واصلت جرافات مستوطنو “اريئيل” تجريف أراضي واد عبد الرحمن وشقت طرقاً جديدة، وقلعت الأشجار والسلاسل الحجرية.
وذكرت مصادر محلية، أن التجريف طال أراضٍ زراعية ورعوية وحقول زيتون، وأشجار حرجية وغيرها.
وأكدت أن التجريف هو لصالح بناء شقق ومباني سكنية، ومباني تتبع كلية طب جامعة مستوطنة “اريئيل” وبنى تحتية لها.
ومنذ بداية العام الجاري، نفذ المستوطنون 290 هجومًا على فلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، 230 منها تسببت في أضرار بالممتلكات، و60 منها أوقعت إصابات بين المواطنين، وفق معطيات للأمم المتحدة.
وأمس الأربعاء أقدمت آليات الاحتلال على هدم سوق فلسطيني في البلدة القديمة من مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
وقالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، التابعة لمنظمة التحرير، في بيان مقتصب، إن “جرافات إسرائيلية شرعت الأربعاء بهدم أجزاء من (سوق) الحسبة القديمة بمدينة الخليل”.
وأضافت: “يأتي الهدم تلبية للرغبات والمشاريع الاستيطانية في البلدة القديمة لصالح التوسع الاستيطاني”.
ونقلت وكالة الأناضول عن الناشط في تجمع “المدافعين عن حقوق الإنسان” (غير حكومي)، عماد أبو شمسية، قوله إن هذه العمليات تمثل مجزرة.
وقال إن “السلطات الإسرائيلية تسعى لتغيير معالم مدينة الخليل القديمة، عبر البناء الاستيطاني وهدم المباني القديمة”، مضيفا: “يوما بعد يوم، تفقد الخليل القديمة طابعها العربي والإسلامي القديم، لصالح مبان استيطانية”.
وكان سوق الجُملة (الحسبة) يختص ببيع الخضار، قبل أن تغلقه سلطات الاحتلال أمام الفلسطينيين عقب مجزرة الحرم الإبراهيمي التي نفذها المستوطن باروخ غولدشتاين في 25 شباط/ فبراير 1994، وأسفرت عن استشهاد 29 مصلياً فلسطينيا وإصابة 125 على الأقل.
وفي كانون الأول/ ديسمبر 2019، قالت القناة 13 العبرية إن الحكومة الإسرائيلية قررت هدم مباني السوق (يملكها فلسطينيون)، وبناء متاجر جديدة مكانها، مع الحفاظ على الحقوق الفلسطينية في الطوابق الأرضية، دون مزيد من التوضيح.
وفي حينه، قال رئيس بلدية الخليل، تيسير أبو سنينة، إن “السوق ملك لبلدية الخليل، وتملك كل الأوراق الخاصة بذلك”، مشيرا إلى أن البلدية “ربحت قضايا رفعتها على سلطات الاحتلال بشأن السوق”.
وتابع: “لدينا عدة قرارات من محاكم إسرائيلية تقضي بملكية السوق، وأخرى بفتحه، لكن الاحتلال يتذرع بدواع أمنية”.
وقُسّمت الخليل، بحسب اتفاق الخليل (بروتوكول الخليل)، في 17 يناير/ كانون الثاني العام 1997، بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال، إلى منطقتي H1 وH2، أعطيت دولة الاحتلال بموجبه سيطرة كاملة على البلدة القديمة من الخليل وأطرافها.
وفي2017، سجلت فلسطين البلدة القديمة في الخليل ومسجد الحرم الإبراهيمي على قائمة التراث العالمي، وعلى قائمة التراث العالمي “المهدد بالخطر”.