دعا الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” خالد مشعل، السلطة الفلسطينية إلى تغيير وظيفتها، والتحلل من التزامتها الأمنية مع الاحتلال.
ورأى مشعل، في ورقة نشرها منتدى التفكير العربي في لندن، “أن تغيير السلطة وظيفتها، هو طرح جديد؛ كخيار تقتضيه الضرورة والمسؤولية الوطنية”.
وطرح مشعل، في حوار أجراه معه منتدى التفكير العربي، مطلع تموز/يوليو الحالي، رؤية سياسية من أجل مواجهة مشروع الضم (السلب) الإسرائيلي و”صفقة القرن”، وبناء المشروع الوطني الفلسطيني.
وتقوم الرؤية السياسية -كما طرحها مشعل- على فكرة إعادة تشكيل وظيفة السلطة الفلسطينية بما يجعلها قادرة على مواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.
ولفت مشعل خلال الحوار الذي تناول إمكانية تبني برنامج فلسطيني وطني، أن البرنامج المقترح يقوم على إطلاق المقاومة، والمواجهة الشاملة مع الاحتلال.
واستدرك: “اتخاذ أي قرار بشأن مستقبل السلطة الفلسطينية، يكون بعد دراسة شاملة للخيارات كافة، وبتوافق وطني”.
وأوضح مشعل أن الوضع الفلسطيني الراهن يحمل فرصا حقيقية واعدة، مثلما ينطوي على بعض التهديدات والمخاطر.
تحديات المشهد الفلسطيني
ولخص مشعل تحديات المشهد الفلسطيني، بتسارع المشاريع الأمريكية الإسرائيلية على الأرض، ومحاولتها فرض وقائع جديدة ضمن سياسية الأمر الواقع، وغياب الفعل الفلسطيني المؤثر لمواجهة هذه الإجراءات في إطار الانقسام الفلسطيني، وغياب “القيادة الفلسطينية الجامعة التي تملك الرؤية والقدرة والجاهزية للمخاطرة”.
والتحدي الثالث -بحسب مشعل- هو الاختلال الذي أصاب الحاضنة العربية الإسلامية؛ بانكفائها على ذاتها وانشغالها بقضاياها المحلية.
فرص سانحة لمواجهة قرار الضم
أما فيما يتعلق بالفرص السانحة، فرأى مشعل أن توحيد الصف الوطني الفلسطيني على أرضية وطنية؛ لمواجهة قرار الضم (السلب) وصفقة القرن، وتحويل إجراءات الاحتلال على الأرض إلى أداة استنزاف له، فرصة واعدة لمواجهة “الضم”.
وقال مشعل: اللحظة التاريخية سانحة لتصويب صورة القضية الفلسطينية أمام العالم، وإعادتها إلى صورتها الحقيقية؛ “قضية تحرر وطني من الاحتلال، لا قضية تسويات ومفاوضات وخلاف على بعض التفاصيل”.
وبين أن الكيان يعاني من عزلة دولية إنسانية، في سياق الغضب الدولي من انتهاكاته وجرائمه ومخالفته لأعراف القوانين الدولية.
جاء الحوار مع مشعل في أعقاب حوار مماثل أجراه “منتدى التفكير العربي” في لندن مع أمين سر منظمة التحرير وكبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات.
مقترحات لمواجهة مشروع “الضم”
واقترح مشعل لمواجهة مشروع الضم (السلب) الإسرائيلي: إعادة تعريف الثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية بما يضمن إجماع الكل الفلسطيني عليها، والحيلولة دون التنازل عن أي منها.
ودعا إلى إعـادة بناء المؤسسات السياسـية ومرجعية القـرار الوطني ممثلـة بمنظمة التحرير الفلسـطينية، على أسـس ديمقراطية حقيقية، بحيث تمثل جميع أبناء الشـعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وتشارك فيها مختلف القوى والفصائل والشـخصيات الوطنية.
وعرض مشعل، تبني برنامج نضالي، ينطلق من كون الشـعب الفلسـطيني ما زال واقعا تحت الاحتلال، بحيث يشمل البرنامج كل أشكال النضال والمقاومة، وعلى رأسها النضال المسلح، وبما فيها المقاومة الشعبية بكل أشكالها.
وأعلن منتدى التفكير العربي، عن عزمه عقد ندوة نقاشية خاصة مع مشعل على طاولة مستديرة تناقش الرؤية التي طرحها للمشروع الوطني الفلسطيني ومواجهة خطة الضم، وسيدعو لها عددا من المثقفين والأكاديميين والصحافيين والسياسيين.
وتأتي هذه الندوة ضمن سلسلة ندوات ومناقشات يواصل المنتدى فيها استضافة قيادات فلسطينية من مختلف الاتجاهات وطرح سؤال “ما العمل؟” عليهم، ضمن المبادرة التي أطلقها منتدى التفكير العربي، ولاقت استجابة واسعة، للتحاور حول برنامج وطني فلسطيني موحد لمواجهة صفقة القرن ومشروع “الضم”، وإتاحة الفرصة لسماع جميع الآراء.
لقراءة وتحميل الرؤية كاملة يرجى النقر هنا..