في كافة المجالات .. إنجازات ونجاحات حققتها المرأة الفلسطينية محليا ودوليا

برزت المرأة الفلسطينية في عملها لخدمة قضيتها من خلال تميزها في مجالات متعددة، حيث جابت العالم نجاحًا بين مسابقات عالمية وأعمال وأنشطة توعوية ومشاريع ومبادرات، وتميزت في الحفاظ على الهوية الفلسطينية ونقل روايتها من خلال توعية الأجيال، كما سخرت طاقتها في كافة المجالات دفاعاً عن قضية بلادها المحتلة، فتجدها المعلمة والمربية والطبيبة والمهندسة وحتى السياسية التي تشغل مناصب دولية رفيعة.

سياسيات

فمن الفلسطينيات اللواتي لمعت أسماؤهن سياسياً، النائب حياة المسيمي والتي كانت أول نائب إسلامية تدخل البرلمان الأردني في الدورة البرلمانية (2003-2007)، وأيضاً البرلمانية ليلى موران وهي أول بريطانية من أصول فلسطينية تصل للبرلمان البريطاني، وريما دودين أول فلسطينية وعربية تُعين في منصب رفيع في البيت الأبيض (نائب مدير مكتب الشؤون التشريعية)، كما فازت رشيدة طليب للمرة الثانية بعضوية الكونغرس الأمريكي، وأثينا سلمان وإيمان جودة في مجالس النواب في الولايات المتحدة الأمريكية، وغيرهن الكثير.

وأما عن المجالات الأخرى فقد رصدنا في موقع “المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج”، جزءً من إنجازات المرأة الفلسطينية في الخارج علميًا وعمليًا وتربويًا.

المرأة الفلسطينية تربوياً

وعلى الصعيد التربوي فقد أسست المرأة الفلسطينية في الخارج عددًا من المؤسسات والمبادرات التي تهدف لتوعية الأجيال بقضية فلسطين ومنها “الفرع النسائي لرابطة شباب لأجل القدس في قطر”، وهي مبادرة تطوعية تُعنى بالتواصل مع النساء والفتيات والأطفال في المجتمع القطري وتثقيفهم بالثقافة المقدسية، وذلك من خلال إقامة الأنشطة والفعاليات المختلفة في المدارس والجامعات والمراكز.

وقالت مسئولة الفرع النسائي في الرابطة الدكتورة نور خالد: إنهم يهدفون إلى نشر ثقافة بيت المقدس بين شرائح المجتمع القطري بكل مكوناته وربط المجتمع بتراثه الأصيل في بيت المقدس.

وأضافت في حديثها لموقع “فلسطينيو الخارج”، أن للفرع النسائي لـ “رابطة شباب لأجل القدس” في قطر العديد من الأقسام والمشاريع المركزية ومنها “قسم الفعاليات والأنشطة، القسم الإعلامي، قسم الاتصال المؤسسي والعلاقات العامة، قسم المنتجات والتسويق، وقسم الطفولة”.

وبيّنت خالد أبرز الوظائف التي تعمل بها تلك الأقسام وهي تنظيم الفعاليات والأنشطة في المدارس والمراكز والمؤسسات المختلفة بما في ذلك “المعارض المقدسية، و الأمسيات والثقافية”، وفتح قنوات للتواصل مع المؤسسات والأفراد في المجتمع القطري، وتسويق الفكرة والفعاليات المقدسية، بالإضافة إلى غرس حب الأقصى في نفوس الأطفال من خلال إقامة الأنشطة المقدسية الخاصة بهذه المرحلة العمرية، مثل “مسرح الدُمى والقصص والأناشيد والعروض المقدسية والألعاب، وغيرها من الوسائل”، كما يُعنى القسم الإعلامي بإنتاج المحتوى الإعلامي المقدسي و تغطية كافة أنشطة الفرع.

وذكرت مجموعة من المشاريع والإنجازات التي قاموا بها ومنها “إقامة المحاضرات والندوات والأمسيات المقدسية، وتوعية وتدريب الطالبات في المدارس القطرية ضمن حملات سنوية، وإصدار مواد ثقافية وفنية متنوعة، إلى جانب عدد من المسابقات المقدسية، وأيضاً إقامة معارض مقدسية للجاليات، والمشاركة في الأنشطة الثقافية التي تدعم القراءة، بالإضافة إلى تنظيم الحملات الإعلامية مثل “حملة اشرب قهوتك كأنك في الأقصى وغيرها”.

وفي الكويت قالت المتطوعة في فرق شبابية توعوية لخدمة القضية الفلسطينية الدكتورة جمانة جودت: إن “المرأة الفلسطينية بطبيعتها التربوية تميزت في غرسها للقضية في ضمير الجيل الجديد من خلال كافة المنابر، حيث مارسته كأم مع أبنائها، ومعلمة مع طلابها، ومتطوعة تنظم أنشطة توعوية للأطفال”.

“كما تميزت في نقل معاناة المرأة الفلسطينية في الداخل من خلال الجهات التطوعية والمؤسسات التي تهتم بقضية فلسطين”، أضافت جودت.

وأوضحت أن المرأة الفلسطينية في الكويت نشطت أيضًا في دعم اللجان الخيرية الرسمية التي تخدم الفلسطينيين في الداخل وتثبت صمودهم.

وكمتطوعة في مجال خدمة القضية الفلسطينية ذكرت جودت أنها تطوعت في برامج متنوعة لخدمة القضية الفلسطينية وأن من أبرزها كان “أنشطة متنوعة تعمل عليها لجان طلابية في الجامعات تهدف لرفع درجة الوعي لدى الطلبة”.

وتابعت جودت: “على سبيل المثال لا الحصر كانت تجربة إقامة مسرحيات بطابع شبابي وكوميدي ودرامي ساخر من أنجح التجارب التي وصلنا فيها لدرجة واسعة من انتشار الوعي بالأحداث في داخل فلسطين وبقداسة هذه الأرض”.

وأشارت في حديثها لموقع  فلسطينيو الخارج “ إلى أنها تشارك مع مجموعة من المتطوعات يعملن باسم “مرابطات عن بعد” وهي مجموعة إلكترونية نشأت في ظل جائحة كورونا تجمع عدد من المتطوعات اللواتي يعملن على مشروع تم إطلاقه في 22-12-2020 وهو مسابقة بعنوان “جوامع الكلم في الأحاديث المقدسية”، بحيث يشارك المتسابقين في حفظ 40 حديثًا ذكر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فضائل الأرض المقدسة وبيت المقدس.

وبيّنت أن المبادرة تُقدم برنامجًا داعمًا للمتسابقين من خلال شرح الأحاديث وتوفير المواد اللازمة لتسهيل الحفظ.

وأضافت: “نطمح لانتشار المعرفة بالأحداث والانتهاكات التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في الداخل، والتحدي الأكبر هو ابتكار الوسائل التي تحقق هذا الهدف وسط كثرة الأحداث وثورة التكنولوجيا”.

وبالذهاب إلى تركيا ففي اسطنبول تحديدًا أسست المرأة الفلسطينية أسلوبًا جديدًا من العمل على توعية الأجيال وتربيتهم وتعزيز روح الانتماء للوطن في نفوسهم وذلك من خلال مجموعة “مرشدات القدس الكشفية”.

وبحسب قائدة المجموعة آلاء خضر، فإن “مرشدات القدس الكشفية” هي “مجموعة للفتيات تهدف إلى الارتقاء بالأفراد المنتسبين لها في جميع المجالات الدينية والكشفية والصحية والمعرفية والثقافية والوطنية وبالأخص القضية الفلسطينية وقضية بيت المقدس”.

وأفادت أن المجموعة مرخصة من قبل الفيدرالية الكشفية التركية، وتتألف من 15 قائدة متطوعة و100 فرد حتى الآن.

وأوضحت خضر أن سبب تسمية المجموعة بـ”مرشدات القدس” هو أن “قضية القدس هي قضية كل مسلم وليست قضية الفلسطينيين فقط، ولأنها قضية مشرفة ومباركة تنشر البركة إلى جميع العاملين لها وأيضا لما لها من أهمية تاريخية ودينية”.

وذكرت أن لمجموعتهم الكشفية أهداف متعددة ومنها “إعداد القائد الكشفي المؤهل في جميع المهارات الحياتية والقيادية والكشفية، والمساهمة في المجتمع من خلال برامج إبداعية في خدمته، وتعزيز روح الاستكشاف والمغامرة من خلال الممارسة والتطبيق، بالإضافة إلى استثمار طاقات الأفراد البدنية وتوجيهها نحو القيم الفضلى في المجتمع”.

وأوضحت خضر أن الفئة المستهدفة لديهم تنقسم لثلاثة فئات وهم “الزهرات من عمر 8 حتى 10 سنوات، والمرشدات من 11 حتى 13 سنة، والرائدات من 14 حتى 17 سنة”.

ومن أبرز الأنشطة التي تقوم بها مجموعة “مرشدات القدس الكشفية” والتي أشارت لها قائدة المجموعة آلاء خضر خلال حوارها مع موقع  فلسطينيو الخارج، ” نشاطات بدنية مختلفة وورشات عمل تفاعلية ومهارات كشفية، رحلات خلوية في الغابات، مخيمات كشفية (مبيت في الغابات)، ونشاطات وطنية تواكب آخر التطورات في القضية الفلسطينية”.

وعن دور تلك الأنشطة في دعم القضية الفلسطينية أكدت خضر أن لأنشطتهم دور في ذلك من خلال ” تعزيز روح الوطنية والانتماء لفلسطين من خلال النشاطات التثقيفية واستضافة شخصيات معروفة فلسطينيًا سواء على أرض الواقع أو عبر الانترنت، وإحياء المناسبات الفلسطينية التي من شأنها رفع الروح المعنوية عند الأفراد وبث روح الأمل والتنافس للعمل لفلسطين، واستكشاف مهارات الأفراد و توظيفها في المكان المناسب لخدمة فلسطين، بالإضافة لرفع مستوى وعي الأفراد عن القضية الفلسطينية و الثبات على المبادئ الوطنية والعمل لها”.

أسماء برزت في تخصصات مختلفة

قالت رئيس “رابطة المرأة الفلسطينية في الخارج” نسرين عودة: إن “المرأة الفلسطينية عملت لأجل وطنها   أينما حلت من خلال الجمعيات والمؤسسات العاملة من اجل فلسطين والقدس وبرز دورها في التنسيق والتعاون مع المجتمعات التي وجدت بها”.

وأضافت في تصريح خاص لموقع  فلسطينيو الخارج “: “كان لأنشطة وفعاليات هذه المؤسسات أثرها في التوعية بالقضية الفلسطينية من خلال المؤتمرات والندوات والفقرات التراثية من الدبكة والمأكولات الفلسطينية والمطرزات في معظم بلاد العالم”.

وأكدت عودة أن “المرأة الفلسطينية حصلت على أعلى الدرجات والمناصب في التخصصات المختلفة، حيث برزت أسماء على مستوى العالم العربي كمي زيادة أول خطيبة في الوطن العربي، وعلى نطاق عالمي كريما خلف وهويدا عراف الناشطة الفلسطينية التي ولدت في أمريكا وهي ناشطة في حقوق الإنسان وكانت على متن قوارب كسر الحصار عن غزة، ومن الإعلاميات كإيمان عياد وروان الضامن والقائمة تطول بقامات نسائية وطنية”.

ونوهت لمشروع “رابطة المرأة الفلسطينية في الخارج”، والذي يعمل على توحيد جهود العمل النسائي الفلسطيني في إطار وطني متكامل.

وأوضحت أن الرابطة انبثقت عن “المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج” الذي عُقد عام 2017، وتجمع فيه ما يزيد عن 5 آلاف فلسطيني من فلسطيني الشتات، وكانت الرابطة كأول مخرج من مخرجاته.

وقالت عودة: إن “المرأة الفلسطينية تزرع الأمل وتكافح التحديات وتطرد أي شك بالعودة مهما طالت السنوات”.

المرأة الفلسطينية علميًا وعملياً

ومن النماذج على نجاح المرأة الفلسطينية في مجالي العلم والعمل، المهندسة مجد مشهراوي من قطاع غزة التي أسست مشروعين عمليين، الأول عبارة عن تحويل الرماد وركام المنازل المهدمة إلى أحجار طوب تستخدم في إعادة البناء والثاني كان مشروعاً لإضاءة قطاع غزة بالطاقة الشمسية والذي أصبح مؤخرًا شركة لها فروع متعددة تحمل اسم “Sun Box” حيث تدير مشهراوي الآن فرع الشركة في مدينة الرياض في المملكة السعودية، ويذكر أنها ذهبت أيضاً لكل من ألمانيا واليابان بهدف المشاركة في مسابقات دولية عن مشروعيها.

أما علميًا فقد حصلت الدكتورة حنين الذويب من بلدة زعترة في بيت لحم، على جائزة “لوريال اليونسكو” من خلال بحثها بزاوية “من أجل المرأة في العلم” حيث قدمت بحثًا بعنوان “علاج التهاب الأغشية الدهنية المرتبطة بأمراض القلب والشرايين المبكرة في مرحلة ما قبل مرض السكري بطرق تغذوية آمنة وفعالة”.

ويذكر أن جائزة “لوريال اليونسكو” تقدم من اجل مساعدة ودعم الباحثات الصاعدات والمميزات.

وشاركت الذويب في الجائزة ببحثها مع خمس باحثات شابات من الأردن والعراق ولبنان، قدمن بحوثًا علمية وطبية للجائزة الدولية من خلال متابعة أبحاثهن عبر لجنة تحكيم دولية تتضمن شخصيات في البحث العلمي من منظمة اليونسكو وشركة لوريال العالمية.

وحول طبيعة البحث وتفاصيله قالت الذويب إنه “معني بمعالجة ومتابعة أمراض القلب والشرايين في مرحلة ما قبل السكري من خلال متابعة وعلاج التهاب في الأغشية الدهنية، حيث تركز البحث على محاولة متابعة واستهداف علاجي للالتهابات من خلال طرق طبية فعالة وآمنة تعتمد على استخدام مواد طبيعية، ونجحنا بالتوصل الى نتائج ايجابية اهلتنا للفوز بالجائزة من اجل متابعة البحث العلمي في هذا المجال”.

ونوهت إلى أهمية الجائزة التي حصلت عليها حيث ذكرت أن لها أهمية خاصة في الشرق الأوسط كونها شراكة دولية بين هيئة الثقافة والعلوم الإنسانية “اليونسكو” وشركة “لوريال” العالمية.

وأشارت إلى أن مشاركتها كفلسطينية ليست الأولى، حيث فازت بالجائزة قبل عدة سنوات باحثة فلسطينية أيضًا.

ووجهت رسالة شددت فيها على ضرورة العمل، مؤكدة أن “المرأة الفلسطينية قادرة على أن تكون عالمة وباحثة وسياسية ومعلمة وطبيبة وأنها تستطيع الإبداع في كافة المجالات”.

ولا تقف نماذج نجاح وتميز المرأة الفلسطينية عند هؤلاء فقط، فمازالت المرأة الفلسطينية تُسخر كافة إمكانياتها وطاقاتها لخدمة القضية الفلسطينية ونشر الوعي بها من خلال وسائل متعددة في كافة المجالات

Exit mobile version