مسؤول: الحوار التركي العربي أفضل وسيلة لتحقيق العدالة لفلسطين

شدد نائب وزير الثقافة والسياحة التركي سردار جام، الإثنين، على أهمية الحوار التركي – العربي، كأفضل وسيلة لتحقيق السلام والازدهار الإقليمي، وتحقيق العدالة في قضايا المنطقة وعلى رأسها فلسطين والقدس.

جاء ذلك في مقابلة أجراها المسؤول الثقافي التركي مع رئيس تحرير وكالة “أخبار البلد” الأردنية، الكاتب خليل العسلي، المقيم في القدس.

وفي الشأن الداخلي، قال “جام” إن نظام الحكم الرئاسي الجديد أثبت أنه مفيد للغاية لتركيا، مشيرًا أن محمد نوري إرسوي، رجل الأعمال التركي الناجح والشخصية البارزة، شغل منصب وزير الثقافة والسياحة نتاجاً لهذا النظام.

وتابع: “الدكتور إرسوي عمل منذ توليه منصبة مستنداً على خبراته الواسعة ورؤيته الممتدة لسنوات من قلب قطاع الثقافة والسياحة من جهة، والتسهيلات التي يوفرها النظام الجديد من جهة أخرى، بهدف بناء أساس يمكن البلاد من تنفيذ مشاريع تساهم في تحقيق الازدهار والسلام الإقليمي”.

القدس أولا

وأكد نائب وزير الثقافة والسياحة التركي أن “القدس قضية حساسة ومقدسة لتركيا قيادة وشعباً، وهي أولوية بالنسبة للرئيس رجب طيب أردوغان”.

وأعرب عن أمل بلاده في تعزيز العلاقات الثنائية مع الأردن، بصفته يتمتع بالوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى.

وشدد على “أهمية توطيد العلاقات المشتركة بين الدولتين الهامتين في المنطقة، بهدف خدمة المسجد الأقصى وتقديم الدعم اللازم لفلسطين وشعبها”.

ونوّه أن “أنقرة على استعداد لتقديم كل المساعدة الممكنة للأردن في هذا الاتجاه، علماً أن بلاده تواجه صعوبات فيما يتعلق بعلاقاتنا مع إسرائيل”.

وأشار إلى أن تركيا هي أول دولة إسلامية بدأت علاقات دبلوماسية مع الأردن عام 1949.

وشدد على “أهمية أن تدير الدولة الشقيقة الأردن شؤون المسجد الأقصى، ونحن مستعدون للتعاون وتقديم المساعدة المطلوبة لإعادة الإعمار، أو أي دعم آخر بهدف تعزيز دور أوقاف القدس الإسلامية”.

وحول التعاون المستقبلي، قال جام: “نسعى لتعميق العلاقات المشتركة مع الجهات الأردنية المختصة، وإن شاء الله سنزور الأردن، أو ندعو الوزراء الأردنيين إلى بلادنا لبحث سبل حماية المسجد الأقصى”.

وأضاف: “عندما كنت رئيسا لوكالة التنسيق التركية تيكا، قمت بعدة زيارات للعاصمة الأردنية عمان، وكان آخر هذه الزيارات بصفتي عضوا في وفد الرئاسي التركي”.

و”سيتم تتويج هذه الزيارات الرامية إلى التعاون بين المؤسسات التركية والأردنية، بتوقيع الوثائق القانونية لتجسيد شكل ومضمون هذا التعاون الذي يصب في النهاية بمصلحة المسجد الأقصى وإخواننا الفلسطينيين”، بحسب المصدر المتحدث.

وأضاف المسؤول التركي أن “توقيع بروتوكول تحديث المتحف الإسلامي في مجمع الأقصى، مثال جيدًا لتجسيد التعاون المرتقب”.

وأشار إلى أن توقيع المزيد من الوثائق القانونية المذكورة ستكون دليلا قاطعا يدحض التفسيرات الخاطئة لأسباب ونتائج هذا التعاون بين البلدين، مؤكدا أن الخطابات المضللة حول التعاون التركي – الأردني من شأنها أن تضر بالقدس والشعب الفلسطيني”.

اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي

وحول وجهة النظر التركية بشأن التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، قال جام: “ردنا سهل للغاية: لا توجد مبادرة سلام أو اتفاق في المنطقة يزعجنا، وبدلاً من ذلك عملنا دائمًا على تحسين السلام الإقليمي.. إنه في الواقع ما تدعو إليه تركيا بشكل دائم”.

وأضاف: “رغم أن المعاهدة تسمى اتفاقيات أبراهام أي اتفاقية السلام، إلا أننا نعلم حقوق فلسطين وآمالها لا يمكن أبداً استبعادها.. ولو كانت الدول المذكورة صادقة في نيتها بإحلال السلام في المنطقة، فإن أول شيء يجب أن يأخذ بعين الاعتبار هو التعامل بشكل عادل”.

وأكد أنه “باعتباره مواطن تركي، يرى أنه لا يوجد في هذا الاتفاق ما يثير الدهشة، حيث أن ما تم عرضه من وراء الكواليس لفترة طويلة نسبيًا، يتم عرضه على خشبة المسرح عبر إعلان رسمي”.

“ومع ذلك، أعتقد أن كلمة سلام هنا تستحق اهتمامًا خاصًا، لقد شهدنا منذ فترة طويلة تداولًا سريعًا لهذه الكلمة في المنطقة، إلا أنها للأسف على وشك أن تفقد معناها وقيمتها، بسبب الأمثلة السيئة للتناقض بين الخطابات وما يحدث على أرض الواقع”، بحسب نائب الوزير التركي.

وتابع موضحًا أن بلاده لطالما كانت جادة وصادقة في سعيها لتحقيق السلام مع جميع الدول، محذرة جميع الأطراف من النتائج الوخيمة لهذا التناقض.

العلاقات التركية الأردنية

وعلى صعيد متصل، قال جام: “ما لاحظته هو أن الأردن لديه قيادة حكيمة، ذات خبرة واسعة مستمدة من تاريخ البلد العريق وموقعه الجغرافي الاستراتيجي الهام الذي يصل بين الشرق والغرب من جهة، وبين إسرائيل وفلسطين من جهة أخرى”.

“ومن هنا، تأتي أهمية تعميق التعاون وتوسيع نطاق العلاقات التركية – الأردنية، والتي بدورها ستعود بالنفع على البلدين الشقيقين، وعلى فلسطين والقدس بآن واحد”، بحسب المتحدث.

تركيا والعالم العربي

وعن علاقة تركيا بالعالم العربي، قال: “إننا جيران، أينما كنت في العالم العربي، في عمان أو الرياض أو أبو ظبي، يمكنك الوصول إلى إسطنبول في غضون ساعات قليلة والعكس صحيح.. نشترك عبر العصور ببيئة جغرافية واجتماعية وثقافية واحدة”.

وأوضح أن “مشاكل المنطقة تؤثر سلباً علينا جميعا.. نحن منغمسون في قضايانا الإقليمية، في الصراع والقتال، بينما يعاني العالم من مشاكل عالمية أوسع.. إذا توقفنا للحظة وفكرنا، سنرى أن مشاكلنا صغيرة مقارنة بما يحدث في العالم، وأن حل مشاكلنا الإقليمية أسهل مما نعتقد”.

وتابع قائلاً: “مع ذلك، فإن المشاكل مع القوى العظمى مثل الصين والولايات المتحدة وروسيا يجب النظر إليها بحذر شديد”.

كما أعرب عن أسفه أن “هذه القوى العظمى تعمل على إثارة الفوضى في منطقة البحر المتوسط، حيث تتنافس روسيا مع الاتحاد الأوروبي والصين في سباق مع الولايات المتحدة، وبالتالي تخضع الساحة الدولية لتغييرات سريعة، وهو وضع لا يمكن اعتباره إيجابيًا لأحد”.

“وبالتالي ينبغي أن تبذل دول المنطقة جهودًا كبيرة لفهم جيرانها، كي تصبح قادرة على تطوير نهج وسياسات مشتركة”، بحسب المتحدث.

أهمية الحوار

وأما عن أهمية الحوار، اعتبر المسؤول التركي أنه “الوسيلة الوحيدة لتحقيق السلام والازدهار والعدالة”.

وأشار أن “هناك بعض الجماعات والقوى التي تحاول حجب قنوات حوار تركيا مع العالم، وخاصة مع جيرانها.. تنتج هذه العناصر على مر السنوات الماضية أخبار معادية لتركيا وللرئيس رجب طيب أردوغان وإدعاءات كاذبة ملفقة لا أساس لها من الصحة”.

وأردف: “جميع هذه الأخبار والمقالات تنتج في مركز واحد بواسطة عناصر من منظمة فتح الله غولن، وداعميهم المحليين والأجانب، ويتم توزيعها على بلدان مختلفة بلغات مختلفة عبر وسائل الإعلام الخاصة بها أو التابعة لها القنوات”.

وتقول هذه الإدعاءات – بحسب سردار جام- إن الحكومة التركية تعمل على تغيير الأهداف لإنشاء أجندة عثمانية جديدة، في محاولة من تلك المجموعات الإرهابية لإضعاف قدرة تركيا على تطبيق مساعيها الرامية لإحلال السلام والازدهار الإقليمي.

واختتم حديثه بالقول إن “المنظمات الإرهابية وبعض القوى التي لها أهداف مماثلة للمنطقة تريدنا ألا نحافظ على علاقات جيدة فيما بيننا.. يحاولون في دعايتهم أن يشغلوا عقول شعوبنا عن تحقيق الأهداف الكبيرة مثل تنمية الاقتصاد والازدهار.

Exit mobile version