اقتحم عشرات المستوطنين، صباح اليوم الإثنين، المسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال “الإسرائيلي” على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدَّوا طقوسا تلمودية. ونشرت قوات الاحتلال عناصرها في باحات الأقصى وعند أبوابه، وذلك لتأمين اقتحامات المستوطنين والتضييق على حركة تنقل الفلسطينيين في ساحات الحرم. ويُصعد الاحتلال ومستوطنوه، من استهدافهم للأقصى، ضمن مساعيهم لتهويده وتقسيمه زمانيا ومكانيا، إذ شرعت “منظمات الهيكل” المزعوم بحملة لحشد أكبر عدد ممكن من المستوطنين لتنفيذ اقتحامات واسعة وجماعية للمسجد خلال موسم “الأعياد” اليهودية، والذي يعد الأطول هذا العام، اعتبارا من منتصف سبتمبر/ أيلول الحالي. في المقابل، يواصل المقدسيون دعواتهم للحشد والرباط الدائم في القدس والمسجد الأقصى، لإفشال مخططات الاحتلال والمستوطنين التهويدية. ويحتفل المستوطنون بـ “رأس السنة العبرية” في الخامس عشر من سبتمبر الحالي ويستمرُ ليومين، يليه “عيد الغفران” في الرابع والعشرين من سبتمبر، ويستمرُ لأسبوع، ثمّ “عيد العرش” في التاسع والعشرين من سبتمبر ويستمر ليومين. وتحاول جماعات الهيكل خلال الأعياد اليهودية، فرض وقائع جديدة في القدس، من خلال أداء المستوطنين طقوسًا تلمودية، أبرزها الصلوات والدعاء والصوم وذبح القرابين والنفخ في البوق وغيرها. ويقودُ هذه الأعياد حاخامات يمينية متطرفة في تصعيد كبير للحرب الدينية على أقدس المقدسات الإسلامية في فلسطين، بدعم غير مسبوق من حكومة الاحتلال. وتأتي هذه الأعياد في ذروة صعود تيار الصهيونية الدينية وجماعات الهيكل التي تشكل واجهة هذا التيار في العدوان على المسجد الأقصى المبارك. وتصعد حكومة الاحتلال ممارساتها ضد المقدسيين تحت حجة “العبادة اليهودية”، في ظل تصاعد أداء الطقوس الدينية التوراتية بحماية قوات الاحتلال.