مشعل: انطلاقة حماس شكلت نقلة في طريق المقاومة بفلسطين
أكد رئيس حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بالخارج خالد مشعل أن محطة التأسيس لانطلاقة حماس شكلت نقلة تاريخية على طريق المقاومة في فلسطين، وكتائب القسام باتت الآن جيشا لكل فلسطين، وسندا للقدس والأقصى والضفة والداخل والشتات.
وأضاف مشعل في كلمته في مهرجان حركة حماس المركزي في مدينة صيدا جنوب لبنان بعنون “آتون بطوفان هادر”: “نقف اليوم وفاء لمؤسسي حركة حماس وروادها، نسير على هداهم، ولا ننسى فضلهم، ونوجه التحية لأرواح من قضى منهم، والتحية لمن بقي بيننا حتى الآن”.
وأكد مشعل التمسك بالثوابت، الأرض هي كل فلسطين، والقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وحق العودة، والمقاومة، وعمق الانتماء للأمة، والحرية للأسرى، هذه ثوابتنا وقضايانا وهمومنا.
وأكد التمسك نتمسك بهذه القيم والمبادئ والثوابت والحقوق، ولن نتخلى عنها، مهما كانت التحديات.
فلسطينيو لبنان
وقال إن تاريخ فلسطينيي لبنان الطويل في مقاومة الاحتلال، ويشهد أنهم سيظلون جزءًا من مسيرة المقاومة التحرير.
وأضاف مشعل أن شعبنا الفلسطيني في لبنان الذي اضطر إلى اللجوء، ما زال قلبه مع فلسطين، ويتطلع إلى العودة إليها.
وتابع: نستحضر نموذج الوحدة الوطنية التي يحرص عليها الفلسطينيون في مخيمات لبنان، وأتمنى أن ينتقل هذا النموذج إلى كل الساحات الفلسطينية في الداخل والخارج.
وأوضح مشعل أن حركته لا تنسى أحوال المخيمات الصعبة، وهذه المعاناة هي همنا ومعاناتنا، ولا ندخر أي جهد للتخفيف من هذه المعاناة.
وأشار إلى أن المعاناة ما زالت مستمرة، لكن روح التكافل والتضامن بين فلسطينيي لبنان مفخرة لنا جميعا.
وحيا لبنان المقاومة والأصالة والحيوية في إعلامه وصحافته وحيويته وثقافته وانتمائه لأمته، ونشكره على احتضان شعبنا.
وقال: شعبنا وفيّ لكل من يحتضنه في لبنان ودول الطوق والشتات، حريصون على أمن لبنان ووحدته واستقراره، ولا نتدخل في شؤونه، ونتمنى للبنان الخير وأن يخرج من محنته وأن يستعيد دوره.
ومضى قائلًا: يا قادة لبنان، نريد للشعب الفلسطيني بينكم أن يعيش حياة كريمة، ليس للاستقرار والتوطين، ولكن لتعزيز الصمود والتقوّي على النضال من أجل تحرير فلسطين.
الحكومة الصهيونية المتطرفة
وفي السياق، قال مشعل إن الحكومة الصهيونية الجديدة تعج باليمين الديني والقومي الأكثر تطرفا في تاريخ الكيان.
وأوضح أن “إسرائيل” تظن أنها بحكومتها المتطرفة سوف تنهي قضيتنا، لكن شعبنا العظيم بأصالته ووحدته يستطيع أن يحول هذا التحدي إلى فرصة، فكل مشاريع التسوية هزمت، وآخرها صفقة القرن.
واشار إلى أن فلسطين المباركة تلفظ الغزاة ولا تصبر عليهم، وشعبنا قادر على هزيمة الاحتلال وحكومته الجديدة الفاشية.
وأمضى قائلا: “نستطيع التعامل مع عناويننا الفلسطينية الكبرى بروح جديدة في ظل التحدي بوجود حكومة صهيونية متطرفة جديدة”، موجها الشكر لأمتنا والدول والشعوب والقوى التي حاولت أن تسهم في إنهاء الانقسام وبناء الوحدة الوطنية.
استعادة الوحدة على 4 أسس
وأكد مشعل أن التحدي الذي يفرضه الكيان بحكومته الفاشية، يفرض علينا جميعا قرارا شجاعا وسريعا لاستعادة وحدة الشعب الفلسطيني، موضح أننا نحتاج أن تكون وحدتنا مؤسسة على روح الشراكة في المسؤولية والقرار، ولا وحدة وطنية بالاستئثار والتفرد.
وأشار إلى أن حماس تريد روح الشراكة في الميدان والقيادة والقرار على أسس ديمقراطية، وعلى أساس برنامج موحد لمقاومة الاحتلال، وكفى تجريبا وبحثا عن مفاوضات ومبادرات أمريكية أو غربية.
وأكد على حق المقاومة أدركه أجدادنا وجيل التأسيس في الثورة الفلسطينية، وكل الشعوب المحتلة حتى أصبح قانونا إنسانيا.
وقال قائد حماس بالخارج: “لاستعادة الوحدة الوطنية بشكل جاد علينا تأسيسها على 4 قواعد هي، روح الشراكة بالقرار، والاستناد لبرنامج المقاومة بأشكالها كافة، وبساطة الرؤية السياسية وعدم انتقاصها من حقوقنا، وتحشيد شعبنا والأمة والأصدقاء نحو قضيتنا العادلة”.
رؤية للتحرر
وفي السياق قال مشعل: نريد رؤية سياسية للتحرر الوطني والتخلص من الاحتلال واستعادة السيادة والاستقلال، ونريد حشد شعبنا في الداخل والخارج، وحشد الأمة والعالم، لمساندة قضيتنا العادلة.
وأكد أن الحكومة الصهيونية الفاشية المتطرفة، تريد حسم المعركة في القدس والأقصى، والقدس بالنسبة لنا هي الهوية ومعركتنا المركزية، فإذا كان للعدو أجندته فلدينا ردنا ومقاومتنا.
وأضاف مشعل أن الاحتلال يستغل أعياد المسلمين والمسيحيين ليضع يده على الأماكن المقدسة في القدس ، لكننا نجدد مسيرة المقاومة في مواجهة ذلك .
ووجه التحية لكتائب القسام وكل الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة، التي أصبحت اليوم جيشا يفتخر به.
مقاومة غزة والضفة والداخل والشتات
ومضى القائد مشعل حديثه قائلا: “لا نحمل غزة وحدها المسؤولية مقاومة الاحتلال، بل غزة والضفة والداخل والشتات، كلهم مسؤولون عن مقاومة الاحتلال كل بطريقته”.
وأضاف أن آلام الأسرى تدق أرواحنا ورؤسنا، وخاصة بعد استشهاد الأسير ناصر أبو حميد ، ونقول لهم وصلتنا رسالتكم وعتبكم.
وأشار إلى أن قيادة الحركة وعلى رأسهم رئيس الحركة يدركون حجم المسؤولية في قضية الأسرى، وسيحدث الله بعد عسر يسرا.
وقال مشعل: الضفة الغربية المحتلة بعد أن أثخنت باعتداءات الاحتلال والاستيطان، والتنسيق الأمني، تدرك اليوم بأصالتها طريق المقاومة لصد كل الاعتداءات.
وأكد أن بشائر الضفة تمهد لانتفاضات وثورات ومقاومة تقتلع هذا الكيان بإذن الله.
وقال مشعل: يا إخواننا في رام الله لا تعودوا إلى الوراء، ومع التحولات الإقليمية والدولية ليس أمامكم إلا أن تعودوا إلى شعبكم وتنفضوا كل الاتفاقيات.
وأوضح أن غزة انتصرت لنفسها ولشعبها ولقدسها ولكل أرضها الفلسطينية، وهي ذخر لكل قضيتنا وشعبنا، مؤكدًا أن غزة تحتاج إلى إحياء حملات كسر الحصار، وهذا الأمر من أولوياتنا وعلى رأس اهتماماتنا.
وقال: الشتات الفلسطيني كان مفجر الثورة يوما ما، وكان يقود المعارك عبر حدود فلسطين، وكانت مخيماته ألوية للمقاومة، وكان جزءا من مسيرة التحرير، واليوم سوف يستعيد دوره في مسيرة التحرير والنضال والعودة.
فشل التطبيع
وفي سياق آخر، أكد مشعل أن أمتنا الأصيلة التي ظلت على العهد لم تغير ولم تبدل، وهي حاضنتنا وعمقنا وشريكتنا، وجاء مونديال قطر ليعيد الحقيقة إلى الواجهة.
وقال إن مونديال قطر أكد الحقيقة بأن الأمة موحدة، وتحتاج إلى مشروع وراية ونجاحات للتحرك خلفه.
وأشار مشعل إلى أن مونديال قطر أكد مركزية القضية الفلسطينية وحضورها الفاعل والقوي مما قض مضاجع الصهاينة الذين شعروا أن فلسطين هي الفريق ال33 في هذه البطولة.
وأكد أن التطبيع ثبت أنه وهم، وهو شيء مصطنع لا جذور له بين شعوبنا.
وخاطب الأنظمة الأنظمة التي سوقت للتطبيع، “اتركوا هذه البضاعة التي تبعدكم عن شعوبكم وتصنع لكم الأزمات”.
وقال: “لنا في المسرح الدولي مكانة نستطيع أن نطرقها، وعندما نقف موحدين، سيقف العالم معنا، فالعالم فيه خير، وليس كله قوى استعمارية”.
وشارك آلاف الفلسطنييين بمهرجان جماهيري حاشد في مدينة صيدا جنوب لبنان، نظمته حركة حماس في ذكرى انطلاقتها الـ35 بحضور ممثلين عن الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية، وأطياف من المجتمع الفلسطيني واللبناني.
أما منير شفيق في كلمته أثناء المهرجان فقد أكد أن اندلاع الانتفاضة وولادة حركة حماس أشعل الانتفاضة الفلسطينية.
وقال إن المعارك التي خاضتها حماس أشعلت الانتفاضة ورفعت أسهم المقاومة.
ودعا حركة حماس إلى الحفاظ على إرث المقاومة المرتفع.
أما محمد طقوش وهو الأمين العام للجماعة الإسلامية بلبنان فقد أكد أن الكيان الصهيوني إلى زوال بفعل ترابط المقاومة.
وقال في كلمته خلال المهرجان إن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة العربية والإسلامية.
واضاف أن فلسطين بالنسبة لنا هي العقيدة والدين والأخلاق، متابعًا: “نحن جزء لا يتجزأ من الأمة العربية”.
وأشار إلى أن لن يسكتوا عن حقوق الشعب اللبناني واللاجئين الفلسطينيين.
وقال: سنعمل على توفير حياة كريمة للاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان، كما وجه الشكر لمقاومتنا الفلسطينية على توحيدها للساحات.