مشعل: المقاومة تدافع عن أرضها ومقدساتها ودعمها ليس فقط لحماية غزة بل للأمن القومي العربي ككل

أكد خالد مشعل، رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج، أن عملية “طوفان الأقصى” أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة وأحبطت مخططات هدم المسجد الأقصى، فضلاً عن وضع “إسرائيل” في مأزق وكشف وجهها القبيح للعالم. وأشار مشعل، في مقابلة مع تلفزيون “العربي”، إلى أن ما حققته “إسرائيل” خلال عام كامل من العدوان على غزة هو مجرد “إنجازات تكتيكية”، بينما مُنيت بخسائر استراتيجية كبيرة، خصوصاً على الساحة الدولية.

وشدد مشعل على أن الشعب الفلسطيني دفع ثمناً باهظاً بعد عملية “طوفان الأقصى”، في إشارة إلى حرب الإبادة التي تُشن على غزة، ولكنه أكد أن العملية أحدثت “تغييرات استراتيجية”. واعتبر أن الحرب التي يخوضها الفلسطينيون ضد الاحتلال هي حرب دفاعية، مشيراً إلى أن المقاومة فرضت عليهم بسبب وجود الاحتلال، وأنها وسيلة وليست غاية. وأضاف: “الشعب الفلسطيني منذ مئة عام بين انتداب بريطاني واحتلال صهيوني، والمقاومة هي الرد الطبيعي على ذلك”.

لقاء حماس وفتح في القاهرة

أوضح مشعل أن اللقاء بين حركتي حماس وفتح في القاهرة يهدف إلى تقريب المواقف، معرباً عن الأمل في أن يفضي الاجتماع إلى توافق بين الفصيلين الكبيرين. وقال: “لا نقبل أي تدخل خارجي، سواء من الصهاينة أو غيرهم، في ترتيب بيتنا الفلسطيني. القرار فلسطيني بحت، والعرب يقدمون المساعدة مشكورين، لكن القرار يجب أن يكون وطنياً”.

“إنجازات تكتيكية وخسائر استراتيجية”

وصف مشعل ما حققه الاحتلال الإسرائيلي خلال فترة العدوان بـ”الإنجازات التكتيكية”، مضيفاً أن “العدو قد يكون سجل بعض الأهداف، وقام بعمليات عسكرية واغتال بعض القادة، ولكن كل هذه الأمور لا تتعدى الإنجازات التكتيكية”. وبيّن أن الخسائر الحقيقية لإسرائيل ليست اقتصادية فقط، بل تتمثل في فقدانها للدعم الدولي. وأكد أن الرأي العام العالمي، خصوصاً في الجامعات الأمريكية والأوروبية، بدأ يتغير لصالح القضية الفلسطينية.

وأشار مشعل إلى أن “إسرائيل”، التي كانت تفخر بخوضها حروباً خاطفة، تجد نفسها الآن عاجزة عن تحقيق أهدافها بعد عام كامل من العدوان على غزة. وأضاف: “قد تكون إسرائيل قادرة على الضرب في كل مكان، لكن هذا لا يعني أنها قوية أو أن لها مستقبلاً”.

المقاومة وتماسك الشعب

أكد مشعل أن المقاومة في غزة ليست منفصلة عن حاضنتها الشعبية، مشيراً إلى أن كل مقاتل له عائلة وبيت ومنطقة، وأن الشعب الفلسطيني يضحي بأرواحه من أجل وطنه ودينه ومقدساته. وشدد على أن حركة حماس تعمل على إدارة مفاوضات عبر وسطاء لوقف العدوان على غزة، مشيراً إلى أن المقاتلين أطلقوا “طوفان الأقصى” لإعطاء الأمل لشعبهم.

مفاوضات وقف إطلاق النار

أشار مشعل إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من عطل مسار المفاوضات، مؤكداً أن حركة حماس لم تقصر في جهودها لوقف العدوان وإغاثة الحاضنة الشعبية. وأضاف أن الوسطاء والإدارة الأمريكية كانوا على علم بالوثيقة التي قُدمت في 2/7، لكنها تعطلت بسبب تعنت نتنياهو ورغبته في مواصلة الحرب.

دور الدول العربية

أكد مشعل أن المشروع الصهيوني يشكل تهديداً للأمن القومي العربي، مشيراً إلى أن بعض الدول قدمت مساعدات مالية وإغاثية، بينما لعبت أخرى دوراً في محاولة وقف العدوان. لكنه شدد على أن المعركة مع إسرائيل ليست سياسية فقط، بل هي معركة عسكرية وإبادة جماعية. وطالب الدول العربية بدعم قوى المقاومة قائلاً: “لا أطلب من الدول العربية أن تتدخل بجيوشها، ولكن ادعموا المقاومة للدفاع عنكم”.

وأضاف مشعل أن أي دولة تنتصر لفلسطين هي في الوقت ذاته تنتصر لنفسها ولشعبها، مؤكداً أن “إسرائيل” لا تستطيع أن تقاتل الأمة كلها. وختم قائلاً: “هذه معركتنا جميعاً، وعندما نقف جميعاً معاً سنهزم إسرائيل”.

Exit mobile version