بتوقيت القدس

مخطط احتلالي جديد لاقتطاع الجزء الشرقي من الأقصى

حذر مختص في شؤون القدس والمسجد الأقصى المبارك، من خطورة مخطط إسرائيلي لإحكام السيطرة الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك، تمهيدا لتقسيم المسجد الأقصى مكانيا، واقتطاع جزء منه لصالح جماعات الهيكل المزعوم المتطرفة.

دروس توراتية

وفي رسالة موجهة من ما يسمى “جماعات الهيكل” المتطرفة، إلى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أمير أوحانا، طالبت فيها تلك الجماعات المتطرفة باتخاذ الساحة الشرقية من المسجد الأقصى المبارك، من أجل إقامة “مدرسة توراتية دائمة”.

وطالبت ما يسمى “مؤسسة تراث جبل المعبد” في رسالة لها صباح اليوم الاثنين، الوزير أوحانا، بـ”السماح لأتباع المدارس الدينية بأن يقضوا كامل الفترة المتاحة للاقتحامات في تعلم التوراة وتعليمها في الساحة الشرقية للمسجد الأقصى”.

وأكدت تلك الجماعات في رسالتها، على أنها لا تعترف بالأوقات المحددة لليهود، وترى فيها “تمييزا ضد اليهود”، تمارسه قوات الاحتلالفي الأقصى، وبأن الأصل أن “يسمح لأتباع تلك المدارس التوراتية، بأن يقضوا أوقاتهم على مدار اليوم في الأقصى، إلا أنها تقتصر طلبها الحالي على تمكينهم من الدراسة خلال الأوقات المفروضة في الوقت الحالي.

وأوضح الباحث في شؤون القدس والمسجد الأقصى زياد ابحيص، أن “مطالبة المتطرفين اليهود بها 3 مخاطر؛ وهي بالحد الأدنى تشكل تفكير في كيفية الاستفادة بأفضل شكل ممكن من الظروف الحالية التي تفرضها سلطات الاحتلال في المسجد الأقصى لمزيد من التقدم والسيطرة في المساحات المتاحة لهم داخل الأقصى، ومن هنا تم استحداث ما يسمى “مدرسة جبل الهيكل التوراتية”، وشرعت في دروس توراتية ولكن أثناء السير داخل الأقصى خلال اقتحاماتهم”.

ونبه في حديث خاص لـ”عربي21″، أن “مصدر الخطوة الثاني، سعي الجماعات المتطرفة إلى تطوير هذه المدرسة التوراتية، بالتمركز داخل الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال وليس فقط الاكتفاء بالمشي، وهنا يتضح خطورة مطلبهم الجلوس في الساحة الشرقية، وقضاء كل وقتهم فيها خلال اقتحامهم للأقصى الممتد لخمس ساعات يوميا، ومن ثم يتم خروجهم”.

تقسيم الأقصى

ونبه إلى أن “قضاء المتطرفين لخمس ساعات يوميا، يمكن أن يتيح لهم إعطاء دروس وحصص توراتية، وهو ما يتطلب إدخال ما يلزمهم من؛ كراسي وطاولات ومعدات ولفائف التوراة”، مضيفا: “طالما أنهم يقتحمون ويدرسون صيفا وشتاء، فهذا يتطلب حماية أنفسهم، وهو ما يدخلنا في مستوى الخطورة الثالث”.

وعبر سياسية التدرج في السيطرة، أوضح المختص أنه “الممكن أن يقوموا بإدخال مظلات بلاستكية بشكل أولي، بمزاعم حماية وجودهم من المطر في الشتاء أو الشمس في الصيف، وهذا عمليا يشكل مقدمة لتقسيم المسجد الأقصى مكانيا”.

وقال: “نحن أمام مسار متدرج للسيطرة على الأقصى؛ يبدأ من استغلال الوضع الحالي بأعلى درجة ممكنة، ومن ثم تحويل تواجد اليهود خلال اقتحامهم للأقصى؛ من مسار متحرك لمسار متمركز وثابت، ومن ثم استغلال هذا التمركز من أجل اقتطاع الجزء الشرقي من الأقصى”.

ولفت ابحيص، إلى أن “جماعات الهيكل ومن خلفهم الحكومات الإسرائيلية، كانوا يعولون على السيطرة على مصلى باب الرحمة كنقطة انطلاق لتقسيم الأقصى مكانيا، ولكن مخططهم فشل بعد استرداد المقدسيين لمصلى باب الرحمة في هبة 2019، ومن هنا يحاولون الآن الالتفاف على هذا الأمر، عبر اقتطاع الساحة الشرقية”.

وتابع: “وما يجري اليوم هو محاولة إعادة فتح بداية هذا المسار لاقتطاع هذه المساحة من الأقصى؛ وهي الجهة التي تقع ما بين جنوب مصلى باب الرحمة وشمال البوابات العملاقة للمصلى المرواني، وهي ما يطلق عليها عند تلك الجماعات اليهودية “البستان الشرقي”، بحسب قولهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى