أطلق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومنظمة مراسلون بلا حدود، الأربعاء، حملة إعلامية لمطالبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي، برفع حظر السفر المفروض على صحفيين فلسطينيين تعسفيًا على خلفية عملهم.
واعتمدت الحملة، التي يشارك بها نشطاء حقوقيون وإعلاميون دوليون، على مدى يومين، وسم “LetMajdoleenOut” (دعوا مجدولين تسافر)، للدفاع عن حق الصحفيين الفلسطينيين في حرية التنقل والسفر، باللغتين العربية والإنجليزية، وفقا لبيان الحملة التي اطلعت فيميد عليه.
وركزت الحملة، على حالة الصحفية الفلسطينية مجدولين حسونة، الحائزة على جائزة “الاستقلالية” لعام 2021 من “مراسلون بلا حدود”، للمطالبة برفع قيود السفر عنها وعن زملائها الصحفيين الفلسطينيين.
وتمنع سلطات الاحتلال حسونة، من المغادرة بموجب هذا الحظر، حيث لا تستطيع السفر لتسلم جائزتها شخصيًا، أو حتى العودة إلى تركيا حيث كانت تقيم قبل أن تجد نفسها عالقة داخل حدود الأراضي الفلسطينية التي تتحكم فيها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وفق البيان.
وأشارت الحملة، إلى أن سلطات الاحتلال “تفرض قيودًا غير قانونية وغير مبررة على تنقل وسفر الصحفيين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتعاقبهم على عملهم الصحفي بما يتعارض مع مسؤولياتها وفقًا للقانون الدولي”.
وأكدت أن مساومة سلطات الاحتلال للصحفيين الفلسطينيين على حقوقهم في حرية التنقل والسفر “انتكاسة لحريات التعبير والعمل الصحفي في الأراضي الفلسطينية وتقويض لحق الناس بمعرفة الحقيقة”.
وبيّنت الحملة إلى تعرض الصحفيين الفلسطينيين، لاعتداءات جسدية ونفسية، من خلال الضرب والاحتجاز والاقتحامات المنزلية والتهديد بالملاحقة المتواصلة في حال رفضهم عروض السلطات الإسرائيلية بالتخلي عن عملهم الصحفي.
وتطرقت الحملة كذلك، إلى أثر حرمان الصحفيين الفلسطينيين من الحق في التنقل على حقوقهم الأخرى مثل الحق في العمل، مشيرة إلى أن تلك القرارات تقوض الحق في كسب لقمة العيش وتحرم الصحفيين من الحق في العمل في حالات معينة، والحق في الصحة.
ولفت الحملة إلى حالات تستدعي أنواعًا من العلاج غير متوفرة في الأراضي الفلسطينية، يجد الصحفيون أنفسهم محاصرين وغير قادرين على الحصول عليها، حيث يُمنعون من السفر أو الانتقال إلى مدن ومناطق أخرى لتلقي الرعاية الصحية اللازمة.
إلى جانب ذلك، تحرم تلك القيود الصحفيين الفلسطينيين من حقهم في التعليم، حيث يُمنعون من مغادرة البلاد حتى وإن حصلوا على فرص أو منح دراسية بالخارج، حيث يُضطر أولئك الممنوعون من السفر إلى التخلي عن تلك الفرص بسبب الحظر المفروض عليهم، وفق البيان.
ونوهت الحملة، إلى سلب اجراءات سلطات الاحتلال، الصحفيين الفلسطينيين حقهم في التعبير عن الرأي، حيث تُجبرهم السلطات الإسرائيلية على الصمت تجاه الانتهاكات مقابل السماح لهم بالتمتع بحقوقهم الأخرى بشكل مشروط.
وكذلك من ضمن أثار حظر السفر المفروض، حرمان الصحفيين حقهم في تأسيس أسرة، حيث يُحرم الصحفيون الفلسطينيون الممنوعون من السفر من حقهم في لم الشمل، كما في حالة الصحفية مجدولين حسونة التي لا تستطيع السفر للقاء زوجها، بحسب بيان الحملة.
وكان “المرصد الأورومتوسطي” أصدر في 29 تشرين ثاني/نوفمبر، الماضي تقريرًا بعنوان “معاقبة الصحفيين.. قيود إسرائيل على حرية التنقل والحركة”، وثق فيه حالات قام فيها جهاز المخابرات الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الإسرائيلي “شاباك” بابتزاز ومساومة صحفيين فلسطينيين على حقهم في حرية التنقل والحركة.
فيما أفادت منظمة “مراسلون بلا حدود”، بأن العدد الإجمالي للصحفيين الذين طالهم هذا الإجراء السالب للحرية بات يفوق 20 صحفيًا.