قراءة عسكرية: تفاصيل الهجوم الإيراني على الأراضي الفلسطينية المحتلة

أكد الخبير العسكري اللواء فايز الدويري أن الهجوم الإيراني الأخير يُظهر فشلًا استخباراتيًا جديدًا لدى الاحتلال الإسرائيلي. وأوضح الدويري أن الرد الإيراني كان مختلفًا عن هجوم “الوعد الصادق” في أبريل/نيسان الماضي، مما يُشير إلى جدية طهران في التصعيد.

وأشار الدويري إلى أن الهجوم تم من عدة مواقع، ما يعكس إعدادًا دقيقًا، حيث كانت كل مجموعة موجهة نحو أهداف محددة. ولفت إلى أن الصواريخ المستخدمة كانت من النوع “فرط صوتية”، مما يُبرز تصاعد حدة الرد الإيراني.

وأضاف أن دعوة المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري للسكان بالخروج من الملاجئ، قبل دقائق من إعلان الحرس الثوري الإيراني عن موجة جديدة من الصواريخ، يعكس فشلًا استخباراتيًا كبيرًا لدى الاحتلال. وأكد الدويري أن هذا الهجوم يُظهر تنسيقًا عاليًا من جانب إيران، مشيرًا إلى أن الصمت الذي سبق الهجوم يُحسب لطهران كعنصر مفاجأة، مما يميزه عن هجوم أبريل/نيسان.

ورغم أن حجم الخسائر لم يُحدد بعد، إلا أن الدويري أشار إلى أن إطلاق 250 صاروخًا على الأقل لا يمكن أن يمر دون وقوع أضرار. كما ذكر أن إيران لا تزال ملتزمة بعدم استهداف أي قاعدة أميركية في المنطقة، بينما تم استهداف قاعدة “عين الأسد” في العراق من قبل المقاومة الإسلامية، مما يزيد تعقيد المشهد.

وأوضح الدويري أن هذا الهجوم سيؤدي إلى تقويض المكاسب الإستراتيجية التي يتبناها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، والتي يزعم أنها ستغير معالم الشرق الأوسط. كما أشار إلى أن إيران أرسلت رسالة واضحة بأن أي هجوم مضاد سيُقابل برد مدمر، مع احتمالية تعرض “إسرائيل” لهجمات من جماعة أنصار الله في اليمن أو حزب الله في لبنان.

في سياق الهجوم، قصفت إيران مساء الثلاثاء عدة مناطق في الأراضي الفلسطينية المحتلة بوابل غير مسبوق من الصواريخ. وأفادت إذاعة الاحتلال بأن أكثر من 200 صاروخ باليستي انطلق من إيران خلال نصف ساعة. وفي الوقت ذاته، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن استهدافه لأهداف عسكرية مهمة داخل الأراضي المحتلة، محذرًا من أن أي رد عسكري إسرائيلي سيُواجه بهجمات أشد تدميرًا.

Exit mobile version