إبراهيم المدهون – المدير العام للمؤسسة الفلسطينية للإعلام
معركة الفرقان حينما انتصر الدم على السيف والكف على المخرز، فالموت في كثير من المحطات نصرا وعزة، نعيش اليوم ذكرى البطولة والعزة, التضحية والفداء، لنعيد ونؤكد أننا شعب مظلوم مكلوم أبي عظيم يستحق النصر، صابر صامد مُصر على مواجهة ظالميه واستعادة حقوقه.
رحم الله شهداء الشرطة وشهداء آل السموني، ومدرسة الفاخورة وكل شهيد ارتقى يوم الفرقان يوم تطايرت الاشلاء ودب الرعب وجاء جند الطغيان من كل جانب, من فوقنا وأسفل منا، من البر والجو والبحر، وأترحم اليوم على أخي محمد أبو مسلمة الذي كان من ابرز قيادات الفرقان، وأذكره حينما كان يتنقل بين جنوده وعلى خطوط النار باسم رواحة ، وكلما عاد من كمين أو اجتماع او مواجهة، كأنه ولد لنا من جديد.
الشعب الذي واجه وصبر وصمد في الفرقان لا يمكن أن يهزم، لهذا نقول لفصائل المقاومة لكتائب القسام وإخواننا في سرايا القدس ولجان المقاومة والاحرار وابو علي مصطفى وشهداء الأقصى، وكتائب المقاومة الوطنية، أننا نبايعكم ونفوضكم لإكمال هذا الطريق وستجدون شعبنا في غزة والقدس والضفة وفي الخارج ومخيمات لبنان ودول الطوق إن شاء الله معكم من الصابرين، وما معركة سيف القدس عنا ببعيد.
وللحقيقة لم يمر يوما علينا أصعب من 27-12-2008، ولا أعتقد أنه سيأتي أسوأ ولا أصعب من هذا اليوم، كانت النظم ضدنا والسلطة مراقبة ومنتظرة، وجزء كبير منها متشفي، وأعلنت الحرب من العواصم القريبة، وهددت حماس بالسحق وألا تقوم لها قائمة، وتم قتل خيرة مفاصل وشباب العمل بالمئات في ضربة جوية لا تقل عن ضربة 67 الأولى، وقصفت بيوت الناس وقيادات الحركة على رؤوسهم ورؤوس أبنائهم، وهجرت العائلات وأبيدت أسر بكاملها، وقيل لحماس يومها لا خيار لكم إلا الإذعان والاستسلام أو الموت.
لحظتها كان هناك قرارا إسرائيليا معلنا بالقضاء على حماس وإنهائها، ولم تكن تمتلك المقاومة إلا إرادتها وبعض الصواريخ البسيطة من نوع جراد، وأقصى قدراتها ضرب بئر السبع واسدود، ومارست يومها بعض الدول العربية والغربية عنجهية لا متناهية، وقيل لحماس لا خيار لكم الا الاستسلام والانكسار، فقيل لهم والله لو فنينا عن بكرة أبينا فلن نتنازل ولن نسلم الجندي الأسير ولن نعترف بإسرائيل.
لهذا ما تمر به حماس اليوم ليس أصعب ولا اخطر مما مرت به قبل ذلك، في الفرقان والسجيل، والعصف المأكول وسيف القدس، وهي اليوم أقوى وأقدر على مواجهة التحديات، ومن يراهن على كسرها فرهانه خاسر، وهي قادرة أن تكمل مشروعها وتخطو بانتظام نحو لملمة الجرح الفلسطيني وبناء مشروع وطني قادر على المواجهة والتحدي.
المقاومة اليوم أقوى عشرات المرات مما كانت عليه يوم الفرقان الصعب والدامي، وأقدر على الصمود والمواجهة وتحمل أي عدوان إسرائيلي، وبات الاحتلال يضرب الاخماس والأسداس ويعد ألف مرة قبل أن يفكر بالعدوان على القطاع، لإدراكه ومعرفته أن أي مواجهة قادمة لن تكون كما كان قبلها، والمقاومة من جهتها تحاول ردع المحتل ولا تدخل في مواجهة يمكن ان تكلف شعبنا الكثير، فالمقاومة تعني ألا تُقصف البيوت والسيارات وألا يُغتال الشباب على الطرقات، وبعد سيف القدس بات الأقصى ضمن معادلة قواعد الاشتباك، ومدينة القدس مسيجة بصواريخ الضيف، واليوم تستعد المقاومة لتعلن معركة تحرير الأسرى، وسنعمل كل ما بوسعنا ليفرح شعبنا بحرية أبطاله، فحماس لا تترك ولن تترك اسراها في السجون.