لليوم الثالث على التوالي يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الاستنفار والتأهب في مستوطنات “غلاف غزة”، بمحيط القطاع ، وذلك مع استمرار إغلاق معابر القطاع التجارية والمدنية.
ويأتي ذلك تحسبا من عمليات قد تنفذها حركة “الجهاد الإسلامي”، ردا على اعتقال القيادي بالحركة بسام السعدي مساء الاثنين الماضي في جنين.
وأفاد المراسل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، بأن “سلاح الجو الإسرائيلي غطى قطاع غزة بطائرات مسيرة مسلحة في محاولة للبحث عن فرصة لاستهداف خلايا مضادات الدروع”.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي، قرر مساء الأربعاء، تمديد حالة التأهب والاستنفار على حدود قطاع غزة، حتى الخميس، قابلة لتمديد آخر وفقا لتقديرات الاستخبارات العسكرية.
وتشمل القيود المفروضة على مستوطنات “غلاف غزة”، إغلاق مناطق وطرقات متاخمة للسياج الأمني، بما في ذلك محاور زراعية وطرق تربط بين مستوطنات المنطقة، تحسبا من نيران مضادة للدبابات أو القنص ردا على اعتقال السعدي.
ووفقا للقناة 14 الإسرائيلية، فإن الجيش لن يحتمل الإبقاء على حالة التأهب في “غلاف غزة” لمدة طويلة، ويدرس فرض عقوبات اقتصادية مثل منع الصيد في بحر غزة، وإغلاق المعابر.
ويأتي ذلك، عقب جلسة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، الذي بحث التطورات الأمنية والتوتر على جبهة غزة، والتهديدات بتنفيذ حركة الجهاد الإسلامي، “عملية انتقامية”.
في المقابل، تلقى رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس، إسماعيل هنية، اتصالا هاتفيا، الأربعاء، من المبعوث الأممي للشرق الأوسط تور وينسلاند بحث فيه إغلاق سلطات الاحتلال معابر القطاع.
وأفادت الحركة في بيان بأن الطرفين “بحثا عمليات الاقتحام الإسرائيلية والاعتقال والاستيطان في الضفة المحتلة، وإغلاق المعابر في غزة”.
وأضاف بيان الحركة، أن هنية طالب بضرورة “وقف الاحتلال اعتداءاته على الشعب الفلسطيني، والتوقف عن الاستيطان واقتحام المسجد الأقصى”.
واعتبر هنية أن “هذه الإجراءات من شأنها التضييق على الشعب الفلسطيني، وتؤدي إلى تردي الحالة الإنسانية في الضفة والقطاع”.
وأعرب عن رفضه وإدانته “للسياسة الإسرائيلية الممنهجة لتكريس حصار قطاع غزة”، داعيا الأمم المتحدة “إلى ممارسة دورها في وقف هذه الإجراءات والجرائم”.
وطالب الأمم المتحدة بتحمل مسؤوليتها في إيصال الوقود والدقيق إلى الشعب الفلسطيني، وخاصة اللاجئين، محذرا من “ارتفاع أسعار هذه السلع الرئيسة وتداعيات” ذلك.
ويعيش أكثر من مليوني نسمة في قطاع غزة ظروفاً معيشية متردية للغاية جراء الحصار الإسرائيلي منذ 15 عاماً، وزاد من تفاقمها مؤخراً ارتفاع أسعار السلع الغذائية والوقود، بفعل الأزمة العالمية إثر حرب روسيا على أوكرانيا.
كما رفض هنية، “التهديدات الإسرائيلية ضد قطاع غزة”، مطالباً بـ “لجم الاحتلال ومنعه من الإضرار بالشعب الفلسطيني ومواصلة هذه السياسة”، بحسب المصدر ذاته.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن وزير الدفاع بيني غانتس، قوله الأربعاء: “إذا لم يكن من الممكن العودة إلى الحياة الطبيعية في غلاف قطاع غزة، فلن تكون هناك حالة طبيعية داخل غزة أيضا”.