تحولت أنقرة إلى عاصمة لدولة تركيا الحديثة في 13 تشرين الأول/ أكتوبر 1923 (قبل 97 عاما) بقرار قانوني صادقت عليه الجمعية الوطنية الكبرى.
وكانت مدينة إسطنبول، عاصمة للإمبراطورية العثمانية التي استمرت ما يقرب من 600 سنة، وبالتحديد من 27 تموز/ يوليو 1299م حتى 29 تشرين الأول/ أكتوبر 1923م.
حرب الاستقلال
وذكرت وسائل إعلام تركية، وفق ما ترجمته “عربي21″، أن القوات التي أشعلت “حرب الاستقلال”، لعبت دورا في تحول أنقرة إلى رمز لحراكهم وإعلانها عاصمة لتركيا.
وبدأت الخطوات بعد وصول أعضاء من البرلمان العثماني والجنرال التركي مصطفى كمال أتاتورك إلى أنقرة، والتخطيط للخطوات المستقبلية التي تشكلت عنها حرب الاستقلال بعد احتلال قوات الحلفاء (بريطانيا- فرنسا- إيطاليا) لإسطنبول، ما ساهم بعرقلة انعقاد البرلمان في حينها في المدينة.
وتحولت أنقرة، التي تقع وسط الأناضول، إلى مركز للحرب، لتصبح بعد ذلك عاصمة للجمهورية التركية.
وأصبحت أنقرة، التي أصبحت مركز “النضال الوطني” في أوقات الحروب، وتم توقيع العديد من القرارات الحاسمة فيها، عاصمة دولة تركيا في 13 تشرين الأول/ أكتوبر 1923.
وبعد الهزيمة التي نتجت عن الحرب العالمية الأولى واحتلال الدول الحلفاء، وصل مصطفى كمال أتاتورك إلى سامسون في 19 أيار/ مايو 1919، وبدأ حراكه في “حرب الاستقلال”.
وبدأ أتاتورك حراكه بعقد اجتماعاته ونشاطاته في محافظات أماسيا وأرضروم، وسواس، في ما يعرف بـ”حرب الاستقلال”، وفي الوقت الذي كانت فيه إسطنبول عاصمة الإمبراطورية العثمانية، أصبحت أنقرة على مسافة واحدة من كافة الجبهات، ومركزا للعمليات بسبب أمنها بذلك الوقت.
وفي 12 كانون الثاني/ يناير 1919 عقد آخر اجتماع للبرلمان العثماني، وفي 16 آذار/ مارس من العام ذاته، دخل البريطانيون إسطنبول وقاموا بحل مجلس “المبعوثان” العثماني، وقام العديد من النواب بالخروج من العاصمة العثمانية إلى منطقة الأناضول، فيما تم اعتقال العديد منهم.
ومع هذه الأحداث، لم تعد إسطنبول مدينة يمكن أن يجتمع فيها مجلس “المبعوثان” العثماني، ما شكل الحاجة للبحث عن عاصمة جديدة.
وبعد تعميم لأتاتورك، في 19 آذار/ مارس 1919 في عدد من المحافظات العثمانية، أكد فيه أن الشعب التركي يستعد لاستعادة حريته واستقلاله، بدأ أعضاء البرلمان العثماني القادمين من إسطنبول بعقد جلساتهم في أنقرة، وفي 27 كانون الأول/ ديسمبر من العام ذاته وصل الجنرال العسكري مصطقى كمال أتاتورك برفقة عدد من أعضاء مجلس نوابه إلى أنقرة.
بعد وصول أتاتورك إلى أنقرة، قرر إنشاء جيش نظامي من هناك، ليكون لبنة بالبدء الفعلي لتحويل العاصمة من إسطنبول إلى أنقرة.
البرلمان التركي في أنقرة
في 23 نيسان/ أبريل 1920، تم افتتاح الجمعية الوطنية الكبرى (البرلمان التركي) في أنقرة، والتي شهدت العديد من الأحداث حتى تم إعلان الجمهورية في 29 تشرين الأول/ أكتوبر 1923.
وتمكنت الجيوش النظامية التي تم تشكيلها في أنقرة، من هزيمة قوات الحلفاء في محافظات سكاريا وإينونو ودوملوبينار، وصولا إلى 30 آب/ أغسطس 1922 حيث انتهت “حرب الاستقلال” التي وضعت الحجر الأساس للجمهورية التركية.
وبعد توقيع معاهدة لوزان، انسحب جنود دول التحالف من إسطنبول، ليبدأ النقاش بشأن إبقائها عاصمة أم لا، لكن افتتاح البرلمان في أنقرة، جعلها مركزا حكوميا بحكم الواقع.
تقدم وزير الخارجية التركي عصمت إينونو و14 نائبا، باقتراح طالب فيه الجمعية الوطنية الكبرى (البرلمان) باعتبار أنقرة عاصمة للجمهورية التركية الناشئة، وتم التصويت عليه في 13 تشرين الأول/ أكتوبر 1923.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن هناك أسبابا عدة جعلت من أنقرة عاصمة للجمهورية التركية، منها:
– أن أنقرة مناسبة من حيث الموقع الاستراتيجي والجغرافي والجيوسياسي، وتقع في المنطقة الوسطى من الأناضول، ما أكسبها موقعا آمنا في ظل الجبال المحيطة بها والتي تجعل من الصعب احتلالها.
– تشكيل القوى الوطنية و”جيش التحرير” في أنقرة، لعب دورا في تحويلها إلى رمز في الكفاح الوطني، وإعلانها عاصمة لتركيا.
– لم تتعرض أنقرة للاحتلال خلال الحرب العالمية الأولى، وعلى الرغم من أنها تقع وسط الأناضول، فإنها أيضا قريبة من الجبهة الغربية.
– تصل السكك الحديدية من إسطنبول وغربي الأناضول إلى أنقرة، ما يوفر سهولة في حركة النقل والاتصالات.
– في تلك الحقبة، وبعد أحداث الحرب العالمية الأولى، قلت ثقة الشعب التركي بالبيئة الاجتماعية والسياسية في إسطنبول، وسط مخاوف من تعرضها لاهتزازات أخرى، ونظرا لقرب أنقرة لها كانت الفرصة مواتية لمتابعة التطورات بشكل أكبر وأدق في إسطنبول.