مشعل يدعو لتتويج وحدة شعبنا في الميدان إلى وحدة سياسية
دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس في الخارج، خالد مشعل، إلى تتويج وحدة الشعب الفلسطيني في الميدان إلى وحدة سياسية.
وقال مشعل في مقابلة عبر فضائية الأقصى مساء الثلاثاء، إن المقاومة والنضال طريق التحرير والعودة، وطالما توحدنا في الميدان بقيت الوحدة السياسية، وقد نجحنا في الميدان، وعلينا أن نتوجه إلى نجاح سياسي وقيادي”.
وأضاف: “يا أيها القادة الفلسطينيون، خاصة في الرئاسة والسلطة، هذه لحظة الحقيقة، بقي أن نتوج وحدتنا الميدانية بوحدة سياسية عبر توحيد نظامنا السياسي الفلسطيني في الداخل والخارج، خاصة منظمة التحرير، وأن يصبح قرارنا السياسي والنضالي الجهادي واحدا، ونتفق على أشكال المقاومة والنضال”.
وأشار مشعل إلى أن رسالة الشعب الفلسطيني من الميدان، “متمسكون بكل الوطن الفلسطيني، ولا حلول مرحلية ولا جزئية، وفلسطين من نهرها إلى بحرها ومن شمالها إلى جنوبها، وشعبنا في الداخل والخارج، سيصنعون لوحة النصر والتحرير والعودة واستعادة القدس والأقصى”.
وشدد على أن الوطن للجميع، ولا يستطيع أحد أن يضعه في جيبه، والقرار السياسي للجميع، ونحن شركاء فيه، منوها بأن النظام السياسي ينبغي أن يكون واحدا، والتركيز على المرجعية الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير في الداخل والخارج.
ذكرى النكبة
وفي الذكرى الـ 74 للنكبة، قال مشعل إن الأمل يتجدد بالعودة والتحرير، وهي من أهم العناوين الفلسطينية، مؤكدا أن شعبنا اليوم وضع أقدامه ويتقدم على طريق النصر والتحرير والعودة، ونحن في صعود، وعدونا في انحدار.
وأضاف: “في ذكرى النكبة نعيش لحظة استكمال العدة والجاهزية المادية والنفسية في الميدان لختم هذا الصراع ونطوي صفحة النكبة بصفحة العودة”.
وشدد مشعل على أن المعركة مع الاحتلال لم تنتهِ بعد، وما زالت المخاطر قائمة، مبينا أن القدس هي الروح والعنوان والرمز والملهمة.
ولفت إلى أن العدو في الفترة الماضية أراد أن يحسم معركته على المسجد الأقصى، ويمارس السلطة الأمنية والسياسية والعسكرية على كل أرجاء الوطن الفلسطيني، ويريد أن ينتزع السيادة الدينية على المسجد الأقصى بالتقسيم المكاني والزماني.
وأشار إلى أن بعض المسؤولين في دول أوروبية تكلموا خطأً عن حرية الوصول إلى أماكن العبادة، وهذه عبارة مضللة، والأقصى لنا، ولا حق للصهاينة ولا لليهود فيه، وهو معلم إسلامي صرف طول تاريخه.
معركة القدس
وقال: نحن كفلسطينيين، كشعب ومقاومة وأمة، لن نسمح بتهويد الأقصى وتقسيمه وهدمه، ولن نسمح بأي شكل من أشكال الوصاية أو السيادة الدينية أو السياسية للصهاينة على الأقصى، الأقصى والقدس عنوان الصراع وروحه، وهما مصدر الإلهام والتحفيز طوال التاريخ الفلسطيني.
وأضاف مشعل أنه خلال شهر رمضان تزامنا مع الأعياد اليهودية أراد العدو أن يتقدم أكثر من خلال القرابين، لكن النضال والصمود الفلسطيني وجاهزية المقاومة في غزة أجبرته على التراجع.
وحذر من أن الأجندة الصهيونية ما زالت قائمة، منبها شعبنا بأن المعركة لم تنتهِ بعد، ونحن أمام تواريخ انتهاكات واعتداءات واقتحامات للأقصى، بل في الشيخ جراح وباب العامود، ويجب أن نكون متيقظين.
وفي شأن آخر، لفت مشعل إلى أن جريمة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة محطة فارقة في صورة الكيان الصهيوني القاتل أمام العالم، موضحا أنها كانت صاحبة الكلمة الحرة والرسالة وهي تعبر عن قضيتها.
ونوه بأن جريمة اغتيال أبو عاقلة من المحطات التي ستكشف وتعري الاحتلال وستدفعه للتراجع إلى الوراء، موضحا أنه لا يكتفي بأن يقتل، بل يلاحق الشهداء في جنائزهم وقبورهم، لكن الوجود الفلسطيني كل يوم يعطي رسالة نحن الباقون في هذا الوطن، ونحن أصحاب هذه القضية.
وقال: العدو يريد أن يسحقنا وهو لا يستطيع، وعندما تبدأ جرائمه تنقلب عليه، تكون بداية العد العكسي لنهايته، مشيرا إلى أنه في هشاشة، ولم تزده العقود التي عاشها إلا إمعانا في القلق على مستقبله.
ولفت مشعل إلى أن العدو لا يستطيع أن يتعامل مع العنفوان الفلسطيني، فيضطر أن يرفع سقف جريمته ويرتكب الحماقات.
وتطرق إلى شعبنا في الشتات، مؤكدا أنه كان وقود وطلائع الثورة الفلسطينية المعاصرة، ولا يزال يؤدي رسالته، وشعبنا يعبر عن إرادته، وفي سيف القدس انتفض، وفي الأردن ولبنان، واليوم في أوروبا ينتفض في ذكرى النكبة، وانتصارا للقدس والأقصى، وردا على جريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة.
انتفاض الضفة
وعلى صعيد الضفة المحتلة والعمليات البطولية، نوه مشعل بأن العدو الصهيوني فشل حين ظن منع كل أشكال التسليح والمقاومة المسلحة في الضفة الغربية وأن تستقر الأرض له، وأن يواصل خطته في الاستيطان وقضم الأراضي، ومن ثم معركة القدس الأقصى.
وأشار إلى أن الاختراقات في بعض النظام السياسي العربي، وليس على مستوى الأمة والشعوب، من خلال التطبيع والزيارات وبعض اللقاءات التي جرت في المنطقة، ساعد العدو في محاولاته، وكأن الظهر الفلسطيني كشف، وأن الكيان مدعوم بسند إقليمي وعربي، وأن يسمحوا له أن يفعل ما يشاء.
ونبه مشعل بأن العدو الصهيوني يسيء تقدير الموقف، ولا يعلم أن الصمود الفلسطيني نابع من الشعب ذاته ومن شعوره بأنه صاحب الأرض وبعدالة القضية ومن تجذره وتاريخه.
وقال: هذا العدو كل مرة شعبنا يفاجئه مفاجآت عظيمة، وجاءت العمليات المباركة على فترات متقاربة، مع مخيم جنين الذي يستعيد دائما عنفوانه، والذي قبل 20 سنة ظن قادة العدو أنهم حسموا المعركة فيه.
وأوضح أن ارتقاء الشهداء الكرام، شكل محفزا لشعبنا، وجعل الروح الجهادية تشتعل، وأصبحت الضفة على موعد مع انتفاضة جديدة، أصبح الاعتكاف في الأقصى وسيلة نضالية، وأصبح العدو غير قادر على ملاحقة التدفق في العمليات، واشتعلت الروح في شعبنا الفلسطيني.
جاهزية المقاومة
وأشار مشعل إلى أن العدو حين أراد أن يسرف في اقتحامات الأقصى جاءت غزة على قدر لتهدد وتقول أيدينا على الزناد، وعندما انتصرت للأقصى والشيخ جراح العام الماضي، وقالت جاهزون لتكرار سيف القدس وأيدينا على الزناد، وأجبرته على التراجع، وهذه محطة إنجاز وطني.
ونوه بأن لذلك دلالتين، الأولى أن شعبنا الفلسطيني يتوحد في ساحة المعركة، ولا يوحده إلا الجهاد والنضال والمقاومة، ودماء الشهداء وبطولاتهم والقدس والأقصى، وتوحده جرائم الاحتلال وحماقاته بحق المقدسات.
أما الدلالة الثانية، في أن تعانق جبهات المقاومة وتكاملها يعظم الأثر، وغزة أثبتت عظمتها، وعند ذلك يتراجع العدو ويرتبك ويتعاظم ذلك لتحقيق إنجازاتنا.
ودعا مشعل شعبنا في الداخل والخارج لأن يفتح نار جهنم على العدو الصهيوني، لأنه يقتلنا ويحتل أرضنا ومقدساتنا.
ولفت إلى أن سياسة فرق تسد الاستعمارية التي مارسها الاحتلال لم تنجح، وانسحب من غزة مجبرا، ولم تتخلى عن مسؤوليتها تجاه الوطن، وأهلنا في الأراضي المحتلة عام 48 يثبتون أصالة انتمائهم لشعبهم وقضيتهم وللوطن الفلسطيني.
قضية الأسرى
وفي قضية الأسرى، أكد مشعل أن الحركة تعمل على تبييض السجون الصهيونية من الأسرى الفلسطينيين، مؤكدا أنهم جزء من عناوين النضال الفلسطيني، وهم الشريحة من أبطال المقاومة الذين ضحوا من أجل حريتهم لأجل حرية وطنهم ولن ينساهم شعبهم.
وشدد على أنه كما نجحت المقاومة في الماضي في إرغام العدو على إطلاق سراح الأسرى، ستجبره مرة أخرى، ولن تكتفي بجهد جزئي.
وقال مشعل: “مسؤوليتنا تجاه الأسرى كبيرة، لقد سمعوا الكثير من التطمين والوعود، وهي وعود صادقة وتستند إلى الفعل المتراكم، ويحاول العدو أن يبخس ما تملكه المقاومة وييأس الأسرى من الإفراج عنهم”.
سيف القدس
وفي الذكرى الأولى لمعركة “سيف القدس” أكد مشعل أن المعركة تشكل محطة فارقة في تاريخ النضال الفلسطيني، وكانت لها دلالات مختلفة، مبينا أن غزة انتصرت للقدس والأقصى، وتعانق سيف المقاومة مع الأقصى والقدس.
وأكد أن مسؤولية المقاومة كانت أنها لا تدافع عن وحدها بل تدافع عن كل الوطن الفلسطيني، وكانت المعركة نموذجا لوحدة الوطن وكل مرة يتفاجأ العدو بأن شعبنا متمسك بوحدته في اللحظات الحاسمة ووحدته أربكت الكيان.
وأشار إلى أن من دلالات معركة سيف القدس أنها رسخت في الوجدان الفلسطيني والعربي والإسلامي الثقة بالقدرة على هزيمة الكيان وأن أيامه أصبحت معدودة.
تهديدات الاحتلال
وعلى صعيد تهديدات الاحتلال باغتيال قادة الحركة، أوضح مشعل أنها تهديداته ليست جديدة، مؤكدا أن قتل القادة لا يقتل روح النضال، بل يؤجج روحها، والشعوب الحرة تذكي الشهادة روحها ولا تكسرها، وتقربها من لحظة النصر.
ولفت إلى أن معظم الفصائل قدمت قياداتها على طريق المقاومة والتحرير، وتقدمت المقاومة وتعاظمت والعدو الذي تراجع، والشهادة مطمع لكل مناضل حر.
علاقات الحركة
وعلى صعيد علاقات الحركة، قال مشعل: نريد أن نستعيد علاقتنا كأمة، ونطوي صفحة التطبيع، ونحن لسنا خصما لأحد، ومنشغلون بمعركتنا الفلسطينية، وعدونا الوحيد هو العدو الصهيوني.
وأضاف: لا نتدخل في الشؤون العربية والإسلامية، والخلافات تعالج بالحوار والتفاهم، لا أن يعادي بعضنا بعضا.
وأشار مشعل إلى أن كل دولة عربية لها بصمة عبر التاريخ في دعم الشعب الفلسطيني مقاومة بالمال والسلاح والدعم السياسي، بعضهم في العلن، وبعضهم في الخفاء.
ونبه بأن الدول الإسلامية من إيران وتركيا وماليزيا وباكستان دعمت شعبنا أيضا ومقاومته ولم تبخل عليه.
ودعا مشعل الدول العربية والإسلامية إلى الانخراط في ميدان الشرف ليسجلها التاريخ كما سجل صلاح الدين كفاتح للقدس.