وجّه خالد مشعل رئيس حركة “حماس” في الخارج، التحية إلى أبطال فلسطين الذين جعلوا بعملياتهم البطولية وحمايتهم للأقصى، للمسجد قيمة حقيقية في قلوبنا.
وقال مشعل خلال ندوة بعنوان “المسجد الأقصى ومكانته لدى الأمة”،على هامش معرض رمضان للكتاب في العاصمة القطرية الدوحة، مساء السبت: أبطال القدس يشكلون طليعة الأمة في حماية الأقصى، ويجعلون للأمة سببا للفخر والاعتزاز بالمسجد المبارك.
وأضاف: “تخيلوا لو ذُبحت القرابين عند قبة الصخرة وعلى عتبات الأقصى، فأي كلام نستطيع الحديث به عن الأقصى ومكانته.
اتصالات وقف التصعيد
وكشف مشعل أن وزير الخارجية القطري اتصل برئيس المكتب السياسي للحركة (إسماعيل هنية) وأخبره بأن الاحتلال لا يريد التصعيد، وأخبرناه بأن غزة لا تريد التصعيد، لكن لها مسؤولياتها، ويجب وقف التصعيد في القدس.
وقال: هنية أخبر وزير الخارجية القطري بأنه ممنوع ذبح القرابين في الأقصى، وممنوع اقتحام مخيم جنين، ويجب الإفراج عن معتقلي الأقصى.
ودعا مشعل إلى الاحتشاد في صلاتي الفجر والتراويح يوم غد الأحد تضامنا مع فلسطين.
وقال: يجب على القوى والأحزاب والمؤسسات الإعلامية والحملات الرقمية تفعيل الضغط السياسي لنصرة قضية فلسطين.
ودعا إلى تسخير الفعاليات الثقافية والإعلامية لتحشيد الأمة لنصرة قضية فلسطين “فنحن في مرحلة فاصلة تاريخيا يحاول فيها العدو بسط سيطرته الدينية على المدينة المقدسة”.
تقسيم الأقصى
وقال مشعل إن الاحتلال تراجع عن مخططاته مؤقتا بفعل توحد الشعب الفلسطيني ومقاومته، وبفعل أيضا الضغوط السياسية.
وأوضح مشعل بأن الاحتلال لديه مخطط لبسط سيطرته الدينية على المسجد الأقصى وتقسيمه مكانيا وزمانيا، وذروة هذا المخطط ذبح القرابين على عتبات قبة الصخرة، لكن شعبنا ومرابطينا أفشلوا هذا المخطط.
وأضاف مشعل أن الاحتلال حاول عزل غزة واستغلال الانقسام الفلسطيني، والقمة المؤسفة في النقب، وطعن بعض العرب لقضية فلسطين، وظن العدو أنه استفرد بالشعب الفلسطيني، ومن هنا وقع العدو في الفخ، لكن شعبنا توحد في ساحة المعركة.
وشدد القائد الفلسطيني على أن الاحتلال لن ينجح في مخططه لتقسيم المسجد الأقصى المبارك، كما فعل بالمسجد الإبراهيمي في الخليل.
وأشار إلى أن الاحتلال لديه أجندة تهويدية في المسجد الأقصى، وهو يستغل الأحداث لتنفيذها.
وقال مشعل: إن الاحتلال دمر خيار “حل الدولتين”، وأغلق باب الحوار السياسي، وحاول عزل غزة عن الضفة.
زعامة الأمة
وشدد القيادي مشعل على أن زعامة الأمة الإنسانية أعلنت في المسجد الأقصى المبارك، عندما صلى النبي محمد بجميع الأنبياء، فللأقصى مكانة ترتبط بديننا وتاريخنا.
وأشار مشعل إلى أن الشواهد الدينية والتاريخية للمسجد الأقصى عكست في عدة جوانب أهمها الجانب العلمي والشرعي، فكان منارة لعدة علماء عبر تاريخنا.
وقال: ما زال أهل فلسطين لهم الشرف في الجهاد لمدة 100 عام يقاتلون الاستعمار الحديث، ويدافعون في المعركة الأساسية عن القدس والأقصى.
وأضاف “ما أجملها من طاعة يصوم أهل فلسطين ويرابطون ويعتكفون في مسجدهم ويحمونه”.
ونبه إلى أن جهاد أهل فلسطين مربوط بالعلم، ويستقون من سيرة الصالحين وهم جيل النصر بإذن الله.
المواقف الرسمية ولكن
وأضاف “هذه المرة كانت المواقف الرسمية تجاه قضية القدس جيدة، لكن البعض غاب”.
وتابع “ما زلنا نرى في الأمة خيرا ونحث الأنظمة والحكومات والقادة والشعوب الكريمة على التعبير عن الضمير الحي تجاه القدس والأقصى”.
وأشاد بمواقف الأزهر الشريف ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي لإدانتهم اقتحام الأقصى.
وثمن مواقف الدوحة من القضية الفلسطينية، قائلاً: “مواقف قطر البعيدة جغرافيا مشرفة ولم تخذلنا يوما في دعم قضيتنا”.