لم تقم قيادة حركة حماس في قطاع غزة، بتوزيع المهام القيادية على المكتب السياسي الجديد في القطاع الذي انتخب مؤخرا، بخلاف منصبي الرئيس ونائب الرئيس، فيما كشفت قيادية في الحركة، أن هناك نساء استطعن أن ينافسن على منصب رئيس الحركة، وفقا لصحيفة القدس العربي.
ومن المقرر أن تعقد قيادة حركة حماس في غزة، التي انتُخبت الأحد من قبل مجلس الشورى في القطاع، اجتماعا لها في وقت قريب، من أجل توزيع المهام والملفات على الأعضاء المنتخبين، كما سيتم اختيار عدد منهم، بالإضافة إلى رئيس الحركة السنوار ونائبه الحية، ليشغلوا عضوية المكتب السياسي العام للحركة، الذي لم تستكمل تركيبته النهائية بعد، بانتظار انتخابات حماس الداخلية في إقليمي الخارج والضفة الغربية.
وتتوزع المهام التنظيمية إلى جانب الرئيس ونائبه في ملفات العلاقات الوطنية الذي يدير مسؤوله عملية الاتصال مع الفصائل، وكذلك ملف الإعلام والدعوة والنقابات والدائرة السياسية وكذلك الدائرة المالية وغيرها الكثير من الملفات.
ويقول عضو المكتب السياسي الجديد لحماس في غزة محمود الزهار: “قيادة حماس لم تتنافس على المناصب داخل الحركة، لكن وجود قطاعات كبيرة وقيادات مؤثرة جعل اختيار أعضاء المكتب ورؤسائه صعب في هذه الدورة الانتخابية”، وتابع: “الخيارات أمام المنتَخِبين كانت صعبة لأنه اختيار بين الأفضل والأفضل”.
ويوضح أن النظام الانتخابي في حماس لا يفرض على أحد من قياداتها إدارة ملف معين، وتابع: “لكن تكون هناك مباحثات وشورى تسير وفق آلية تضع في اعتبارها الخبرات والتخصصية، وجميعنا نتفق من الأفضل أن هناك ضرورة مرحلية لكل ملف”.
وبالرغم من دخول وجوه جديدة وأخرى شابة، لعضوية المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، الذي بقي يقوده يحيى السنوار بعد فوزه بالولاية الثانية، ونائبه الدكتور خليل الحية، إلا أن المكتب الجديد شهد دخول المرأة للمرة الأولى من خلال سيدتين، وهو المنصب الذي ظل حكرا على الرجال منذ أن تأسست حماس.
ولوحظ أن عددا من أعضاء المكتب السياسي السابق، حافظوا على مناصبهم في المكتب الجديد، وهم إلى جاب السنوار والحية، كل من نزار عوض الله الذي نافس السنوار على الرئاسة، وكذلك فتحي حماد ومحمود الزهار، وروحي مشتهى، وصلاح البردويل، فيما عاد آخرون للمكتب من جديد، علاوة على دخول عناصر شابة، لكن أكثر الأسماء التي كانت لافتة في عضوية المكتب السياسي مروان عيسى قائد الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، بالإضافة إلى دخول النساء في عضوية المكتب.
ولم تكشف حركة حماس بعد انتهاء انتخاباتها في قطاع غزة، عن الموعد المحدد لانتهاء العملية بالكامل في إقليم الخارج وإقليم الضفة، لكن لا يعرف إن كان سيصار إلى اختيار الأعضاء السابقين من غزة، لعضوية المكتب السياسي العام، وهم حماد ومشتهى وعوض الله، بالإضافة إلى السنوار والحية، أم سيكون هناك منافسون لهم على هذا المنصب من الوجود الجديدة.
وقد أعلنت حماس تشكيلة المكتب الجديد في غزة المكون من يحيى السنوار رئيسا، وخليل الحية نائبا، وعضوية كل من نزار عوض الله، ومحمود الزهار وروحي مشتهى، وفتحي حماس وسامح السراج ومروان عيسى وصلاح البردويل وجميلة الشنطي، وفاطمة شراب رئيسة الحركة النسائية، وغازي حمد، وإسماعيل برهوم وسهيل الهندي وزكريا أبو معمر وجواد أبو شمالة، وكمال أبو عون، وعصام الدعاليس.
كما اختير أسامة المزيني رئيسا لمجلس شورى الحركة في قطاع غزة، وماهر صبرة مساعدا لرئيس الهيئة الإدارية للحركة.
وتقول أول امرأة في حركة حماس تتقلد منصب عضو مكتب سياسي، جميلة الشنطي، في تصريحات لإذاعة “صوت الأقصى” التابعة لحماس: “انتخابي كأول امرأة ضمن أعضاء مكتب حماس السياسي، هذا منصب خدمة لوطني وشعبي الذي نقف معه في أي موقع كان، فنحن نعيش مع المرأة الفلسطينية في كل مواقعها”.
وتضيف: “نحن كحركة نسائية لم نكن سابقا في المكتب السياسي لحماس بصفة رسمية، لكننا كنا موجودين في العمل التنظيمي. وكنا في مجلس الشورى وفي قلب مركز صنع القرار”، وتشير إلى أن “الوضع الأمني للحركة هو مَن فرض عدم وجودنا في موقع المكتب السياسي”.
وأكدت أن وجود المرأة في المكتب السياسي لحماس إضافة جديدة، وقالت: “هذا يعني أن المرأة الفلسطينية أصبح لها وجود وقوة على الساحة الفلسطينية، ومشاركة فعلية جعلتها تستحق أن تكون في المواقع المتقدمة”.
وفي هذا السياق، كشفت القيادية في حماس هدى نعيم، في تصريحات أوردتها وكالة “صفا” المحلية، أن المرأة شاركت في مراحل العملية الانتخابية كافة داخل الحركة “بشفافية تامة وأجواء ديمقراطية ونزيهة، دون أي ضغوطات أو تدخلات، واستطاعت بعض النساء أن تُنافسن على منصب رئيس الحركة”.
وأضافت: “النساء استطعن أن يُنافسن أيضا على حصة اختيار رئيس الحركة، وكن ضمن من يحق لهن أن ينتخبن بمجلس شورى الإقليم، لأن النساء موجودات داخل المجلس بحجم تواجدهن بالتنظيم”.