن تستخدم حق النقض (الفيتو) ضده وتبدي موقفها الخاص، “لكن (الولايات المتحدة) ترى أن العالم قد طور الكثير من الوعي بشأن هذه القضية، وهي تدرك ذلك تماما وأن التكلفة التي تحملها إسرائيل بالنسبة لأميركا والغرب تتزايد يوما بعد يوم”.
وفي إشارة إلى لقائه مع نظيرته الكندية ميلاني جولي في أنقرة الأربعاء، قال فيدان إنهما تحدثا حول كيفية تحقيق حل الدولتين.
وأردف “علينا جميعا أن نطرح سؤالا على إسرائيل هل تقبل الحدود التي أعطاها النظام الدولي ضمن حدود عام 1967؟ من الضروري أن نطرح السؤال الصحيح، المشكلة هي أن “إسرائيل” لا تقبل حدودها وتستمر في ذلك، محاولة سرقة أرض شعب آخر، هذه المرة لم يتمكنوا من العثور على أي حجة أخرى لطرحها”.
وأوضح فيدان أن الجانب الفلسطيني بكل مكوناته يريدون دولة عاصمتها القدس الشرقية، وأكد أن “إسرائيل” لم تقبل بهذه الحدود التي منحتها لها الأمم المتحدة من خلال قراراتها المختلفة.