عام

“متمسكون بأداء رسالتنا”.. كيف صمدت المنظومة الصحية بغزة خلال عام من الإبادة؟

تقرير وزارة الصحة الفلسطينية

قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن عامًا قد مضى على حرب الإبادة على قطاع غزة، والتي تُعد واحدة من أبشع فصول الإجرام واستباحة الدم الفلسطيني، حيث أمعن الاحتلال في القتل والتدمير لكل مقومات الحياة المتضررة بفعل سنوات الحصار الظالم. لا يزال المشهد المأساوي الذي امتد على مدار عام كامل بتفاصيله الثقيلة جاثمًا على صدر شعبنا في قطاع غزة العزيز.

وأكدت وزارة الصحة، بمناسبة مرور سنة كاملة على حرب الإبادة الجماعية، أن المحتل استهدف مقومات الصمود الغزي، وانتهك القوانين والأعراف الدولية، حيث شدد ضرباته على المنظومة الصحية. وقد استمر الاحتلال في حرمان المرضى من حقوقهم العلاجية وسلبهم أبسط فرص العلاج، مع إبقاء العديد من الأصناف الدوائية والمستلزمات الطبية ضمن المعدلات الصفرية، بالإضافة إلى قطع الطريق أمام الإمدادات والتجهيزات الطبية وحركة خروج المرضى نحو المستشفيات التخصصية.

وتابعت الوزارة قائلة: “لم يكتف الاحتلال بذلك، بل زاد من جريمته عبر استهداف الطواقم الطبية، التي أصبحت هدفًا للقتل والاعتقال، في مواجهة آلة الدمار والتخريب بشكل غير مسبوق.” وتقدمت وزارة الصحة بالتحية والاعتزاز إلى الكوادر الطبية في مختلف مواقع العمل، الذين استجابوا منذ اللحظات الأولى للعدوان لتقديم الرعاية الصحية وإظهار الانتماء والبذل.

وأضافت الوزارة: “نخص بالذكر من قدموا أرواحهم ودماءهم في سبيل ذلك، حيث بلغ عدد الشهداء 41,909 شهيد، أكثر من 60% منهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى 97,303 جريح.” وأشارت إلى أن عدد شهداء القطاع الصحي بلغ 986 كادرًا صحيًا، منهم 4 داخل السجون “الإسرائيلية” من أصل 312 معتقلًا.

ولفتت وزارة الصحة إلى أن الإحصائيات بعد عام من حرب الإبادة تدل على مدى تركيز الاحتلال على تدمير المنظومة الصحية، حيث تم استهداف ما يقارب 65% من المؤسسات الصحية (الحكومية والأهلية والخاصة ووكالة الغوث والدولية). وما تبقى من المؤسسات يعمل بشكل جزئي وبنسبة إشغال تصل إلى 300%، خصوصًا في أقسام العناية المركزة والحضانات.

تابعت الوزارة: “يأتي هذا في ظل انعدام مقومات الصحة العامة، من عدم توفر مياه صالحة للشرب، وتدمير البنية التحتية وشبكات الصرف الصحي، ومنع إدخال المنظفات الشخصية ومواد التعقيم، مما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض مثل التهاب الكبد الوبائي وشلل الأطفال والأمراض الجلدية.”

وأكدت الوزارة أن الاستهداف الممنهج والدائم للقطاع الصحي حرَم ما يزيد عن مليوني شخص في قطاع غزة من تلقي الخدمات الصحية الأساسية، حيث هناك أكثر من 50 ألف امرأة حامل محرومة من الخدمات الصحية ورعاية الأمومة. كما أشارت إلى أن 12,000 مريض بالسرطان يعانون من نقص العلاجات الأساسية، بالإضافة إلى المئات من مرضى غسيل الكلى الذين فقدوا حياتهم نتيجة عدم توفر الرعاية الصحية.

وأضافت: “التقديرات تؤكد أن أعدادًا تفوق عدد الشهداء توفوا نتيجة نقص الخدمات الطبية.”

وأمام هذه المعطيات، تجدد وزارة الصحة مطالبتها لكافة أحرار العالم بوقف العدوان وآلة القتل، والسماح لآلاف الجرحى بمغادرة قطاع غزة نحو المستشفيات التخصصية لإجراء عمليات جراحية معقدة بعد تفاقم حالاتهم الصحية. كما تجدد الوزارة مطالبتها لكافة الجهات المعنية بإيجاد آليات لضمان وصول الإمدادات الطبية إلى المستشفيات دون قيود، والسماح بدخول الوفود الطبية وتأمين الوصول للمرافق الطبية وحمايتها.

وأكدت وزارة الصحة أنها متمسكة بأداء رسالتها الإنسانية مهما كلفها من تضحيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى