قد ترفض حماس أي وساطة أخرى غير وساطة قطر، الوساطة يجب أن تكون برضا الطرفين، والرفض الإسرائيلي للوساطة القطرية ومهاجمتها يعني أن الاحتلال الإسرائيلي لا يريد وسيطا محايدا نزيها، بل يريد أداة تضغط على شعبنا الفلسطيني وعلى المقاومة، وهذا ما لا يقبله أحد.
كل هذا يأتي في سياق استهداف إسرائيلي واضح لدور قطر في الملف الفلسطيني بشكل عام
رحّبت الولايات المتحدة الأمريكية ومدحت ردَّ حماس على الورقة الفرنسية في مارس الماضي واعتبرته ممهِّداً للهدنة.
اليوم ترفض هذا الرد نفسه وتحمل حماس -ظلما- المسؤولية، لتعفي المجرم الإسرائيلي من مسؤوليته بإفشال التهدئة، مما يظهر مجدداً ازدواجية المعايير الأمريكية وتناقض الموقف واختلافه، فواشنطن لم تعد تصلح للتدخل في القضية الفلسطينية، لأنها لم تعد قادرة على قيادة العالم أو التدخل بقضاياه، وربما تخسر خسراناً كبيراً مع الاحتلال الإسرائيلي، وأمّا بايدن فإنّه سيدفع ثمناً كبيراً في الانتخابات القادمة بسبب مراوغته وانحيازه لوحشية وإجرام الاحتلال، فهذه الإدارة مشاركة بسفك كل قطرة دم تنزف في غزة وتتحمل كامل المسؤولية.
إذا راهن الاحتلال الإسرائيلي على أنّ إطالة أمد العدوان وسفك الدماء وارتكاب المزيد من المجازر سيثني شعبنا الفلسطيني أو يهزمه فهو واهم، وإذا راهنت إدارة بايدن على اللوبي الصهيوني في انتخاباتها القادمة فهي واهمة، العالم يتغير، ونجم أمريكا إلى أفول وحماس تخرج من هذه الحرب أقوى بكثير مما كانت قبلها، وشعبنا على طريق التحرير والعودة والتغيير قادم لا محالة.
ما تريده حماس اليوم واضح: هدنة توقف الحرب والعدوان بكافة أشكاله، انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وإعادة الإعمار وإغاثة شعبنا الفلسطيني، وما يريده نتنياهو والاحتلال الإسرائيلي إطالة أمد العدوان للهرب من استحقاقات محاسبة قادة الاحتلال، وعلى رأسهم نتنياهو ومجلس حربه. تقف معهم في ذلك إدارة بايدن المترهِّلة ومع ذلك فالخسران الكبير سيكون من نصيب إسرائيل رغم توحشها، وهي تغذُّ الخُطا، ومن معها من قوى الشر صوب نهايتها.