أعلن “مؤتمر القدس الأوروبي الأول” عن تشكيل ورش عمل، وجملة من المبادرات السياسية والإغاثية والحقوقية والقانونية والشبابية والنقابية المساندة للمقدسيين في القدس المحتلة، ولنصرة قضيتهم من داخل القارة الأوروبية، وبما ينسجم مع قوانينها.
جاء ذلك في البيان الختامي للمؤتمر، الذي عقد السبت، في مدينة ميلانو الإيطالية، تحت عنوان “القدس لنا”، وبمشاركة شخصيات وطنية ودينية وأوروبية، والآلاف من الفلسطينيين والجاليات الإسلامية والمتضامنين.
وأكد المؤتمر تمسك الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة بحقوقه المشروعة كافة وعلى رأسها حقه في العودة إلى أرضه ودياره التي هجر منها
ودعا أبناء الشعب الفلسطيني في القارة الأوروبية مع تعاقب أجياله إلى تنظيم جهوده والاستفادة من مقدراته وطاقاته وتوظيفها في خدمة القدس وأهلها.
وثمَّن الوحدة التي يسطرها الشعب الفلسطيني في القدس وعموم الضفة الغربية، داعيًا إلى ترسيخها واقعًا مستمرًا بين مكونات شعبنا كافة.
وأكد أنَّ هذه الوحدة والمبادرات الوحدوية الأخرى بين قوى شعبنا كافة، ومنها اتفاق الجزائر الأخير هي السبيل والضامن الوحيد للانتصار ولإنجاز مشروعه وتحقيق أهدافه.
وطالب الحكومات والدول والهيئات، وصناع القرار السياسي في القارة، بـ” الانسجام مع القرارات والقوانين الدولية كافة، والحقوق الإنسانية التي يؤمنون بها، والابتعاد عن ازدواجية المعايير والتفريق بين احتلال وآخر، وضرورة إنصاف الشعب الفلسطيني، وأهل القدس خاصة”.
وتوجه المؤتمر بالتحية إلى الشعب الفلسطيني المحاصر داخل قطاع غزة والثائر بالضفة والصامد في أراضي الـ 48 والصابر في سجون الاحتلال، والثابت والداعم في مخيمات الشتات وعموم بلدان الاغتراب ومنها القارة الأوروبية.
وأكد أنَّ “الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة هو لحمة واحدة يشد بعضه بعضًا، ويبذل كل إمكاناته نصرة لقضاياه وإنصافًا للظلم المفروض عليه”.
وأشار المؤتمر إلى الاعتداءات والانتهاكات المستمرة، والتي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في مدينة القدس، مؤكدًا أنها تشكل شاهدًا حيًّا على عنصرية هذا المحتل وحجم الظلم الذي يمارسه بحق شعبنا.
وتطرق إلى النكبة الفلسطينية ووعد بلفور المشؤوم، مؤكدًا أن امتداد السنوات لن يفت في عضد شعبنا رغم كل الآلام والمعاناة التي يفرضها عليه الاحتلال.
وكشف المؤتمر عن توقيع “إعلان ميلانو” الرافض لوعد بلفور، مشيرًا إلى أنه “سيقوم بمراسلة صناع القرار السياسي في أوروبا وبريطانيا ودعوتهم للاعتذار عنه وتصحيح هذا الخطأ التاريخي”.
وشدد على أنَّ القدس كانت ولا تزال عاصمة فلسطين التاريخية وأن أي مشاريع أو اعتداءات تهدف إلى تغيير ذلك وترمي إلى تهويد المدينة وشطب معالمها ستبوء بالفشل وستتحطم أمام صخرة صمود شعبنا.
وتوجه بالتحية لصمود الأسرى في سجون الاحتلال، وخص بالذكر الأسرى المقدسيين، مؤكدًا “حقهم المشروع في انتزاع حريتهم، والتخلص من الظلم المفروض عليهم”.
ودعا المؤتمر لجان حقوق الإنسان والهيئات القانونية إلى التحرك الفوري للدفاع عنهم في مواجهة زيف العدالة الإسرائيلية، وصولًا لإطلاق سراحهم.
وندد المؤتمر بـ” العنصرية التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي، والتي يشكل جدار الفصل شاهدًا بارزًا عليها”، مستنكرًا “الأنشطة التوسعية والاعتداءات الاستيطانية المستمرة التي يمارسها الاحتلال ومستوطنوه في الضفة الغربية ومدينة القدس”.
يذكر أنَّ المؤتمر الأوروبي تم تنظيمه من مؤتمر فلسطينيي أوروبا ومؤسسة “أوروبيون من أجل القدس”، والتجمع الفلسطيني في إيطاليا، بهدف تسليط الضوء على هموم الشعب الفلسطيني وواقع قضيته عمومًا، ما يتعلق بمدينة القدس والاعتداءات المستمرة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحقها خصوصًا.