لحماية منزلها بـ”الشيخ جراح”.. منى الكرد “تستعجل” في حفل تخرجها

“مستعجلة العود إلى بيتي بلاش (خشية) أجد المستوطنين يصنعون المقلوبة (أكلة شعبية فلسطينية) في منزلي”..

بهذه العبارات بدأت الشابة الفلسطينية منى الكرد (23 عاما)، كلمتها في حفل تخرجها في جامعة بيرزيت (غير حكومية)، القريبة من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.

وتخشى منى، التي حصلت على درجة البكالوريوس في الإعلام، من الابتعاد عن منزل عائلتها في حي “الشيخ جراح” بمدينة القدس الشرقية المحتلة، حيث يهددهم خطر الطرد منه، وسيطرة جماعات استيطانية على المنزل.

ومنى تعد أيقونة “الشيخ جراح”، وبرزت من خلال حملة أطلقتها في مارس/ آذار الماضي لإنقاذ الحي.

وعائلة “الكرد” بين 12 عائلة في الحي صدرت بحقها أحكام تقضي بإخلاء منازلهم وطردهم منها لصالح مستوطنين.

وتدعي جماعات استيطانية إسرائيلية أن منازل الفلسطينيين في الحي أُقيمت على أرضٍ كانت بملكية يهودية قبل 1948، وهو ما ينفيه السكان.

وفي ذلك العام، أُقيمت دولة الاحتلال الإسرائيلي على أراضٍ فلسطينية احتلتها عصابات صهيونية مسلحة طردت معظم أهلها منها.

وعبرت منى، خلال حفل التخرج، عن عزمها مواصلة الكفاح للمحافظة على منزل عائلتها المهدد بالمصادرة.

وأضافت: “إن شاء الله الإغلاق غير القانوني المفروض على حي الشيخ جراح يُلغى وأعزمكم في بيتنا على مقلوبة”.

وتفرض سلطات الاحتلال إغلاقا على الحي، منذ أن شهد توترا ومواجهات بين فلسطينيين ومستوطنين يحميهم الجيش الإسرائيلي، منذ أبريل/ نيسان الماضي.

وبوتيرة شبه يومية، يشهد “الشيخ جراح” اعتداءات ترتكبها قوات الاحتلال ومستوطنين بحق أهالي الحي والمتضامنين معهم.

ووجهت منى نصيحة لزملائها بالقول: “تسكتوش (لا تصمتوا) عن الظلم والاضطهاد والقمع والاعتقالات، دائما وثقوا الاعتداءات وانشروها”.

وتابعت: “شهاداتنا الجامعية هي أكثر من ورقة، هي سلاح ندافع فيه عن بيوتنا وأشجارنا، وحارتنا، وكل منا يمكنه أن يقاوم بتخصصه”.

​​​​​​​وأوضحت أنها درست الإعلام كي تنقل إلى العالم صوت حي “الشيخ جراح” ومدينتها (القدس)، ووطنها.

​​​​​​​وأردفت: “آن الأوان للنكبة ألا تستمر، والاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن”.​​​​​​​

ومنذ أن كانت في الثانية عشرة من عمرها، بدأت منى وتوأمها محمد توثيق محاولات المستوطنين الاستيلاء على منازل في “الشيخ جراح”.

وقالت منى، في تصريح سابق للأناضول: “فتحنا أعيننا على الدنيا بوجود مستوطنين في الحي وجمعيات استيطانية تحاول الاستيلاء على منازل الفلسطينيين فيه. وعشنا هذه القضية طوال حياتنا”.

وفي أوائل يونيو/ حزيران الجاري، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية التوأمين منى ومحمد؛ بتهمة “القيام بأعمال تخل بالنظام والسلم وأعمال مثيرة للشغب”، قبل أن تفرج عنهما، في ظل تضامن واسع معهما داخل وخارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويقول الفلسطينيون إن الاحتلال يعمل على تهويد مدينة القدس المحتلة وطمس هويتها العربية الفلسطينية.

ويتمسكون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة، عام 1967، ولا بضمها إليها في 1981.

Exit mobile version