“كورونا” فزاعة النقل العام في إسطنبول

تشكل جائحة “كورونا” فزاعة لمستخدمي وسائل النقل الجماعي ومصدر قلق حقيقي في إسطنبول والتي تعد أكثر المدن التركية ازدحاما بسبب مخاوف من انتشار فيروس كورونا المستجد، فبحسب ما أظهرت البيانات الصادرة عن بلدية إسطنبول فقد شهدت الموصلات العامة تراجعا واضحا في مرتاديها.

وتكشف الأرقام أن عدد ركاب النقل الجماعي في المدينة بلغ 1.1 مليار في الأشهر الستة الأولى من عام 2019 ، أي قبل وقت طويل من دخول الوباء إلى تركيا.

 وانخفض هذا الرقم بنسبة 40 ٪ في الأشهر الستة الأولى من عام 2020 ، عندما كان عدد الحالات مرتفعا بشكل كبير، حتى تمكنت تركيا من خفض عدد الحالات اليومية من أكثر من 50000 إلى أقل من 10000 بحلول نهاية هذا الربيع.

ولكن الأرقام الخاصة بالأشهر الستة الأولى من عام 2021  تظهر أن عدد ركاب النقل الجماعي انخفض أكثر ، بنسبة 14٪ ، وانحسر إلى 562.1 مليون، أي أن عدد ركاب النقل الجماعي بالكاد يبلغ نصف ما كان عليه في عام 2019.

ووفقا لأرقام البلدية  ، كان أكبر انخفاض في أعداد المسافرين في شهر يناير من العام الحالي،  فمقارنة بشهر يناير 2020 ، انخفض عدد ركاب النقل الجماعي بنسبة 61٪ في يناير 2021.

كما شهدت لاعبارات التي تنقل الركاب بين ضفتي البوسفور أيضًا انخفاضًا في أعدادها، على الرغم من أنها توفر رحلة أقصر بين القارتين مقارنة بالحافلة ،وعلى الرغم من حقيقة أنها توفر خيارات أفضل للتباعد الاجتماعي.

وقال البروفيسور مصطفى إيليجالي ، مدير مركز التطبيقات والبحوث لأنظمة النقل في جامعة إسطنبول التجارية ، إن المدينة كان بها عادة ما يقرب من 8 ملايين مسافر يستخدمون وسائل النقل الجماعي يوميًا ، لكن هذا الرقم انخفض إلى أقل من مليون بعد ظهور الوباء.

يأتي ذلك على الرغم من تراجع عدد الإصابات بالفيروس في إسطنبول، حيث يوجد الآن حوالي 156 حالة لكل 100.000 ساكن ، وهو أقل بكثير من  عدد الإصابات بالفيروس في ولاية ريزه ، الالشمالية التي بها أكبر عدد من الحالات بمعدل 653 لكل 100.000 شخص.

ويقول البروفيسور إيليجالي إن القيود وحدها لم تكن السبب في تجنب النقل الجماعي وأشار إلى دراسة أجراها مركزه.

وتوقع إيلجالي أن تعود حركة المرور العالية في إسطنبول اولاختناقات المرورية الشديدة الناجمة عن عودة الملايين إلى المدرسة، وأن تتفاقم أكثر عندما تفتح الجامعات أبوابها في وقت لاحق من هذا الشهر وفي أكتوبر.

وشدد على أن “معظم الناس تركوا النقل الجماعي بفضل القيود والشركات التي اختارت العمل عن بعد ، لكنهم في الوقت الحاضر يعودون إلى العمل في المكاتب وتلاشت القيود”، مضيفًا أن تزايد عدد السكان ضاعف من مشكلات المرور في المدينة”.

Exit mobile version