بتوقيت القدس

مستوطنون يقتحمون الأقصى .. ومخطط تهويدي جديد لساحة البراق

اقتحم مستوطنون، اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأفادت مصادر محلية، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا “الأقصى”، عبر باب المغاربة، بمجموعات استفزازية، ونفذوا جولات في باحاته.

وأطلقت جماعات “الهيكل المزعوم” برعاية المتطرف “موشيه فيجلن”، صاحب سجل الاعتداءات المتكررة على الأقصى والمرابطين، يوم أمس، دعوات لاقتحام الأقصى.

وفي الوقت الذي تسمح فيه قوات الاحتلال للمستوطنين باقتحام “الأقصى”، تشهد القدس القديمة وبواباتها إجراءات عسكرية مشددة تتمثل بالتفتيش الدقيق للمواطنين والمصلين والاعتداء على بعضهم.

في السياق ذاته، تعمد سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى تنفيذ مخطط تهويدي جديد لساحة البراق الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك، ضمن مشاريع الاحتلال لإحكام سيطرته على الأقصى ومدينة القدس المحتلة.


وحول تفاصيل وخطورة هذا المخطط، أوضح عضو لجنة الدفاع عن حي البستان وسلوان والباحث المختص بشؤون القدس، فخري أبو دياب، أن “الاحتلال يخطط لتوسعة المنطقة الجنوبية لساحة البراق، وخاصة من الجهة الجنوبية لجسر المغاربة الذي يبدأ في ساحة البراق وينتهي إلى باب المغاربة المفضي إلى داخل المسجد الأقصى”.

تهويد وسيطرة


وأضاف أن “اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى تجري من خلال باب المغاربة، وهو يقع تحت سيطرة قوات الاحتلال بالكامل، ولا تملك دائرة الأوقاف مفاتيحه ولا أي صلاحية عليه”.


ولفت أبو دياب إلى أن “سلطات الاحتلال تسعى لتسوية هذه المنطقة وتوسيعها من أجل إتاحة الفرصة لمن يطلق عليهم الإصلاحيين غير المتدينين ونسائهم، لأداء صلوات تلمودية، علما بأن الحريديم (المتشددين اليهود) يرفضون وجود هؤلاء معهم في النصف الشمالي من حائط البراق الإسلامي؛ وذلك لأنهم يقبلون الاختلاط ولا يمنعون النساء من حمل التوراة”.


وذكر أن الصراعات بين الطوائف اليهودية سالفة الذكر، “جعلت المؤسسة الرسمية الإسرائيلية تعمل على فصلهم وتوسعة المكان لأداء الإصلاحيين طقوسهم التلمودية، علما بأن المكان الذي يعمل الاحتلال على تهويده هذه المرة، يقع بمحاذاة الزاوية الجنوبية الغربية لسور المسجد الأقصى، وتعتبر هذه المنطقة تكملة للقصور الأموية”.


ونوه إلى أن “المنطقة المستهدفة تبلغ مساحتها نحو 950 متر مربع، وتبدأ من جسر المغاربة جنوبا حتى باب المغاربة الذي يقع ضمن سور البلدة القديمة لمدينة القدس، وسيتم تهيئة هذا المكان الذي هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، من أجل قيام هذه الطائفة بأداء طقوسهم التلمودية”.

ونبه المختص إلى أن “المنطقة الجديدة التي يعمل الاحتلال على تهوديها، هي ضمن الوصاية الهاشمية، لأنها جزء من المسجد الأقصى، وتنص الاتفاقية الدولية والاتفاقية بين الأردن والاحتلال، على أن رعاية المقدسات في القدس هي ضمن صلاحيات المملكة الهاشمية”.


استهداف الهوية


وأعتبر أن “ما تقوم به سلطات الاحتلال، هو جزء من الصراع على الهوية في مدينة القدس المحتلة، فالاحتلال يريد إحاطة البلدة القديمة وتحديدا المسجد الأقصى وتغيير معالم وطبيعة تلك المنطقة الملاصقة للأقصى وفرض واقع تهويدي عليها، وجعلها بصبغة يهودية لإحكام إغلاق محيط الأقصى، حيث قام ببناء الكثير من الكنس حول الأقصى”.


وأفاد أبو دياب، بأن “هناك العديد من الأنفاق التهويدية تحت الأرض، التي تسير من منطقة سلوان وعين سلوان وصولا إلى أسفل ساحة البراق”، مؤكدا أن “الاحتلال يسعى جاهدا إلى تغيير الوجه الحضاري والإرث التاريخي والإنساني لمدينة القدس المحتلة، وخاصة في هذه المنطقة”.


ولفت إلى أن “مطامع الاحتلال لا تقف عند هذا الحد، بل إنه يخطط لتقسم المسجد الأقصى مكانيا، ودائما ما يحاول إلصاق جميع مشاريعه التهويدية في المسجد الأقصى وفي أسواره، كي يسهل عليه فيما بعد فتح بوابات أو الاستيلاء على أسطح المباني الملاصقة لهذه الأسوار، تمهيدا للسيطرة على الأقصى واقتطاع جزء منه، لإقامة الهيكل المزعوم”.


وتعاني مدينة القدس، وخاصة المسجد الأقصى المبارك، من انتهاكات إسرائيلية متواصلة ومتصاعدة، تشمل تواصل اقتحام الأقصى واعتداء قوات الاحتلال وقطعان مستوطنيه على المقدسيين؛ بالقتل والاعتقال وهدم بيوتهم، ومنعهم من ترميمها أو تطويرها، إضافة إلى اعتماد سياسية سحب الهويات من المقدسيين وإبعادهم عن الأقصى والقدس، وفرض الضرائب عليهم، إضافة إلى محاولة تهويد التعليم وضرب كل ما يمكن أن يساهم في صمود أهل هذه المدينة المحتلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى