رغم كل التوثيقات الصحفية وشهادة الإعلاميين الذين عايشوا في المكان لجريمة شيرين أبو عاقلة، لم تستطع روحها أن تسلم من “أزمة إزدواجية المعايير” لتغطية وسائل الإعلام الغربية للأحداث الفلسطينية.
لم تسلم الجريمة من التسييس في الوسائل الإعلامية الغربية هذا ما ذكرته لجنة دعم الصحفيين (JSC) ورصدته فيميد، حيث تراوحت اصداراتها بين “تجهيل” لمصدر الرصاصة التي قتلت الصحافية أبو عاقلة، وبين اعتماد رواية أحادية من الجانب الإسرائيلي.
حيث عنونت “واشنطن بوست” الأمريكية أن “صحفية أميركية أصيب برصاصة قاتلة من قبل القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية”، بينما اكتفت شبكة “CNN” الإخبارية بنشر إعلان وزارة الصحة الفلسطينية مقتل الإعلامية شيرين أبو عاقلة برصاصة في الرأس وإصابة الإعلامي علي السمودي” في جنين، ناقلين رواية الجانب الإسرائيلي بأن “قوات الأمن الإسرائيلية كانت تعمل في المنطقة “لاعتقال مشتبه بهم في أنشطة إرهابية”، مضيفًا أن المشتبه بهم والقوات الإسرائيلية تبادلوا إطلاق النار، وأقروا “باحتمال إصابة صحفيين”.
بينما ارتأت الصحيفة الأمريكية “نيويورك تايمز” فقط نقل خبر عاجل بعنوان “الجزيرة تعلن أن إحدى صحافياتها قد قتلت في الضفة الغربية في جنين خلال اشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين”.
أما الوكالة العالمية الشهيرة “رويترز” فقد اختارت الانحياز للرواية الإسرائيلية بأن “فلسطينيين قد يكونون هم من أطلقوا النار خلال اشتباكاتهم مع القوات الإسرائيلية”، بعد أن نشروا “أن مراسلة الجزيرة قد قتلت بنيران الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة”.
هذا وعلى الحياد وقفت “أسيوشيتد برس” (AP) مشيرة إلى أن “شيرين أبو عاقلة، مراسلة شبكة الجزيرة، قد قتلت بطلق ناري في الضفة الغربية المحتلة. إطلاق النار حصل خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي لجنين”.
فيما اتجهت وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) إلى التخفيف من هول الجريمة، إلا أنها رغم ذلك ذكرا أن الصحافية المخضرمة قد سقطت قتيلة بنيران القوات الإسرائيلية خلال تغطية اقتحام مخيم جنين، وفقا لما أكدته المصادر المحلية المطلعة.
بينما انتصرت وكالة الانباء الصينية CGTN للحدث منسجمة مع المعطيات الميدانية، فقد قالت بأن مراسلة الجزيرة قد قتلت على يد “الجيش الإسرائيلي” في الضفة الغربية اليوم الأربعاء.
وفي وقت لاحق، قالت شبكة الجزيرة الإعلامية أنه “في جريمة قتل مفجعة تخرق القوانين والأعراف الدولية أقدمت قوات الاحتلال “الإسرائيلي” وبدم بارد على اغتيال مراستلنا شيرين أبو عاقلة”. وأضافت الشبكة “نطالب المجتمع الدولي بإدانة ومحاسبة قوات الاحتلال “الإسرائيلي” لتعمدها استهداف وقتل الزميلة شيرين”، محمّلة السلطات “الإسرائيلية” مسؤولية سلامة منتج الجزيرة علي السمودي الذي استهدف بإطلاق النار عليه في الظهر.