اقتحم عشرات المستوطنين، صباح اليوم الأربعاء، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحراسة عسكرية مشددة من قوات الاحتلال.
وأفادت مصادر مقدسية، أن عشرات المستوطنين اقتحموا باحات الأقصى عبر مجموعات كبيرة وبمشاركة طلاب معاهد توراتية، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسًا تلمودية، في رابع أيام ما يسمى عيد الأنوار اليهودي “الحانوكاه”.
ويتعمد المستوطنون المقتحمون أداء طقوسهم التلمودية في منتصف السور الشرقي، وذلك في بقعة مقابلة لقبة الصخرة مباشرة.
وتشهد مدينة القدس عموما، ومحيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى على وجه الخصوص، إجراءات أمنية مشددة، وتضييقات بحق السكان الفلسطينيين والزوار.
وتستهدف سلطات الاحتلال المقدسات الإسلامية بهدف تغيير الواقع في القدس، والتي كان آخرها توصية قدمها الكنيست الإسرائيلي لإدراج الأقصى ضمن برنامج الرحلات المدرسيــة الإسرائيلية.
يُمارس التضييق على المقدسيين من خلال هدم البيوت والاعتقالات والإبعاد والغرامات، لإبعادهم عن المسجد الأقصى، وتركه لقمة سائغة أمام الأطماع الاستيطانية.
أما في الضفة فقد صادرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، ممتلكات خاصة تعود لفلسطينيين من تجمع “الرأس الأحمر”، في منطقة الأغوار، شمالي الضفة الغربية.
وقال مسؤول ملف الاستيطان في محافظة طوباس والأغوار الشمالية معتز بشارات، للأناضول إن قوة عسكرية إسرائيلية ترافقها شاحنات اقتحمت التجمع الفلسطيني، الواقع شرقي محافظة طوباس، وصادرت ممتلكات شخصية.
وأضاف أن “حملة عسكرية إسرائيلية بدأت مع ساعات وأسفرت عن مصادرة 8 جرارات زراعية من تجمع “الرأس الأحمر” وصهاريج لنقل المياه وعددا من المركبات خاصة والعربات المجرورة”.
وذكر أن سكان التجمع وعددهم نحو 180 نسمة يعملون في الزراعة وتربية المواشي، ويعتمدون بشكل أساسي على الممتلكات المصادرة.
وقال بشارات إن مصادرة الجرارات مع بدء موسم الحراثة، تهدد زراعة الحبوب البعلية لنحو ثلاثة آلاف دونم (الدونم ألف متر مربع)، في حين تحرِم مصادرة الصهاريج السكان ومواشيهم من مياه الشرب.
ويقع التجمع الفلسطيني في منطقة مصنفة “ج” وتخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي، وفيها تمنع مقومات بقاء وتوسع الفلسطينيين.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية ما وصفته بـ”جرائم دولة الاحتلال في الأغوار”.
وأضافت أن إسرائيل أعلنت الحرب “منذ ما يزيد على 4 ساعات على خيام المواطنين الفلسطينيين العزل بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى في منطقة الرأس الأحمر”.
وأضافت أن سلطات الاحتلال تُرهب السكان “بهدف تهجيرهم وطردهم بالقوة من أراضيهم لتخصيصها لأغراض تعميق وتوسيع الاستيطان في الأغوار”.
ومنذ بداية العام الجاري وحتى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، هدم أو صادر الجيش الإسرائيلي 768 مبنى فلسطينيا في المنطقة المصنفة ج” من الضفة الغربية والقدس الشرقية، وفق تقرير لمنسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.